نيويورك (الامم المتحدة): رد السفير السوري في الامم المتحدة بشار الجعفري الاربعاء التأكيدات الاميركية التي تفيد ان بلاده تلقت مساعدة من كوريا الشمالية على الصعيد النووي.ولدى خروجه من نقاش حول الشرق الاوسط في مجلس الامن، سأل الصحافيون الجعفري عن تأكيدات واشنطن ان اختصاصيين اميركيين في الاستخبارات سيقولون في الكونغرس الخميس ان كوريا الشمالية وسوريا تعاونتا في المجال النووي، فأجاب quot;قلنا مرارا في السابق، ان لا تعاون سوريا-كوريا شماليا من اي نوع كان في سورياquot;. واضاف quot;ننفي هذه الشائعاتquot;.
يأتي ذلك ردا على تصريحات لمسؤول اميركي أعلن امس ان جهاز الاستخبارات الاميركي سيعلن الخميس امام الكونغرس انه يعتقد ان كوريا الشمالية ساعدت سوريا في نشاطات نووية قبل وبعد تدمير مفاعل في 2007 يعمل بالبلوتونيوم انجز سرا في سوريا.
وبحسب صحيفة quot;لوس أنجلس تايمزquot; فان مسؤولا أميركيا رفض الكشف عن هويته صرح أن quot;مسؤولي وكالة المخابرات المركزية سيخبرون الكونغرس غداً الخميس أن كوريا الشمالية كانت تساعد سوريا في بناء مفاعل بلوتونيوم نوويquot;. وأوضح أن مسؤولي quot;سي آي إيهquot; سيخبرون المشرعين الأميركيين في جلسة الغد أنهم quot;يعتقدون أن هذا المفاعل كان ليصبح قادراً على إنتاج البلوتونيوم اللازم لتصنيع الأسلحة النووية لكنه دمر قبل أن يصير قادراً على ذلكquot; في إشارة منهم إلى الغارة التي شنتها المقاتلات الإسرائيلية على منشأة نووية سوريا في سبتمبر/أيلول الماضي.
وأضاف أنهم سيكشفون لأعضاء الكونغرس أنه quot;على الرغم من أن المسؤولين الأميركيين لطالما انتابهم القلق لسنوات بشأن العلاقات بين كوريا الشمالية وسوريا، فإن الأمر بقي كذلك حتى العام الماضي حتى تم إقناعهم بواسطة معلومات استخباراتية أن المنشأة المثيرة للشبهات التي كانت ما تزال قيد الإنشاء في منطقة نائية في سوريا هي مفاعل نوويquot;.
من جانبه، قالمساعد لأحد الأعضاء البارزين في مجلس الشيوخ للصحيفة الأميركية إن إدارة الرئيس الأميركي جورج بوش تريد إطلاع الكونغرس على هذه المعلومات قبل نشرها علناً. وقال مساعد لعضو بارز آخر في مجلس الشيوخ أن الإدارة كانت كشفت هذه المعلومات للأعضاء البارزين في لجنة الاستخبارات في كل من مجلسي النواب والشيوخ، لكنها تواجه بضغوط لتعميم هذه المعلومات على عدد أكبر من أعضاء الكونغرس.
وقد تكون اول مرة تخرج فيها واشنطن عن الصمت الذي اصرت ادارة بوش التمسك به منذ الغارة الغامضة التي شنها الطيران الاسرائيلي في ايلول/سبتمبر داخل الاراضي السورية ضد ما قالت وسائل الاعلام انه موقع نووي شيد بالتعاون مع كوريا الشمالية.
وستطرح لا محالة مسالة طعن محتمل في الجهود المبذولة حاليا لتخلي كوريا الشمالية عن نشاطاتها النووية العسكرية والمدنية.ويامل الرئيس جورج بوش الذي يغادر البيت الابيض في كانون الثاني/يناير 2009، في تحقيق نجاح دبلوماسي كبير من خلال توصله قبل نهاية ولايته الى نزع الاسلحة النووية لكوريا الشمالية التي اجرت اول تجربة على قنبلة ذرية عام 2006.
وبدا ذلك الجهد الدبلوماسي الذي اعيد تحريكه في 2007 يتراجع خلال الاشهر القليلة الماضية.وقد يزيد تاكيد التعاون بين كوريا الشمالية وسوريا المدرجتين على اللائحة الاميركية للدول الداعمة للارهاب، في تعقيد الصعوبات.
وكان بوش حذر كوريا الشمالية فعلا من عواقب نشاطاتها النووية وقال يومها ان الولايات المتحدة تعتبر تلك النشاطات quot;خطراquot; عليها.واعلن المسؤول الاميركي quot;لو تم انجاز المفاعل لتمكن من انتاج بلوتويوم لاسلحة نووية لكنه دمر قبل ذلكquot;.وهذه ثاني مرة في غضون بعضة اشهر يجازف خلالها جهاز الاستخبارات الاميركي على ما يبدو بالطعن في دبلوماسية بوش.
وكان تقرير حول الملف النووي الايراني نشر في كانون الاول/ديسمبر اعتبر انه يقلل من الخطر الذي يلوح به بوش لمطالبة الجمهورية الاسلامية بتعليق نشاطاتها النووية الحساسة.
التعليقات