إعترفا بعمق الخلافات العربية ونفيا تعديل المبادرتين
المعلم وموسى: قمة دمشق نجحت رغم الضغوط
العراق يتحفظ على تجاهل القمة لجهود المصالحة وإدانة الإرهاب القذافي يعابث الخليج الذي اعتبره إيرانيا القمة العربية تختتم في سوريا بـإعلان دمشق |
كتب- نبيل شرف الدين: شهد المؤتمر الصحافي المشترك الذي عقده أمين عام جامعة الدول العربية عمرو موسى ووليد المعلم وزير الخارجية السوري، عشرات الأسئلة حول كافة القضايا المطروحة على قمة دمشق العربية التي اختتمت أعمالها اليوم الأحد، غير أن الوزير السوري والأمين العام لم يقدما إجابات شافية، خاصة في ما يتعلق بالقضايا الشائكة مثل الأزمة السياسية في لبنان، والخلافات العربية ـ العربية، والوضع العراقي وغيرها.
وقال الوزير السوري إن الإنقسامات العربية ليست وليدة اليوم فهي موجودة والاختلافات موجودة، مضيفًا أن هذه القمة كانت مميزة لأنها طرحت بكل وضوح وجرأة كافة المواضيع على الطاولةquot;، على حد قوله .
وفي الشأن اللبناني قال المعلم quot;إن موضوع لبنان تم طرحه في الجلسة المغلقة، لكن القادة العرب ارتأوا عدم بحث موضوع لبنان في ظل الغياب اللبناني عن القمة، مشيرًا إلى أنهم ناقشوا الأوضاع في العراق، وفلسطين، وميزانية الجامعة العربية، وغيرها من القضاياquot;.
أما في ما يتعلق بالمسألة الفلسطينية والدور السوري لإنهاء الصراع خلال ترؤسها القمة، قال وليد المعلم quot;إن الرئيس بشار الاسد سيكون على إتصال بقادة السلطة الفلسطينية وحماس لكي يتلقى منهما إقتراحات محددة يتم تزويدها للقيادة اليمينة لمتابعة المبادرةquot; .
وخلال المؤتمر المطول، قال وليد المعلم إن القمة العربية عالجت مواضيع تخص القضية الفلسطينة، وآليات دعم العمل العربي، وأضاف أن القمة كانت إيجابية بنتائجها ، حيث كان لها نكهة مميزة عن القمم الاخرى من خلال التفاعل الواضح والشفاف الذي ساد بين القادة العرب .
وردًا على سؤال بشأن القراءة السورية لتصريحات الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية السعودي، التي قال فيها quot;نحن لا نسعى إلى عزل سوريةquot; أعرب وزير الخارجية السوري عن اعتقاده quot;بأنه لا توجد هناك دولة عربية واحدة من موريتانيا وجزر القمر إلى عمان في قلبها محاولة لعزل سورية وذلك لأن سورية هي قلب العروبة النابضquot;، على حد قوله .
وردًا على سؤال حول ما إذا كانت سورية تعرضت لضغوط من الوفود العربية بعد بدء جلسات القمة، قال المعلم quot;إن كافة ما يتعلق بأعمال وسير النقاشات سواء على مستوى المندوبين الدائمين أو وزراء الخارجية أو حتى على مستوى القمة كانت ناجحة، وإن كافة الوفود التي حضرت قدمت مداخلات بناءة وساهمت بشكل فاعل في التوصل إلى قمة ناجحة ومميزة .
الخلافات العربية
وفي ما يتعلق بطبيعة الموقف العربي المشترك، قال المعلم quot;إن ما تضمنه خطاب الرئيس السوري بشار الأسد من تسام على الخلافات العربية عكس حجم مسؤولية رئاسة القمة ويضع لنا بوصلة للعمل المقبل والذي تنشط من خلاله الدبلوماسية السوريةquot; .
وفي معرض رده على سؤال حول كيفية تحرك سورية والجامعة العربية لتصفية الأجواء العربية وتنفيذ مقررات القمة، قال وزير الخارجية السوري quot;إنه لأول مرة وبشكل واضح يتم التركيز على البعدين السياسي والاقتصادي في التعاون العربي المشترك، ولذلك كان هناك تركيز على القمة الاقتصادية التي ستعقد في الكويت مطلع العام القادمquot; .
وحول الأسباب التي أدت إلى الانقسام بين الدول العربية، قال وزير الخارجية السوري quot;إنه لم تعان قمة عربية كما عانت قمة دمشق قبل انعقادها من رهانات وضغوط على فشلها ورهانات على انقسامات عربيةquot;، مشيرًا إلى أن مجرد انعقاد القمة في موعدها وفي دمشق يعتبر هذا نجاحًا، إذا قورن بحجم الضغوط وبالوضع العربي وبأزماته .
وأعرب المعلم عن اعتقاده بأن هذا الحضور من قبل القادة وممثلي الدول العربية هو نجاح آخر، لافتًا إلى أن هذه القمة وضعت لبنة يمكن البناء عليها في القمم السابقة .
من جانبه أشار عمرو موسى أمين عام الجامعة العربية إلى أن أهم البنود التي تم بحثها هو موضوع العلاقات العربية - العربية، مؤكدًا أن الروح كانت جيدة، وتسعى إلى إنهاء هذه الصفحة من العلاقات العربية المتوترة، وأضاف أن بيان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل تجاوب مع الروح نفسها وأن المطروح هو العمل المشترك من الآن فصاعدًا.
وورد في البيان الختامي الذي صدر في نهاية أعمال القمة وأطلق عليه quot;إعلان دمشقquot; إن الحكومات العربية سوف تراجع استراتيجياتها بشأن السلام مع إسرائيل، ولم يوضح البيان الخيارات التي يجري النظر فيها ولا متى ستجرى تلك المراجعة التي أشار إليها البيان الختامي للقمة، غير أن البيان أكد استمرار الجانب العربي في طرح مبادرة السلام العربية مرتبط ببدء تنفيذ إسرائيل لالتزاماتها في إطار المرجعيات الدولية لتحقيق السلام في المنطقةquot;.
التعليقات