بعد توافق قادة الفصائل الفلسطينية على تهدئة شاملة
مصر تبدأ تحركًا باتجاه إسرائيل لإقرار آليات تنفيذها

التهدئة بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل في مهب الريح

نبيل شرف الدين من القاهرة: كشف مصدر دبلوماسي في القاهرة عن إتجاه القيادة المصرية في بدء تحرك عاجل نحو إسرائيل، بعد التوصل إلى توافق فلسطيني بشأن إقرار التهدئة، ولفت المصدر ذاته إلى أن الرئيس المصري حسني مبارك أجرى اتصالاً بوزير الدفاع الإسرائيلي إيهود بارك، تمهيدًا لزيارة من المزمع أن يقوم بها رئيس جهاز المخابرات المصري عمر سليمان إلى إسرائيل خلال الأيام القليلة المقبلة لإطلاع المسؤولين هناك على نتائج التفاهمات بين الفصائل الفلسطينية، والعمل على إقرار تنفيذ تلك التهدئة على الأرض من خلال آليات محددة يجري الاتفاق عليها .

وطيلة الأيام الماضية بذل مسؤولو المخابرات المصرية جهودًا مضنية لإقناع ممثلي الفصائل الفلسطينية بقبول التهدئة مع إسرائيل، ولعل أبرز ما أسفرت عنه تلك الجهود هو موافقة حركة الجهاد الإسلامي، التي كانت تتخذ موقفًا متشددًا تراجعت عنه بقبول التهدئة، وإن ظلت تبدي قدرًا من التحفظ عبرت عنه في بيان قال فيه زياد النخالة نائب أمينها العام إن الحركة لا يمكن ان تكون طرفًا في اتفاق هدنة لا يطبق منذ بدايته في الضفة الغربية .

غير أن نخالة استدرك قائلاً إن الحركة لن تبادر إلى انتهاك أو تقويض الهدنة بل ستعطي الفرصة لإعادة فتح معابر غزة وتخفيف المعاناة عن الشعب الفلسطينيquot;، بحسب بيان الحركة . وتتضمن المقترحات المصرية التي جرى إقرارها، فترة تهدئة تتوقف خلالها عمليات إطلاق الصواريخ من قطاع غزة ومعها تكف إسرائيل عن استهداف النشطاء الفلسطينيين في القطاع، إضافةً إلى فتح المعابر بين غزة وإسرائيل وفق ترتيبات جرى الاتفاق عليها بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل بوجود مراقبين من الاتحاد الأوروبي .

خطة موسعة

ويرى مراقبون ومحللون سياسيون في القاهرة أن مسألة التهدئة جزء من خطة أوسع من شأنها أن تؤدي في النهاية إلى رفع القيود على قطاع غزة التي شددت إسرائيل من إجراءاتها هناك، منذ أن بسطت حركة حماس سيطرتها على القطاع بالقوة العسكرية في شهر حزيران (يونيو) الماضي .

وقبل هذه اللقاءات المارثونية التي أجراها عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية في القاهرة مع ممثلي الفصائل الفلسطينية الاثني عشر، جرت لقاءات أخرى مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس ووفد من قادة حركة حماس، بهدف إقرار التهدئة وتوفير المناخ المناسب أمام رفع الحصار وإنهاء حالة الانقسام الفلسطيني، وبما يتيح معالجة القضايا الأخرى الأكثر إلحاحًا على الساحة الداخلية الفلسطينية .

وسبق أن ربط ممثلو الفصائلrlm; الفلسطينية موافقتهم على تلك التهدئة مع إسرائيل بإجماع كل القوى الفلسطينية،rlm; مع البدء في إجراء حوار وطني موسع برعاية مصريةrlm;، بينما أبدت بعض الفصائل تحفظات على هذه التهدئة، غير أنها أكدت في الوقت نفسه أنها لن تكون معطلة لأي اتفاق تهدئة يتم التوافق عليه. واختتمت في القاهرة محادثات موسعة بين ممثلين عن اثني عشر فصيلاً فلسطينيًا،rlm;rlm; ومسؤولين أمنيين في جهاز المخابرات المصري بشأن إقرار تهدئة شاملة بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، حيث اجتمع الوزير عمر سليمان رئيس المخابرات المصرية، في لقاءات منفصلة مع قادة الفصائل، وصدر بيان في ختام المحادثات يؤكد التزام الجانب الفلسطيني بهذه التهدئة وفق القواعد والشروط التي اتفق عليها .