أسامة العيسة من القدس: أعرب الشيخ عبد الله نمر درويش، مؤسس الحركة الإسلامية في اسرائيل، عن اعتقاده أن المشروع الفلسطيني يتصاعد مقابل هبوطٍ وتراجعٍ في المشروع الإسرائيلي، داعيًا إلى أن تكونَ للشعب الفلسطيني قيادةٌ واحدة وسياسة واحدة حتى يتمكن من رؤية مستقبله بوضوح، وحاثا الاسرائيليين الى ما اسماه تحريرهم من احتلالهم للاراضي الفلسطينية.

جاءت اقوال درويش، في محاضرة القاها امام جمهورٍ من مختلف مناطق النقب، حضر ندوةً في مسجد الرحمة في رهط نظمتها الحركة الإسلامية في النقب ضمن نشاطات إحياء الذكرى الستين للنكبة. وقال الشيخ درويش في محاضرته إنه توصل إلى قناعةٍ بعد دراسة وقائع التاريخ ومجريات الحاضر واستشراف ملامح المستقبل، إلى قناعةٍ مفادها أن المشروع الإسرائيلي في تراجعٍ، مقابل ارتفاعٍ في المشروع الفلسطيني، وساق أمثلةً من تراجع المعنويات لدى الإسرائيليين وانتهاء عهد الطلائعيين الاسرائيليين مقابل التضحيات الفلسطينية وبدء عهد المبدعين.

وأكد درويش، في سرده لانطلاقة المشروع الصهيوني في بازل في القرن التاسع عشر، أن الدولة اليهودية قامت على إستراتيجية إخلاء الأرض من أهلها بالقوة عبر القتل والتشريد، وإحلال اليهود مكانهم. ودعا درويش، الأكاديميين اليهود وكتاب الأعمدة الصحفية إلى إسقاط مصطلحاتٍ مثل quot;القنابل الذكيةquot;، وquot;طهارة السلاحquot;، وquot;أيديهم ملطخة بالدماءquot; من قواميسهم، داعيًا إياهم إلى استنكار القتل والمذابح والاحتلال، ومؤكدًا أن عليهم الدعوة لتحرير الشعب الإسرائيلي من الاحتلال، لأن الاحتلال نقمة عليهم.

وأكد درويش، مستدلاً بقرائن من القرآن الكريم ومن أحداث التاريخ، أن الدول التي تقوم على الظلم تسقط، وأن هذه القاعدة تنطبق أيضًا على المسلمين. وقال في محاضرته إن الدولة التي تقوم على أشلاء الآخرين ويتفاخر قادتها بالجريمة ليست دولة حياة ولا تعمير، وأن مصيرها إلى زوال، قائلاً إنه يريد قيام دولة فلسطينية مبنية على الحق لا على الدماء.

يشار أن الحركة الإسلامية في رهط أشرفت على التنظيم المحلي للأمسية، وأدار فقرات الندوة الشيخ حماد أبو دعابس رئيس الحركة الإسلامية في النقب، واستهلت الندوة بتلاوة ايات من الذكر الحكيم تلاها الشيخ عودة أبو زايد، فيما وزعت الحركة الإسلامية في النقب خارطة للنقب تبرز معالمه التاريخية، وقدّم الفنان علي ذياب خلال الأمسية فقراتٍ مسرحيةٍ سياسية واجتماعية، وتم عرض فيلم قصير يستعرض نشأة قضية اللاجئين.

وكانت الحركة الإسلامية، نظمت بمناسبة الذكرى الستين للنكبة، مسيرة العودة والرباط لبلدة قاقون المدمرة، والتي اقيم على اراضيها ثلاث مستوطنات إسرائيلية. وجال المشاركون في المسيرة، على ما تبقى من معالم القرية، مثل المدرسة، والمسجد وقدم للمشاركين شرحا، حول تهجير القرية والمجزرة الإسرائيلية التي راح ضحيتها 70 من سكان القرية رجالا ونساء وأطفالا، و10 آخرين من سكان نابلس وعنبتا، وفي نهاية الجولة اقيم مهرجان خطابي شارك فيه الشيخ إبراهيم العبد الله رئيس الحركة الإسلامية في اسرائيل، والمحامي عبد المالك دهامشه، النائب السابق في الكنيست الاسرائيلي.

ويذكر انه برز اسم قاقون إبان الحروب الإفرنجية فقد ذكرت بمصادرهم باسم (كاكو) و(تشاكو) و(كواكيو)، وأقام فيها فرسان المعبد قلعة حصينة ويقول كبار القرية إن قريتهم كان اسمها قنون او قنونة نسبة إلى اسم التل الذي تقع عليه القرية وحور الاسم الى قاقون، وقال عنها ياقوت الحموي quot;قاقون حصن لفلسطين قرب الرملةquot;. واكتسبت اهمية في عصر الظاهر بيبرس، وفي عصر يوم الجمعة الموافق 4/6/1948م بدات العصابات الصهيونية، بقصف قاقون بالمدافع، واحتلالها.