سيول: حذرت منظمة إنسانية في كوريا الجنوبية أن سكان المناطق الريفية في كوريا الشمالية يحتضرون جراء شح الطعام وأن تعرض الشطر الشيوعي لمجاعة هائلة ليست سوى مسألة وقت.

ونقلت منظمة quot;غود فريندزquot;، ومقرها سيول، عن مسؤولين كوريين شماليين لم تسمهم، أن الوضع الغذائي الراهن هناك يماثل موجة المجاعة التي ضربت البلاد في منتصف التسعينيات، وخلفت مليوني قتيل.

واقتسبت المنظمة عن أحد المسؤولين قوله: quot;حتى اللحظة، لم تحدث وفيات جماعية كبيرة، نظراً لاعتياد الناس على المجاعة، على نقيض الحال في التسعينيات.. إلا أن المجاعة ليست سوى مسألة وقت.quot;

ونقلت عن مواطن في منقطة quot;ساروونquot; جنوب العاصمة بيونغ يانغ، حدوث حالة وفاة واحدة أو أثنين يومياً في المناطق الريفية المحيطة بالمدينة.quot;

ويشار الى أن النظام الشيوعي في كوريا الشمالية يعتمد، ومنذ منتصف التسعينيات، على المساعدات الخارجية في إطعام شعبه البالغ تعداده 23 مليون نسمة.

وتدهور الوضع الغذائي في الدولة الشيوعية نحو الأسوأ هذا العام نظراً لتراجع محصول العام الماضي بسبب الفيضانات المدمرة التي اجتاحت كوريا الشمالية، التي ترفض طلب المساعدة من الشطر الجنوبي الغني منذ تولى المحافظون مقاليد حكومة سيؤول في فبراير/شباط الماضي.

ودأبت الحكومة الجديدة على انتقاد نظام بيونغ يانغ.

وناشدت المنظمة الإنسانية حكومة بيونغ يانغ التسليم بجدية الموقف المتردي هناك، وطلب المساعدات الدولية لمنع انتشار المجاعة بصورة واسعة في البلاد.

كما ناشدت حكومة سيول تخفيف حدة لهجتها تجاه الشمال والمبادرة بتقديم مساعدات دون انتظار طلبات رسمية من بيونغ يانغ بذلك.

وعرضت الولايات المتحدة تقديم مساعدات غذائية كما أجرت مباحثات الخميس مع حكومة بيونغ يانغ بشأن ضمانات لإيصال المساعدات للمحتاجين، فيما وصفه النظام الشيوعي بالمحادثات quot;العميقة والجيدة.quot;

وكان quot;برنامج الغذاء العالميquot;قد أطلق الشهر الفائت صيحة تحذير من مواجهة كوريا الشمالية لأزمة غذائية.

وقالت المنظمة التابعة للأمم المتحدة إن حجم العجز الغذائي لهذا العام تزايد إلى قرابة الضعف عن العام الفائت، وبلغ 1.83 مليون طن، وقدرت تأثر 6.5 مليون كوري شمالي بالشح، وحذرت من تزايد أعداد المتأثرين بالنقص ما لم تتخذ مبادرات فورية في هذا الصدد.

ويذكر أن الدولة الشيوعية كانت قد وقعت اتفاقية تاريخية مع الدول الخمس المشاركة في المباحثات السداسية في شهر فبراير/شباط عام 2006، وافقت بموجبها على التخلي عن برنامجها النووي مقابل مساعدات اقتصادية ومكاسب سياسية.