الأسد: إردوغان أبلغني إستعداد أولمرت للإنسحاب

دمشق: بعد أن أعلن الرئيس الأسد بشار الأسد أن تركيا أبلغته استعداد إسرائيل للانسحاب من هضبة الجولان السورية المحتلة مقابل إبرام سلام معها، وكشف عن وساطة تركية في هذا الشأن تعود إلى العام الماضي، رفضت أوساط من المعارضة السورية المفاوضات والمباحثات التي تجريها حكومة دمشق مع الإسرائيليين عبر وساطة تركيا، واعتبرتها quot;استسلامquot;، وقالت إنها quot;تهيئة إعلامية ظاهرها إعادة الحقوق وباطنها سلة من التنازلات عن الحقوق الوطنية السوريةquot;. وقالت إن المفاوضات تنص على إعادة الأراضي السوري منقوصة خلال عشرين سنة مقابل سلام كامل مع إسرائيل.

وشنت أمانة بيروت لإعلان دمشق المعارضة التي تنشط خارج البلاد هجوماً على النظام السوري وأعربت عن رفضها للمفاوضات التي تجري بين النظام السوري وإسرائيل وقالت quot;لا استسلام تحت اسم السلامquot; مع الأسد الذي وصفته بأنه quot;ديكتاتور يفرط بالحقوق لبقائهquot;.

وأكّدت الأمانة في بيان استلمت (آكي) نسخة منه اليوم (الخميس) على أن هذه المفاوضات quot;تعتمد على خرائط مزورة تم فيها اقتطاع أجزاء من الأراضي السورية التي تصل إلى حدود بحرية طبريةquot;، كما أكّدت أيضاً على أن المفاوضات الجارية quot;تنص على إعادة الأراضي السورية منقوصة خلال عشرين عاماً مقابل التطبيع الكامل مع إسرائيلquot;.

وقالت إن ما يتم التحضير له هو quot;عملية استسلام وتخاذل وتفريط بالحقوق الوطنية السورية من قبل النظام السوري في مقابل بقائه في الحكم ليستمر بتسلطه وحكمه الاستبدادي على شعبه وعدوانيته للدول العربية، وبرنامجه التسلطي على دول الجوارquot;.

وناشدت الأمانة السوريين والعرب أن يقفوا بوجه ما وصفته بـ quot;مؤامرةquot; من قبل النظام السوري التي يتم الإعداد لها، وأكّدت لحكومة أولمرت أنهم quot;لن يستطيعوا أن يفرضوا استسلاماً تحت اسم السلام مع ديكتاتور يفرط بالحقوق بعيداً عن رغبة وإرادة شعبهquot;. وكان الأسد كشف أن تركيا أبلغته استعداد إسرائيل للانسحاب من هضبة الجولان السورية المحتلة مقابل إبرام سلام معها، وكشف عن وساطة تركية في هذا الشأن تعود إلى العام الماضي .

وقال في مقابلة مع صحيفة قطرية تنشر الأحد القادم إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أبلغه استعداد إسرائيل للانسحاب من الجولان مقابل سلام مع سورية، وكشف أن الوساطات بين دمشق وتل أبيب تكثفت بشكل أساسي بعد العدوان على لبنان صيف 2006، وأن دخول تركيا على الخط عام 2007 أثمر تفاصيل إيجابية جديدة، وقال إنه لن تكون هناك مفاوضات سرية مع إسرائيل بل ستكون معلنة إن حصلت ولن تكون مباشرة بل عبر الطرف التركي.

وكانت تسربت أنباء عن زيارة يورام توربوفيتس رئيس طاقم مستشاري ايهود اولمرت لسورية قبل بضعة شهور، وأجرى محادثات تناولت المفاوضات بين الجانبين، الأمر الذي لم تؤكده إسرائيل.

يشار إلى أن مفاوضات السلام بين سورية وإسرائيل قطعت في العام 2000 مراحل عديدة، وتم الاتفاق المبدئي على عدة قضايا هامة، منها قضايا الأمن والعلاقات بعد الاتفاق والمياه وغيرها، ولم يبق إلا بعض الخلافات حول خط الانسحاب إلى حدود الرابع من حزيران 1967، ولم يتعد الخلاف بين الطرفين في ذلك الوقت مساحة أربعة وأربعين كيلو متراً مربعاً تتركز على حدود بحيرة طبريا الاستراتيجية، التي ترفضض إسرائيل أن يكون لسورية شاطئاً عليها، ويقول السوريون أن الاتفاق تم على 80% من القضايا.