قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت لمنتقديه في الكنيست اليوم انه لم quot;يعط اية تعهدات لسورية بشأن اتفاق للسلام، بل اوضح انه مستعد لتقديم تنازلات مهمة.quot;

وكانت اسرائيل وسورية قد اعلنتا الاسبوع الماضي انهما استأنفتا محادثات السلام بعد زهاء سنة من الاتصالات غير المباشرة بوساطة تركية.

وقال اولمرت في مؤتمر صحافي عقده في القدس ان quot;المفاوضات افضل من اطلاق النار دائماquot; مضيفا ان المفاوضات بين البلدين لن تكون سهلة لكنه اشار الى ان القادة الاسرائيليين السابقين اعربوا عن استعدادهم لتقديم تنازلات للوصول الى اتفاق سلام مع سورية.

وزاد هذا الاعلان من التكهنات بان اسرائيل قد تنسحب من هضبة الجولان التي تعتبر اهم مطلب سوري للسلام مع اسرائيل.

وقال اولمرت خلال جلسة الاثنين المغلقة انه من الواضح ما يجب على كلا الطرفين عمله، في اشارة الى انهاء سورية دعمها لحزب الله والمسلحين الفلسطينيين. وأكد رئيس الوزراء: quot;ما قلته باختصار هو: انا اعرف ما تريدون وانتم تعرفون ما اريد. فهل يعني ذلك انني اعطيتهم شيئا؟quot;

ورشحت هذه الاقوال الى الصحافة بعد الجلسة عن طريق احد المشاركين الذي فضل عدم الكشف عن هويته.

وبينما لم يوضح اولمرت صراحة ما عرضه على سورية، فانه شدد على التنازلات الكبيرة التي سبق ووعدت بها اسرائيل في محادثات السلام السابقة.

وكان وزير الخارجية السوري وليد المعلم قد أعلن أن هذه المفاوضات تهدف لتمهيد الطريق أمام استئناف المحادثات المباشرة لتحقيق السلام الشامل في المنطقة.

وقال المعلم إن إسرائيل وافقت على الانسحاب من مرتفعات الجولان إلى خطوط الرابع من يونيو/حزيران 1976 .وكان وزير الخارجية التركي علي باباجان قد اعلن أن المفاوضات غير المباشرة ستستمر بشكل دوري.

وقال في مؤتمر صحافي بأنقرة الاسبوع الماضي إن محادثات إسطنبول خلقت إحساسا بالرضا لدى الجانبين لأنها خلقت أرضية مشتركة.

وأضاف باباجان أن إجراء محادثات مباشرة بين الجانبين السوري والإسرائيلي يعتمد على تحقيق تقدم ملموس في الاتصالات الحالية.

وقال الوزير إن بلاده ستبذل كل ما في وسعها لتحقيق نجاح، واكد أيضا أنه لن يتم الكشف عن فحوى المحادثات بناء على رغبة المسؤولين السوريين والإسرائيليين.

ترحيب اميركي

من جانبها رحبت الولايات المتحدة بهذه المفاوضات اذ صرحت وزير الخارجية الاميركية كوندوليزا رايس ان بلادها ترحب بأي خطوات تؤدي الى اقامة سلام شامل في منطقة الشرق الاوسط لكنها اشارت الى ان الولايات المتحدة تركز جهودها على المسار الفلسطيني الاسرائيلي كونه الاكثر نضوجا.

كما أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض دانا بيرينو أن بلادها لاتعترض على إجراء محادثات بين سورية وإسرائيل ولم تفاجأ أيضا بذلك.

وأكدت المتحدثة عدم مشاركة بلادها في هذا المسار التفاوضي مؤكدة أن إسرائيل هي التي قررت ذلك.

ولا تعد هذه هي المرة الأولى التي يخوض فيها السوريون والإسرائيليون مفاوضات سياسية، ففي عام 2000 التقي الطرفان بالولايات المتحدة إلا أن المباحثات آلت إلى الفشل بسبب عدم التوصل إلى اتفاق بشأن الانسحاب الإسرائيلي من مرتفعات الجولان المحتلة منذ حرب 1967.