طهران,دمشق: اعتبر وزير الخارجية الايراني منوشهر متكي السبت ان على اسرائيل ان تعيد لدمشق هضبة الجولان من دون شروط في حين استأنفت الدولة العبرية وسوريا مفاوضات غير مباشرة بوساطة تركية .وصرح متكي للصحافيين quot; اننا ندعم سوريا لتستعيد الجولان ولا نعتقد ان النظام الصهيوني قادر على املاء شروطه في هذا الملفquot;.
واضاف quot;ان النظام الصهيوني يجد نفسه في وضع يفرض عليه الانسحاب من كافة الاراضي المحتلة. وبالقليل من الحظ سينسحب من كافة الاراضي الفلسطينيةquot;.وتوقفت مفاوضات السلام بين اسرائيل وسوريا التي جرت برعاية واشنطن في العام 2000 بعد ان بلغت طريقا مسدودا في موضوع هضبة الجولان التي احتلتها اسرائيل عام 1967 وضمتها عام 1981.
وتطالب سوريا باستعادة الجولان كاملا حتى ضفاف بحيرة طبريا، خزان المياه العذبة الرئيسي بالنسبة الى اسرائيل.
وجاء الاعلان رسميا عن هذه المفاوضات غير المباشرة بعد نحو تسعة اشهر على غارة جوية اسرائيلية استهدفت في ايلول/سبتمبر 2007 موقعا سوريا تؤكد مصادر اميركية انه كان يضم منشآت نووية.
والخميس اشترطت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني احراز تقدم في هذه المفاوضات بقطع سوريا لعلاقاتها مع quot;ايران وحزب الله (اللبناني) وحركة حماس (الفلسطينية) ومنظمات ارهابية اخرىquot;. وكانت سوريا رفضت في الماضي مثل هذه الشروط.
سوريا تستبعد ضمنا قطع روابطها بطهران
الى ذلك اعلنت صحيفة تشرين الحكومية السورية السبت ان quot;دمشق ترفض كل الشروطquot; في مفاوضات السلام غير المباشرة الجارية بينها وبين اسرائيل وquot;لا تساومquot; في علاقاتها مع دول اخرى، في تلميح الى الحليف الاقليمي الايراني لسوريا.
وكتبت صحيفة تشرين في افتتاحية ان quot;دمشق لا تريد شروطا مسبقة تضع العربة امام الحصان ولا تساوم في علاقاتها مع الدول والشعوبquot;.واعلنت سوريا واسرائيل الاربعاء بدء مفاوضات سلام غير مباشرة بوساطة تركية، تتعلق خصوصا بانسحاب اسرائيل من هضبة الجولان التي احتلتها في 1967 لقاء السلام.
ولم يخف مسؤولون اسرائيليون ان الهدف الاساسي لاي اتفاق او حتى لاي تفاوض في الوقت الراهن هو فك محور دمشق-طهران الذي يربط سوريا بدولة تدعو علنا الى تدمير اسرائيل.وتابعت الصحيفة ان سوريا quot;ستعلن مستقبلا ما اذا حققت هذه المفاوضات غير المباشرة تقدما ملموسا وما اذا كانت قد اصطدمت بالعراقيل والشروطquot;.وحذرت من ان quot;الشروط التعجيزية لا يمكنها ان تسهل عمل المفاوضين ومن يضع الشروط اليوم لاهداف داخلية وانتخابية فانه يضع العصي في العجلات ويخضع عملية السلام لعملية مساومة وابتزازquot;.
واشترطت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني الخميس لاحراز اي تقدم في المفاوضات مع دمشق ان تفك سوريا ارتباطاتها مع quot;ايران وحزب الله (الشيعي اللبناني) وحماس (الفلسطينية) وغيرها من المنظمات الارهابيةquot;.واشادت الصحيفة quot;بالدور التركي الصديق في محاولة لاحياء عملية السلام على المسار السوري بعد جمود قارب العقد من الزمنquot;، لكنها رأت انه quot;لا مجال للتنبؤ في هذا الملف الشائك والمعقد نظرا للظروف الاقليمية والدولية التي قد تؤثر على مسار المفاوضاتquot;.
