وزير الشباب والرياضة اللبناني تحدث لإيلاف
فتفت: ماذا تعني خطوط هاتفية لحزب الله في الهرمل؟


ريما زهار من بيروت: أكد وزير الشباب والرياضة احمد فتفت ان مفهوم حزب الله لم يعد يعني المقاومة بعدما توجه سلاحه الى الداخل، وتساءل في حديث خاص لإيلاف ماذا يعني خطوط هاتفية لحزب الله في الهرمل وعكار، عن مقررات الحكومة الاخيرة اعتبرهاحدثًا بحد ذاتها، ليس فقط لناحية الوقت ولكن لناحية القرارات التي أُخذت بغض النظر عن كل الكلام الذي سمعناه من تهويل وتهديد، عن اضراب الاتحاد العمالي العام اعتبر ان ما يفعله هو معركة سياسية فقط على امل الضغط للحصول على نتائج سياسية ولا يبغي ابدًا تحقيق مطالب للطبقة العامة، مشيرًا الى ان ضبط الامن هو قرار يومي له خلفية سياسية وله خلفيات امنية مع تعاون كل الاطراف، معتبرًا ان من لا يدرك جدوى المبادرة العربية في لبنان فهو غائب عن الوعي، لانه لولا دعم الدول العربية لما كان بالامكان البدء باصلاح ما دمره الاسرائيلي، عن اللقاء بين رئيس المجلس النيابي والناب سعد الحريري، اشار فتفت الى ان الحريري يطلب دائمًا هذا اللقاء اما بري فهو دائمًا من يعرقله، وأمل في نهاية الحديث ان يدرك حزب الله انه يقود البلد والطائفة الشيعية بالدرجة الاولى الى موقع سيىء جدًا تمامًا كما فعل الفلسطينيون والسوريون.

وفي ما يلي نص الحديث معه

* مجلس الوزراء الذي عقد منذ يومين حتى الفجر طلع بقرارات اقالة العميد شقير واعتبار شبكة الاتصالات اعتداء من قبل حزب الله ورفع الحد الادنى للأجور الى 500 الف ليرة لبنانية، كيف كانت اجواء الجلسة وكيف تم التوصل الى هذه القرارات؟
- كانت الاجواء جدية جدًا، وكل المواضيع نوقشت بعمق من كل الجهات، من النواحي القانونية والسياسية والامنية، واخذت القرارات عمليًا بالاجماع، ما عدا موقف وزير المالية، بخصوص الحد الادنى للاجور وهي وجهة نظر تقنية كما يطرح الموضوع، واعتقد انه محق ولكن ظروف الناس والوضع الاقتصادي والمعيشي اجبرنا على اتخاذ هذا القرار، كان هناك قناعة بان مجلس الوزراء المنعقد هو حدث بحد ذاته، لا اقول تاريخي، لكنه حدث مهم جدًا، بهذا الحجم، ليس فقط لناحية الوقت ولكن لناحية القرارات التي أُخذت بغض النظر عن كل الكلام الذي سمعناه من تهويل وتهديد.

* كشفت قبل الجلسة عن تهديدات تلقتها الحكومة من جهات في حزب الله مفادها ان المس بشبكة الخطوط الهاتفية الخاصة بالحزب يعني تجاوز خطوط حمراء مع المقاومة ورغم ذلك صدر القرار بشأن الاتصالات، كيف سيكون موقف حزب الله منها؟
- يجب على حزب الله ان يدرك انه لا يمكن ان يستمر في التصرف كما كانت تتصرف الميليشات الفلسطينية او كما كانت تتصرف المخابرات السورية في لبنان، من دون الاخذ بعين الاعتبار ان هناك اطرافًا اخرى في هذا البلد، وان هناك دولة ومؤسسات، وهذا التجاهل التام، يعتقد حزب الله انه حتى الآن تمكن من التعاطي معه بهذا الاسلوب، لا يمكن ان يستمر، ليس فقط لان هناك من يريد ان يقول لا ولكن لان مصلحة حزب الله وبالتحديد الطائفة الشيعية لا تنسجم مع هذا التوجه، الذي سيذهب باتجاه اعتقد انه انهياري لان التاريخ اثبت ذلك مع كل من تصرف بهذا الشكل في لبنان.

