صنعاء: أكد نائب رئيس مجلس النواب اليمنيحمير بن عبد الله الأحمر إن تجربتنا الديمقراطية تتنامى خطوة بخطوه بما يعكس الواقع الموضوعي ويواكب التطورات الجارية على المستويات المختلفة، وبما يخدم مصالح الشعب اليمني، ويعزز من استقراره وتنميته الشاملة على المستويات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية.

جاء ذلك خلال انعقاد الجلسة الافتتاحية لبرلمان الأطفال المنتخب 2008 ndash; 2010م، اليوم بالقاعة الكبرى بمجلس النواب، والذي استهل أعماله بالسلام الجمهوري اليمنيثم تلاوة القرآن وقراءة الفاتحة ترحماً على روح الشيخ عبد الله بن حسين الأحمر الذي كان من أوائل الحريصين على دعم برلمان الأطفال وتنمية أنشطته.

ثم انتخب البرلمان قيادة له عبر عملية انتخابية ديمقراطية حرة ونزيهة أسفرت عن فوز رانيا رائد حسين عراسي من محافظة عدن بمنصب رئيس برلمان الأطفال، وشهرزاد السلال العرشي من أمانة العاصمة، ومحمد عبد الملك حسين العودي من محافظة صعدة نائبين للرئيس.

كما رحب نائب رئيس مجلس النواب حمير بن عبد الله الأحمر في الجلسة الافتتاحية لبرلمان الأطفال في هذه المناسبة بالحاضرين في بيت الشعب وصرحه الديمقراطي، باسمه وبالإنابة عن زملائه رئيس وأعضاء هيئة رئاسة مجلس النواب، مهنئاً بنجاح الدورة الانتخابية الجديدة لبرلمان الأطفال للفترة 2008-2010م، متمنياً لبرلمان الأطفال وقيادته التوفيق والنجاح في مهامهم القادمة.
وأشار إلى أن الاحتفال بعقد الجلسة الافتتاحية لبرلمان الأطفال بقاعة مجلس النواب يمثل تعبيراً حقيقياً عن الشراكة بين مجلس النواب ومنظمات المجتمع المدني، ومنها المدرسة الديمقراطية وبرلمان الأطفال، وذلك في بناء هذه التجربة البرلمانية والديمقراطية التي تترسخ قيمها ومبادئها وأهدافها في حياتنا اليومية في ظل النهج السياسي الوطني الديمقراطي الذي يرعاه علي عبد الله صالح رئيس الجمهورية اليمنية.

ونوه بأن هذه الدورة الانتخابية الجديدة الناجحة لنواب أطفال اليمن في تجربتها الرابعة التي بدأت في عام 2000م، بأمانة العاصمة وتواصلت في الأعوام 2004م ، 2006م ، 2008م لتشمل عموم محافظات الجمهورية بما في ذلك أرخبيل سقطرى، تمثل خطوة متجددة في إطار نمو العملية الديمقراطية، بما من شأنه إحداث تراكم في الخبرة والتجربة الديمقراطية والعمل البرلماني التي تتطور يوماً بعد آخر، لتصبح نهجاً وممارسة طبيعية وثابتة في حياة شعبنا اليمني الذي تميز بها منذ حقب تاريخية وتوالت فعالياتها فشكلت أحد معالم الحضارة والثقافة اليمنية
المتجددة وأداة فعالة للتداول السلمي للسلطة في إطار بناء المجتمع المدني الحديث.

مؤكداً حرص مجلس النواب من واقع المسؤولية الدستورية والقانونية على العمل مع منظمات المجتمع المدني على تنمية العملية الديمقراطية بصورتها الحقيقية والخالية من كل الشوائب التي قد تعيقها بين الحين والآخر بحكم مستوى الوعي والممارسة الفعلية لها في واقع الحياة اليومية المتطورة، وما تواجهه من تحديات في هذا المجال.