واكدت ان quot;سوريا كانت دائما مع عملية السلام التي تعيد لها حقوقها وارضها المغتصبة ودخلتها في مؤتمر مدريد 1991 بنية صادقةquot;.وتابعت ان دمشق quot;عند دخولها مفاوضات غير مباشرة جديدة برعاية تركيا فانها تفعل ذلك انسجاما منها مع مواقفها وقناعاتها واستراتيجيتها السلمية التي كانت الاساس في مشاركتها الاولى في مؤتمر مدريدquot;.
واضافت ان سوريا quot;واضحة وصريحة في السابق واليوم وتعلن على الملأ وبدون خجل وتخفي وراء الابواب المغلقة والمحادثات السرية وهي تريد السلام الحقيقي في المنطقة برمتها وتريد الاستقرار والهدوء والامنquot;.ورأت ان quot;المنطقة اليوم امام مفترق طرق ومرحلة جديدة عنوانها الظاهر هو الحوارquot;، معبرة عن املها في ان quot;تصدق النيات كي تخرج منطقتنا من حالة الفوضى والحروب والدمار الى بر الامن والاستقرار والازدهارquot;.
من جهة اخرى، اعتبرت الصحيفة ان quot;التطورات الاخيرة التي جرت في الدوحة واتفاق الاطراف اللبنانية الى المباحثات السورية الاسرائيلية غير المباشرة تدعو الى تفاؤل حذر ووقفة متأنية لمعرفة افاق المستقبل وما اذا كنا امام انفراج بعد دوامة العنف والفوضىquot;.واضافت ان quot;اتفاق الدوحة اكد ان العرب قادرون على حل مشاكلهم وازماتهم داخل البيت العربي وبعيدا عن اي تدخل اجنبي واكد صحة ما كانت سوريا تقوله من ان الازمة كانت منذ البداية لبنانية بامتياز وشأن داخلي لبناني لا يحله الا اللبنانيون انفسهمquot;.
وسمح الاتفاق الموقع الاربعاء في الدوحة بين الغالبية النيابية اللبنانية المناوئة لسوريا والمعارضة بقيادة حزب الله المدعوم من دمشق وطهران، بالخروج من الازمة الدستورية التي تشل لبنان.
وزير الدفاع السوري في طهران لبحث التعاون العسكري
وينتظر وصول وزير الدفاع السوري حسن تركماني الى طهران السبت للبحث في التعاون العسكري بين الحليفين الاقليميين، بحسب وزارة الدفاع الايرانية.وافادت وكالة الانباء الايرانية quot;تجري هذه الزيارة تلبية لدعوة وزير الدفاع الايراني مصطفى محمد نجارquot;.
ونقلت الوكالة عن وزير الدفاع ان الزيارة quot;ترمي الى متابعة اتفاقات الدفاع المشترك، وسبل تعزيز التعاون (في هذا الاطار) وبحث التطورات الاخيرة اقليميا ودولياquot;.وبدا التحالف بين سوريا وايران قبل 30 عاما وتعزز عام 2006 عند توقيع اتفاق للتعاون العسكري.
وزيارة تركماني هي الاولى لمسوؤل رسمي سوري الى طهران منذ الاعلان الاربعاء عن بدء مفاوضات سورية اسرائيلية غير مباشرة بوساطة تركية.وتبحث المفاوضات انسحابا اسرائيليا من هضبة الجولان التي احتلتها عام 1967 وضمتها عام 1981، مقابل السلام.
ولا تعترف الجمهورية الاسلامية في ايران باسرائيل فيما يدعو رئيسها محمود احمدي نجاد دوريا الى تدمير الدولة العبرية.وكانت وزيرة الخارجية الاسرائيلية تسيبي ليفني وضعت شرطا امام اي تقدم في المحادثات مع دمشق يتمثل في قطع علاقاتها مع quot;ايران وحزب الله (اللبناني) وحركة حماس (الفلسطينية) والمنظمات الارهابية الاخرىquot;.
التعليقات