طلال سلامة من روما: بدأ رومانو برودي، رئيس الوزراء الإيطالي الاسبق، التفكير في عرض حصل عليه من quot;أليكسي ميلرquot;، رئيس شركة quot;غازبرومquot; للطاقة الروسية العملاقة. ويتعلق العرض بتنصيب رومانو برودي رئيساً لشركة quot;ساوث ستريمquot; (South Stream) القابضة، وهي شركة ذات حقوق سويسرية أسستها شركة quot;اينيquot; النفطية الإيطالية سوية مع quot;غازبرومquot; وذلك لبناء خط أنابيب تحت البحر، يمتد بين البحر الأسود وأوروبا.

ويطرح المحللون السياسيون سؤالاً هاماً حول مستقبل البروفيسور رومانو برودي السياسي لا سيما اعتزاله عن العالم السياسي كي يصبح رجل أعمال محنك. ولو عدنا الى الوراء قليلاً لرأينا أن جيرهارد شرودر، المستشار الألماني السابق، يدير اليوم مشروع quot;نورث ستريمquot; (North Stream) المتعلق بخط أنابيب يقطع البلطيق ويخضع لهيمنة quot;غازبرومquot;. فهل سيكون مصير رومانو برودي مماثلا لما حدث للمستشار الألماني السابق جيرهارد شرودر؟

ويبدو أن الزيارة التي قام بها أليكسي ميلر الى العاصمة روما كان هدفها الأساسي إقناع رومانو برودي، عقب الهزيمة المدوية لائتلافه اليساري، بقبول عرض غازبروم. وفي الحقيقة، كانت غازبروم تنوي إعطاء منصب رئاسة شركة quot;ساوث ستريمquot; القابضة الى رئيس الوزراء الهنغاري quot;فرينيك غيوركسانيquot; في حال آل الاستفتاء الشعبي، المتعلق بالخطة الحكومية الصحية، الى إسقاط الحكومة. بيد أن أزمة الحكومة الهنغارية انتهت نتيجة إقالة وزير الصحة الهنغاري من منصبه. هكذا، تتجه الأنظار اليوم الى الإيطالي رومانو بروي.

وسبق لبوتين أن عرض رئاسة شركة quot;ساوث ستريمquot; الى برودي، أثناء اللقاءات الأخيرة بينهما. مع ذلك، يبدي برودي تحفظاً في قبول العرض الروسي. ولا أحد يعلم بعد ان كان اعتزال برودي من الحياة السياسية نهائياً أم بعد. لعله يباشر في تأسيس حزبه الخاص بما أن ائتلاف الوسط اليساري، الذي يقوده الآن فالتر فلتروني، بدأ يتخبط في مشاكل معقدة لا نهاية لها.