كامل الشيرازي من الجزائر: تصاعدت وتيرة المواجهات في مدينة وهران الجزائرية (450 كلم غرب)، ليلة الثلاثاء، بشكل مقلق، حيث أفضت السلسلة المتسارعة لأعمال العنف هناك إلى سقوط 70 جريحا، نصفهم في حالة خطرة استنادا إلى مصادر طبية، كما أحصيت خسائر بالمليارات، جراء تخريب عشرات المرافق العامة وسلب مستوعات، ناهيك عن حرق ما لا يقلّ عن 55 مركبة في حصيلة جزئية، ما تسبب في منع 468 طفلا من تلاميذ الطور الأول من إجراء امتحان الشهادة الابتدائية، ما دفع السلطات إلى إيقاف 160 شخصا بجانب التفكير جديا في إقرار quot;حظر تجوال ليليquot; خوفا من حدوث ما لا يُحمد عقباه.

وعلى منوال ما حدث مساء الاثنين وعلى مدار اليوم الثلاثاء، لم تكن بداية الليل لتقنع المتظاهرين بوقف هجماتهم، بل على النقيض، امتدت أعمال الشغب لتعم وسط المدينة والأحياء الشعبية إلى حدود منتصف الليل، وشلت الحركة تماما بعاصمة الغرب الجزائري، كما تسببت أعمال الشغب التي استخدمت فيها الزجاجات الحارقة والأسلحة البيضاء، في حرق مستودع للسيراميك، والعبث بملحقة بلدية بالحمري، وتخريب مقر بنك الخليج الجزائري، وأخذت وتيرة الشغب منحى خطيرا للغاية مع لجوء المشاغبين إلى قطع الطرقات بالحواجز وإضرام النار في العجلات المطاطية.

ورأى أعيان منطقة وهران أنّ مدينتهم ذهبت ضحية (مؤامرة دنيئة) من جهات عدة، واتهّم quot;قاسم بليمامquot; الشخصية البارزة بالمنطقة، أطرافا لم يحددها بـquot;إشاعة الفوضى والشغبquot;، بينما ذهب آخرون إلى أنّ الذي حدث، يعكس quot;حجم المؤامرة الكبيرة على الشبابquot;، حيث وجّهوا أصابع الاتهام إلى quot;دوائر من خلف الستارquot; قامت بتحريك الشباب اليائس لأغراض مشبوهة، مستغلة ضجر هؤلاء من تفشي الظلم والتهميش، والتلاعب بمصائرهم.

إلى ذلك، وجّهت جمعية العقلاء التي تشكلت للتو، نداء إلى الشباب للتعقل والتروي، وأهابت بالسلطات لاتخاذ قرار شجاع يعيد المياه إلى مجاريها، متصورة في بيان لها أنّ استمرار الشغب معناه ابتلاع للأخضر واليابس.