* الاتحاد العمالي العام يعتبر ان الحد الادنى اي 500 الف ليرة جائزة ترضية وتابع اعتصامه الاربعاء، هل تتخوف من انفلات زمام الامور في الشارع مستقبلًا؟
- اعتقد اذا كانت المطالب معيشية فهذا حق الاتحاد العمالي العام، ان يبدي وجهة نظره وان يتظاهر، ولكن ما قاله رئيس الاتحاد العمالي العام عن الحد الادنى للاجور هو نفسه يدرك انه مستحيل، وهذه مشكلة تتعلق بمصداقية الاشخاص، ويعرف تمامًا ان ما يقوله عن الحد الادنى للاجور هو انهيار اقتصادي تام، واكبر ضربة يمكن ان توجه الى الطبقة العمالية والفقراء في لبنان، ويعرف تمامًا ان ما اتخذته الحكومة تجاوز بكثير ما كان يأمل به الكثيرون من العاملين من ناحية رفع الحد الادنى للاجور، والاجراءات الاجتماعية المرافقة، وهي جدًا مهمة وبالتالي ما يفعله الاتحاد العمالي العام هو معركة سياسية فقط على امل الضغط للحصول على نتائج سياسية ولا يبغي بوجهة نظري ابدًا تحقيق مطالب للطبقة العامة.
وكان العماد ميشال عون في كلامه الموجه الى الاضراب واضحًا ان توجهه كان سياسيًا لاسقاط الحكومة، ولا دخل للامر بالوضع الاقتصادي المعيشي، والجميع يعرف ان اسبابه خارجية وليست داخلية.

* بالحديث عن الجنرال عون هو اعتبر ان الشبكة الهاتفية لحزب الله قانونية بموجب البيان الوزاري، ما هو ردك على الموضوع؟
- لا اعرف كيف يفسر الجنرال عون القانون، فهي ليست قانونية والا هذا يعني ان يأتي حزب الله غدًا ويضع منصة صواريخ في جونية او شارع الحمرا ويقول هذا السلاح من اجل الدفاع عن حزب الله، علمًا ان ما كنا نقوله في البيان الحكومي كان يتوجه الى المقاومة وليس الى حزب الله، نحن اصبحنا نفرّق كثيرًا بين المقاومة وبين حزب الله الذي اسقط مقولة انه يعمل من اجل المقاومة، واضح انه يعمل من اجل السلطة في الداخل وتدمير الدولة اللبنانية ومشروعه السياسي اكبر بكثير من المقاومة ويشمل سلطة تمد الامبراطورية الايرانية الى البحر المتوسط، وللاسف ان الجنرال عون لا يرى شيئًا الا ما يعتقد انه يحقق طموحاته بالوصول الى رئاسة الجمهورية، ويبرر لذلك اي شيىء، هذا من جهة المبدأ وهناك امور اخرى منها البيان الوزاري لحق به امور كثيرة في السياسة ومنها ما تم الاتفاق عليه في مؤتمر الحوار الوطني والقرار 1701 وكل هذه الامور غيرت جذريًا في نظرتنا للامور وفي قراءتنا للبيان الوزاري.

* ما هو تعليقك على ما نشرته النيويورك تايمز بان عناصر حزب الله تدرب عراقيين شيعة في ايران وما الهدف من هذه التدريبات؟
-اولًا غريب هذا الموضوع، لانني اعتقد ان ايران ليست بحاجة لمدربين من حزب الله فهي التي دربت حزب الله، لا اعرف اذا كان الموضوع حقيقي ام لديه خلفيات.

الانتخابات

* ماذا عن موعد 13 آيار المقبل، هل سنشهد انتخابًا بالنصف زائد واحد الذي تعتبره المعارضة انقلابًا وكذلك يرفضه البطريرك الماورني مار نصرالله بطرس صفير؟
- ما زال الوقت باكرًا، ونحن منذ اللحظة الاولى قلنا ان موضوع كهذا يتطلب بالتأكيد موافقة البطريرك صفير والاجماع في قوى 14 آذار ويتطلب ان نرى فيه حلًا للازمة الوطنية وليس تأزيمًا.

* شهدت منطقة كورنيش المزرعة الاحد الماضي مناوشات بين انصار امل والمستقبل، هل ترى ان هكذا مناوشات ستتطور في المستقبل؟
- كان هناك اعتداء من بعض اعضاء امل ومرافقيهم من الحركة من خلال خلافات بعضها كانت ذات طابع شخصي، اما هل ستتطور هذه الامور في المستقبل فالامر مرتبط بالقيادة السياسية لحركة امل وما تعتقد ان لها مصلحة فيه، وليس فقط لحركة امل بل لحزب الله واعتقد انه احيانًا عندما تحتقن الاجواء السياسية يفجرون بعض الامور في الشارع علهم يمارسون ضغطًا على القيادات السياسية لقوى 14 آذار، وبالتحديد في بيروت على قوى المستقبل، لكن نتيجة التطورات الاخيرة، وبعدما قيل انه ربما كانت هناك محاولة لاسقاط طائرة الشيخ سعد الحريري او رئيس الحكومة ونائبه، اعتقد ان هذه الامور اصبحت لا تؤثر فينا بصراحة، ولا يعتقد احد ان توتير الشارع يؤدي الى تنازلات، وما هكذا تعالج الامور، فتوتير الشارع سيؤدي الى احتقانه، والانفجار في وجه الجميع، واذكّر ما حدث مع افراد حركة امل منذ نحو اسبوع عندما تقاتلوا في شوارع بيروت، ثم مع افراد حزب البعث قبلهم، ومنذ ايام بين امل وحزب الله، هذا الاسلوب عادة ما ينقلب على فاعله.

