فيينا :جدد الأمين العام للجامعة العربية عمرو موسى اليوم النفي بأن تكون المبادرة العربية في لبنان قد فشلت. وقال موسى، في حديث صحافي إن quot;مبادرة الجامعة العربية لم تفشل بعد، ولكن ينبغي علينا أن نأخذ في الحسبان أن المشكلة السياسية في لبنان هي مشكلة عويصةquot;، على حد تعبيره. وأشار إلى أن الصعوبة لا تكمن في وجهها اللبناني فحسب، quot;بل وفي أبعادها العربية والإقليمية والدولية التي تساهم مجتمعة في تعقيد الأزمة ولا تساعد على حلهاquot;.
واكد الأمين العام للجامعة العربية quot;أن مبادرة الجامعة العربية في لبنان أحرزت تقدماً ملحوظاً على صعيد تشجيع الأقطاب اللبنانيين على الاتفاق على مرشح لرئاسة الجمهورية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية وصياغة قانون جديد للانتخاباتquot; في البلاد.
كما اعرب موسى عن اعتقاده القوي بأنه على الرغم من الأزمة السياسية البالغة التعقيد في لبنان، ورغم تداخل الابعاد العربية والإقليمية والدولية فإن quot;الحل سيظل مرهوناً باتفاق اللبناني على اختلاف انتماءاتهم السياسية على قواسم مشتركة لانقاذ بلدهم من الدوامة القائمةquot; التي تعيشها البلاد.
من جهة اخرى، أعرب موسى عن quot;القلق والأسف البالغينquot; لتعثر عملية تطبيق البيان الختامي لمؤتمر أنابوليس للسلام في الشرق الأوسط. وحذر،من أن توصيات مؤتمر أنابوليس quot;باتت معرضة للفشل، إذا لم يتم تحقيق أية نتائج إيجابية، أولم يتم ترجمة الوعد الأهم والقاضي بإقامة دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسquot;. وشجب موسى quot;مواصلة إسرائيل لعملية التهويد وإقامة المستوطنات ومصادرة الأراضي وإغلاق المعابر وتضييق حركة التنقل وإقامة أكثر من ستمائة حاجز عسكري في الأراضي المحتلةquot;.
وحول مصير مبادرة السلام العربية، أكد موسى مجدداً quot;رغبة العرب لإقامة سلام حقيقي في الشرق الأوسط والاعتراف بإسرائيل بشرط انسحابها من كافة الأراضي العربية التي احتلتها في حرب حزيران/يونيو 1967، وتطبيق جميع قرارات الأمم المتحدة ذات الصلة بالقضية الفلسطينية والقدس والشرق الأوسط، والإقرار بحقوق الشعب الفلسطيني وفي طليعتها حقه في إقامة دولته المستقلة بعاصمتها القدس وعودة اللاجئينquot;.
ونوه موسى بـquot;أهمية اجتماع مالطا الذي انعقد مؤخراً على مستوى وزراء الخارجية بين الجامعة العربية ودول أعضاء في الاتحاد الأوروبي تقع في حوض البحر المتوسط، ورأى أن quot;نتائج مؤتمر مالطا شكلت نقلة نوعية على صعيد تكريس وتطوير علاقات الصداقة والتعاون وتعزيز الأمن والاستقرار والسلامquot; في الشرق الأوسط.
وأكد أن quot;الجامعة العربية والاتحاد الأوروبي يسعيان بشكل جاد وصادق من أجل إقامة منتدى كبير وبحيث يشكل جسراً قوياً لربط العالم العربي والاتحاد الأوروبي في منطقة المتوسط، وذلك في إطار القواسم المشتركة وعلى مختلف المستويات السياسية والاقتصادية والثقافية والأمنيةquot;.
وأوضح أن quot;جامعة الدول العربية تتطلع إلى دبلوماسية أوروبية- عربية مشتركة من أجل تفعيل وتطوير مبادرة برشلونة باعتبارها تشكل قاعدة مهمة للتعاون المشتركquot;. وأشار إلى ما وصفه بـ quot;الاهمية الاستراتيجية لمنطقة الشرق الأوسط ومنطقة حوضي البحر الأبيض المتوسط، وشدّد على القول بأن quot;الأمن والسلام الحقيقيين هما لمصلحة دول وشعوب المنطقة بأسرهاquot;.
كما كشف موسى عن أن عددا من الدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي تبدي quot;قلقها ومخاوفها بشكل علنيquot; من الطموحات النووية الإيرانية. وتابع مؤكدا أن quot;الوضع بشكل عام بات يستدعي ضرورة إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط وانضمام جميع الدول الأعضاء في المنطقة بما فيها إسرائيل إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النووية ونظام الوكالة الذرية للضمانات الشاملةquot;.
وحول نتائج مباحثاته مع المدير العام للوكالة الذرية محمد البرادعي قبل ظهر اليوم بمقر الأمم المتحدة، قال موسى quot;لقد أجرينا جولة شاملة من المباحثات التي تهم تعزيز علاقات التعاون والتنسيق بين الوكالة الذرية وأجهزة الجامعة العربية، واستعراض كل ما يواجه الاستخدام السلمي للطاقة النووية من تحديات ومخاطرquot;. وفي هذا السياق، أعترف موسى بأن quot;الوضع النووي غير المتوازن في الشرق الأوسط ما زال يثير مخاوف وشكوك البعض سواء في المنطقة أو خارجها بغض النظر عن المعلومات غير الدقيقة والمتداولة من قبل أجهزة الإعلام بشأن الخطر النووي الإيرانيquot;. وهنا أشار إلى أن quot;تقرير وكالة المخابرات الأميركية قد ساهم في تبديد الكثير من المخاوف عندما أكد أن إيران قد أوقفت برنامجها للاسلحة النووية في العام 2003quot;.
وشدّد موسى على القول quot;ما يهمنا بالدرجة الأولى كما أشرت قبل قليل، هو إقامة منطقة خالية من الأسلحة النووية في الشرق الأوسط وانضمام جميع الدول في المنطقة وبدون استثناء إلى معاهدة منع انتشار الأسلحة النوويةquot;. وفي هذا الإطار أكد موسي quot;أن إيران ليست دولة معادية، بل هي دولة مجاورة وترتبط بعلاقات صداقة تقليدية مع العالم العربي في مختلف مجالات التعاون الاقتصادي والتجاري المشتركquot;. وهنا شدّد عمرو موسى على quot;ضرورة تبديد المخاوف والشكوك وتسوية الخلافات القائمة في المنطقة وخاصة في العراق من خلال الحوار المتوازن واعتماد لغة العقل والمنطق وسياسة الاعتدالquot;.
من جهة ثانية، عُلم من مصادر دبلوماسية أن الأمين العام لجامعة الدول العربية سيلقي كلمة غداً أمام أعضاء مجلس المندوبين الدائمين في منظمة الأمن والتعاون في أوروبا. كما توقعت نفس المصادر أن يلتقي عمرو موسى مع المندوب الدائم للوكالة المتحدة لدى الوكالة الذرية السفير غريغوري شولته.
التعليقات