لندن: أعلن جوردون براون رئيس الوزراء البريطاني يوم الاثنين تمسكه بخطط تسمح باحتجاز الإرهابيين المشتبه بهم لفترات طويلة دون توجيه أي اتهام رسمي لهم رغم احتمالات تعرض هذه الخطط لهزيمة برلمانية مهينة. ورغم التمرد الآخذ في التصاعد في صفوف حزب العمال البريطاني الحاكم وهو ما يهدد زعامة براون المهتزة قال رئيس الوزراء البريطاني إن الخطط التي تسمح باحتجاز المشتبه بهم 42 يوما دون توجيه اي اتهام رسمي هي quot;الشيء الصواب لحماية أمن الجميع وحريات كل فرد.quot;
وخسر حزب العمال مقعدا برلمانيا كان مضمونا الشهر الماضي كما تراجع الى المرتبة الثالثة في الانتخابات المحلية لكن براون ليس مضطرا للدعوة لاجراء انتخابات عامة قبل عام 2010 وهو وقت يأمل ان يتعافى الاقتصاد خلاله. وتراجعت شعبية براون في استطلاعات الرأي التي جرت خلال الاشهر القليلة الماضية لينتهي quot;شهر العسلquot; السياسي الذي تمتع به بعد تسلمه رئاسة الوزراء من رئيس الوزراء البريطاني السابق توني بلير منذ نحو عام.
ويعتقد ان ما يصل الى 50 عضوا عماليا في البرلمان مستعدون للتصويت ضد خطط براون لاحتجاز المشتبه بهم 42 يوما لدى طرحها للاقتراع الاسبوع القادم. وتعرضت الخطط التي تمدد فترة الاحتجاز الحالية من 28 يوما الى 42 يوما للهجوم من قبل المحامي العام السابق للحكومة اللورد جولدسميث الذي وصفها بانها quot;تعد خطير للغاية على حرياتنا الاساسية.quot;
ومن المقرر ان تلتقي جاكي سميث وزيرة الداخلية البريطانية مع اعضاء حزب العمال في البرلمان يوم الاثنين لمحاولة اقناعهم بالوقوف خلف براون. وكتب براون في صحيفة ذا تايمز يقول انه لن يتراجع. وقال quot;البعض جادل بأن علي ان أسقط حد الاثنين والاربعين يوما او ان أخففه بدرجة كبيرة. لكن بعد دراسة كل الادلة...اعتقد... ان السماح بالاحتجاز 42 يوما قبل توجيه الاتهام في تلك الحالات الارهابية الاستثنائية هو الطريق الصواب لحماية الامن القومي.quot;
ويقول محللون ان براون سيقاتل من اجل مستقبله السياسي خلال الشهرين القادمين كما انه قد يضطر الى الدفاع عن زعامته للحزب حتى بعد بدء العطلة الصيفية للبرلمان. ويجمع معظم المعلقين على ان الاقتصاد سيلعب دورا حاسما في تحديد مستقبل براون وهو قطاع حقق فيه براون سمعة جيدة خلال عشرة أعوام شغل فيها منصب وزير المالية.ونما الاقتصاد البريطاني في الربع الاول من عام 2008 بأبطأ معدل له خلال ثلاث سنوات ومن المتوقع ان يرتفع التضخم الى قرب اربعة في المئة مما يقلص قدرة البنك المركزي على خفض نسبة الفائدة.
وتراجعت شعبية براون في استطلاعات الرأي عاكسة التراجع الاقتصادي. وأظهر استطلاع للرأي نشر في صحيفة تيلجراف يوم الجمعة تراجع شعبية حزب العمال 24 نقطة وحصوله على تأييد 23 في المئة مقابل حزب المحافظين المعارض الذي بلغت نسبة تأييده 47 في المئة.
التعليقات