الخرطوم:وقع الرئيس السوداني عمر البشير رئيس المؤتمر الوطني الحاكم مع زعيم حزب الامة المعارض الصادق المهدي الليلة على اتفاق (التراضي الوطني) للمصالحة تمهيدا لعقد مؤتمر مشترك بمشاركة كافة القوى السياسية لتحقيق مصالحة وطنية شاملة.

ويحوي الاتفاق سبعة محاور تشمل اجراءات quot;ازالة الاحتقان وتهيئة المناخ والثوابت الوطنية والسلام الشامل وازمة دارفور والحريات العامة والملتقى الجامع والانتخابات والحريات العامةquot;.

وتعهد البشير والمهدي بالعمل سويا من اجل انجاح الاتفاق مع كل القوى السياسية في البلاد وايجاد جبهة وطنية وجمع القوى في مؤتمر شامل. واكد البشير في كلمة القاها عقب التوقيع الذي تم بمقر اقامة المهدي بمدينة (امدرمان) اصرار حزبه والتزامه بتنفيذ بنود الاتفاق مؤكدا ان quot;الاتفاق لبنة نضعها لجمع الصف الوطني في بوتقة التراضي والتوافق الوطنيquot;.

من جانبه قال المهدي quot;اننا بقلب مفتوح نريد ان ندفع ببناء تراض وطني مع اخوتنا في المؤتمر الوطني والقوى السياسية الاخرى وعلينا ان ننهض لنواجه الازمات التي تحيط ببلادناquot;. واضاف ان الاتفاق نقل التداول في الشأن العام من الاقصائية الى اليات لحسم الخلافات بصورة سلمية وكذلك نقل الحديث عن اتفاقيات السلام من الاملائية الى صورة وفاقية بجانب مسألة الحريات والمؤتمر الجامع والانتخابات.

ويعد هذا الاتفاق هو الثاني بين الحزبين بعد الاول في ال25 من نوفمبر عام 1999 بالعاصمة الجيبوتية وبمبادرة من الرئيس الجيبوتي اسماعيل عمر قيلي وبموجبه انهى حزب المهدي سنوات من المعارضة المسلحة لحكومة البشير الذي تسلم السلطة من المهدي عبر انقلاب عسكري عام 1989.

ويعتبر حزب الامة من الاحزاب القديمة في السودان وكانت له الاغلبية في البرلمان خلال ثلاث فترات ديمقراطية شهدها السودان منذ استقلاله عام 1956. وياتي الاتفاق المرتقب بعد شهور من الحوار بين الحزبين ولايتضمن اي بنود لاشراك حزب المهدي في الحكومة القائمة الحالية بيد ان هناك توقعات لاحتمال تحالف الحزبين في الانتخابات المزمع عقدها العام المقبل.

ديبي يندد بquot;اصرارquot; الخرطوم على quot;تدميرquot; تشاد

الى ذلك ندد الرئيس التشادي ادريس ديبي اتنو الثلاثاء بquot;اصرارquot; النظام السوداني على quot;تدميرquot; تشاد وquot;اشعال المنطقة باسرهاquot; ولكنه اشار الى انه يرحب بquot;اية مبادرةquot; لتطبيع علاقاته مع الخرطوم. وقال ديبي في رسالة الى الجمعية الوطنية التشادية ان quot;السياسة الظلامية التدميرية التي ينتهجها نظام الخرطوم ضد بلادنا تضر بعلاقات السلامquot;.

واضاف quot;بالرغم من اصرار البشير على سعيه لتدمير بلادنا فان رغبتنا في السلام والتعايش السلمي جعلتنا نرحب ونرد بشكل مناسب على اية مبادرة تهدف الى تطبيق العلاقات بين بلديناquot;. واوضح ديبي ان البشير quot;وقف دائما وراء المكائد المدمرة التي استهدفتquot; تشاد.

وقال ايضا quot;بالرغم من الاسرة الدولية تجهد لحل هذه الازمة، ما زلت مقتنعا بان الضغوط الضرورية على جميع الاطراف السودانيةquot; بامكانها ان تؤدي الى quot;وضع حد لاعمال العنف والفظاعات وعودة الاف اللاجئين (الى دارفور) الذين نستقبلهم على ارضناquot;. ونفى ديبي مجددا اي تدخل تشادي في هجوم المتمردين على ام درمان معربا عن quot;اسفه لقرارquot; السودان قطع علاقاته الدبولماسية من طرف واحد من نجامينا.

وجدد التاكيد على ان تشاد ليس لها quot;اية مصلحة في زعزعة هذا البلد المجاور والشقيق الذي يربطنا به التاريخ والجغرافياquot; مضيفا انه لن يوفر quot;اي جهد لافشال اي اعتداء على بلدناquot;. وقتل مئة جندي سوداني وعلى الاقل 91 متمردا من دارفور و34 مدنيا السبت في هجوم غير مسبوق لحركة العدل والمساواة في ام درمان الواقعة على الطرف الاخر من ضفة النيل قبالة العاصمة الخرطوم، بسحب حصيلة قدمها الثلاثاء الجيش السوداني. وصدت القوات النظامية المتمردين.

ودفع هجوم السبت السودان الى قطع علاقاتها الدبلوماسية مع تشاد التي اتهمها بدعم المتمردين. ونفت تشاد اي تورط لها في الهجوم واغلقت الاثنين حدودها مع السودان. وتشهد علاقات الدولتين منذ خمس سنوات، توترا وهما تتبادلان الاتهام بالسعي الى زعزعة الاستقرار في البلدين.