* حديث النائب وليد جنبلاط السبت الماضي الذي دعا فيه الى طرد السفير الايراني ووقف الرحلات واقالة العميد شقير، هل ترى ان هذه الامور يجب ان تحصل فعلًا لضبط الامن في لبنان؟
- اعتقد ان ضبط الامن هو قرار يومي له خلفية سياسية وله خلفيات امنية مع تعاون كل الاطراف، ما قاله وليد جنبلاط متعلق بنقطة معينة، موضوع ضبط الامن يجب متابعته لحظة بلحظة واتخاذ الاجراءات وفق ما تقتضيه الامور الامنية، وليس قرارًا واحدًا يؤثر على ضبط الامن.

* تبلّغ رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري دعم الكويت للمبادرة العربية واكد ان الانتخابات الرئاسية ستحصل في 13 آيار، ما مدى جدوى دعم الدول العربية للبنان برأيك؟
- اعتقد ان من لا يدرك جدوى المبادرة العربية في لبنان غائب عن الوعي، لانه لولا دعم الدول العربية لما كان بالامكان البدء باصلاح ما دمره الاسرائيلي، ووحدها المملكة العربية السعودية تبرعت بعدد بناء اكثر من مئة قرية وبلدة، فالدعم العربي مهم جدًا من الناحية الاقتصادية، واعادة الاعمار والصعيد السياسي، ولمحاولة فرملة التدخلات السورية في الشأن الداخلي اللبناني، لاننا نعتقد ان الملف اللبناني يجب ان يبقى عربيًا وان اي تجاوز لهذا الملف ليس لنا مصلحة فيه في الوقت الحاضر.

* هل سنشهد لقاءً بين رئيس المجلس النيابي نبيه بري وبين النائب سعد الحريري؟
- الشيخ سعد الحريري واضح، ويطلب هذا اللقاء، لانه مكلف من قوى 14 آذار لمناقشة الرئيس بري في الموضوع، انما حتى الآن للاسف الرئيس بري ما زال يتجاهل، وهو يدعو للحوار ويرفض الحوار مع الشيخ سعد الحريري، وهو من اوقف الحوار الثنائي وقبلًا اوقف طاولة التشاور العام 2006، ومبادرة الحريري وقوى 14 آذار فضحت طريقة التعاطي التي يقوم بها الرئيس بري.

* ما هو موقفك الشخصي من قانون الانتخابات وهل تؤيد ما قام به النائبان غسان تويني وغسان مخيبر باقتراح قانون يتبنى ما قدمه الوزير السابق فؤاد بطرس؟
- على الصعيد الشخصي نعم، واعتقد انه لا يمكن ايجاد حل حقيقي في لبنان ونظام انتخابي يسمح بحكم هذا البلد الا وفق النسبية، ولكنني كنائب وعضو في تيار المستقبل، سالتزم ما يقرره تيار المستقبل، انما موقفي الشخصي معروف ومنذ اكثر من 13 سنة.

*البعض يرى ان الحل في لبنان لن يبصر النور الا بعد القضاء على سلاح حزب الله في لبنان، والكل متخوف من حرب جديدة على لبنان تشنها اسرائيل من اجل هذه الغاية، ما هو رأيك في هذا الموضوع؟
- لنكن اكثر وضوحًا، اعتقد ان سلاح حزب الله عندما كان سلاحًا للمقاومة لاقى تأييدًا من كل الشعب اللبناني وتهليلًا له، وما كان يشكل خطرًا على لبنان، وبعد 2006 اصبح هذا السلاح يستعمل للداخل بشكل فاضح، وما حدث في الآونة الاخيرة من احتجاز المسؤول الاشتراكي الفرنسي والاعتداء على قوى الامن والاهالي في السعديات وكذلك في الضاحية وقضية المطار كلها امور تظهر ان سلاح حزب الله اصبح عبئًا على الدولة اللبنانية، ولم يعد فعلًا سلاحًا للمقاومة ضد اسرائيل، ماذا يعني خطوط هاتفية في الهرمل عكار، ربما هي المرة الاولى التي نتحدث عن هذا الموضوع، في شأن المقاومة، اما هل سنشهد حربًا فنأمل ان يدرك حزب الله انه بهذه الطريقة يقود البلد والطائفة الشيعية بالدرجة الاولى الى موقع سيىء جدًا تمامًا كما فعل الفلسطينيون والسوريون.