أولمرت يلمح إلى دور إسرائيل بقصف تل الزرو

دبلوماسي إسرائيلي يتحدث عن مفاوضات مع دمشق

نضال وتد من تل أبيب: خرج زعيم الليكود، بينيامين نتنياهو اليوم، الأحد عن صمته في مسألة الرسائل الإسرائيلية السورية، ليعلن معارضته لانسحاب إسرائيل من الهضبة السورية. واعتبر نتيناهو خلال جولة معايدة قام بها في بلدة نيشر القريبة من حيفا أن quot;هضبة الجولان يجب أن تبقى تحت السيادة الإسرائيلية حتى في حال إبرام سلام مع سوريا، وإلا وجدنا إيران في الهضبةquot;.

وقال نتنياهو للصحافيين: إنني مندهش جدا من استعداد رئيس الحكومة لتسليم هضبة الجولان كاملة حتى قبل بدء المفاوضات، إنه يتصرف كهاوٍ وبطيش، فليس هكذا يبنى السلام. وتأتي تصريحات نتنياهو هذه على الرغم من أن مستشاره العسكري السابق، كان أعلن في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية الأسبوع الماضي، أن نتنياهو، وعندما كان رئيسا للحكومة ، كان على استعداد لتقديم تنازلات كبيرة في الجولان مقابل السلام مع سوريا.

وعلى الصعيد نفسه أعرب اليوم، الوزير الإسرائيلي، رافي إيتان( الذي شغل في الماضي منصبا رفيعا في الموساد)، في حديث مع الإذاعة الإسرائيلية العامة، عن تقديره بأن أولمرت لم يتعهد فعلا بالتنازل عن الجولان مقابل السلام مع سوريا، معتبرا أن الظروف الحالية لا تمكن، ولا سيما في ظل معارضة الإدارة الأمريكية الحالية، أن تبدأ إسرائيل مفاوضات سلام حثيثة وجادة مع سوريا، طالما بقيت سوريا ضمن المحور الإيراني، وطالما ظلت حليفة لحزب الله ، كما أنها تمد المقاومة في العراق بالسلاح.

وأكد رافي إيتان أنه يعتقد بأن أيا من الطرفين- سوريا وإسرائيل- ليس معنيا حرب جديدة، معتبرا أن الردع الذي حققته إسرائيل خلال الحرب الأخيرة على لبنان يحول دون أن تفكر سوريا أو حزب الله بشن حرب جديدة. في المقابل أكدت مصادر سياسية إسرائيلية رفيعة المستوى لمراسل الإذاعة الإسرائيلية، شموئيل طال، أنه من السابق لأوانه الآن الحديث عن سلخ سوريا عن المحور الإيراني، وكوريا الشمالية، كما أنه من السابق لأوانه، الآن توزيع دعوات لمراسم إبرام اتفاقية سلام مع سوريا.

وأضافت هذه المصادر أن النفوذ الإيراني في سوريا والعلاقات السورية الإيرانية أقوى الإغراءات الإسرائيلية وحتى لو كانت هذه على شكل بدء مفاوضات مع إسرائيل حول الانسحاب الإسرائيلي من الجولان، فسوريا مرتبطة جدا بإيران حيث أن لها معها التزامات عسكرية واقتصادية، وفي مجال المعلومات والتعاون الاستخباراتي والتطوير.

وقالت الإذاعة الإسرائيلية، نقلا عن المصادر السياسية المذكورة، إن إسرائيل معنية بإخراج سوريا من دائرة التأثير الإيراني إلى أن هذا الهدف طموح أكثر من اللازم وأن هناك شك بأن يتم تحقيقه على الأقل ليس في الفترة القريبة. من جهته قال د. تسفي شطاوبر، مدير معهد دراسات الأمن القومي، والذي كان شارك في المفاوضات مع سوريا في شيبرد- ستون:إنه تم في السابق الاتفاق بين سوريا وإسرائيل على الخطوط العريضة، لكن لم يتم الاتفاق نهائيا على قضايا الأرض، والمياه، وتطبيع العلاقات بين البلدين.

وأشار شطاوبر إلى أن المنطقة وخصوصا الملف السوري ndash; الإسرائيلي شهد منذ أخر مفاوضات بين الطرفين في عهد حكومة براك، تغييرات جوهرية وأهمها رحيل الرئيس السوري السابق، حافظ الأسد، من جهة وظهور إيران كطرف يسعى لتكريس سيادته وهيمنته في المنطقة وتعمل من أجل الحصول على السلاح النووي وهو ما قد يغير الوضع كليا.

واعتبر شطاوبر أن هناك أربعة عراقيل تعترض المفاوضات بين سوريا وإسرائيل، وفي مقدمتها معارضة الإدارة الأمريكية لأي مفاوضات مع سوريا، مشيرا إلى أنه يعتقد أن سوريا ضعيفة عسكرية ولا تستطيع التهديد بشن حرب على إسرائيل.

أما العقبة الثانية فهي الرأي العام الإسرائيلي الذي يقلق الطرف السوري، خصوصا وأن هناك أغلبية في الشارع الإسرائيلي تعارض الانسحاب من الجولان. أما العقبة الثالثة فتتعلق بالملف اللبناني، فسوريا تريد وستطلب باعتقادي، خلال اتفاق التسوية والسلام مع إسرائيل تكريس الدور السوري السيادي في لبنان.

وأعتبر أن أحد أسباب الفشل الإسرائيلي في لبنان في الحرب الأخيرة هو أن إسرائيل لم تتمتع بالقدرة السورية الموجودة في لبنان لضرب حزب الله وكسره. والعقبة الأخيرة، هي أن الأسد لن يوافق ولا يستطيع قطع علاقاته مع إيران، لأن ذلك يعني حرق جميع الأوراق وهو ما لا يستطيع الأسد القيام به.