ولفت نائب رئيس مجلس النواب إلى أنه بالأمس القريب أقر نواب الشعب في هذا الإطار وتحت القبة البرلمانية مشروع قانون بتعديل بعض مواد قانون السلطة المحلية في إطار عملية التحول والتطور الديمقراطي لليمن، وبهدف زيادة تمكين الشعب من ممارسة حقه في التعبير وفي اختيار ممثليه في مختلف سلطات الدولة بغية إشراكهم وبصورة فعلية في صنع القرار، والرقابة على تنفيذ هذه التجربة التي ستشهدها الساحة الوطنية خلال الأيام القليلة القادمة، والتي تتطلب الرعاية والتجسيد والتأييد العملي لها لأنها تخدم المصلحة العامة.

وجدد في ختام كلمته التهنئة لنواب أطفال اليمن بهذه الثقة التي منحوا إياها من قبل زملائهم أطفال اليمن، داعياً إياهم إلى تحقيق المهام المطروحة أمامهم في تبنى قضايا الأطفال والدفاع عنها وفقاً للآليات الديموقراطية التي كفلها لهم الدستور والقوانين اليمنية النافذة ذات الصلة. مؤكداً إن مجلس النواب سيكون عوناً لهم في تحقيق تلك المهام.

كما تحدث في الجلسة وزير التربية والتعليم الدكتور عبد السلام الجوفي، والأمين العام للمجلس الأعلى للأمومة والطفولة الدكتورة نفيسة الجائفي، والأمين العام للجنة العليا للانتخابات شائف الحسيني، ورئيس المدرسة الديمقراطية جمال عبدالله الشامي، ومدير مكتب المنظمة السويدية لرعاية الأطفال لدى بلادنا الدكتور وليد البشير.

وعبرت الكلمات عن التهاني الحارة لأطفال اليمن بهذا العرس الديمقراطي الذي يتبلور في مواصلة ممارسة العملية الديمقراطية بين أوساطهم من خلال الانتخابات الدورية المنتظمة التي يتم إجراؤها في المدارس في إطار الممارسة والنهج الديمقراطي الثابت لليمن، مؤكدين حرص الجميع على الشراكة في تقديم الرعاية لهذه التجربة لكي تنمو وتتوطد في وعي أجيال اليمن سلوكاً وممارسة حقيقية ترسخ المبادئ والقيم السامية للتداول السلمي للسلطة على مختلف المستويات.

ولفتت الكلمات إلى أن تجربة برلمان الأطفال تمر بكل المراحل الانتخابية، حيث وصل عدد المشاركين فيها إلى (25) ألف طفل وطفلة يتعلمون خلالها الممارسة الديمقراطية، ويتعلمون أن الصندوق هو الفيصل وأن عليهم التنافس بكل نزاهة.

هذا وفي ختام الجلسة الافتتاحية قام نائب رئيس مجلس النواب، ومعه عدد من المسؤولين بتوزيع شهادات النجاح في الانتخابات على أعضاء برلمان الأطفال الجديد.

حضر الجلسة الافتتاحية عدد من أعضاء مجلس النواب، وأمين عام مجلس النواب عبدالله أحمد صوفان، والأمين العام المساعد أحمد محمد الخاوي، ورئيس المؤسسة اليمنية للإذاعة والتلفزيون الدكتور عبد الله الزلب، وعدد من المسؤولين وممثلي منظمات المجتمع المدني، وعدد من ممثلي البعثات الدبلوماسية والمنظمات الدولية المعتمدة لدى اليمن.

يذكر أن برلمان الأطفال الحالي يتكون من (46) عضواً يمثلون جميع محافظات الجمهورية ، ويعد هذا البرلمان أحد مشاريع المدرسة الديمقراطية، التي لاقت صدىً جيداً وقبولاً في أوساط الطلاب والوسط الحقوقي والحكومي عامة.

ويهدف هذا البرلمان إلى توعية الأطفال وتنمية مداركهم بالنهج الديمقراطي وترسيخه في أذهانهم وجعلهم يقومون بأنفسهم بالتوعية بحقوقهم.