واشنطن، وكالات: وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي إيهود أولمرت الثلاثاء إلى واشنطن حيث سيلتقي الرئيس الأميركي جورج بوش في زيارة تستمر ثلاثة ايام بينما اضعفته دعوات الى الاستقالة وانتقادات اميركية لاستمرار الاستيطان اليهودي في الاراضي الفلسطينية. ووصل اولمرت الى قاعدة اندروز الجوية في وقت مبكر من اليوم الثلاثاء قادما من اسرائيل حيث دعا حلفاء اساسيون في حكومته الى استقالته للاشتباه بحصوله على مبالغ من المال من رجل اعمال اميركي.
وقبل ان يتوجه الى واشنطن، اعطى اولمرت الضوء الاخضر لبناء 884 وحدة سكنية في القدس الشرقية، الخطة التي اعلنتها الدولة العبرية الاحد حسبما ذكر وزير الاسكان الاسرائيلي زئيف بويم. ورأى البيت الابيض ان بناء مثل هذه المستوطنات quot;يزيد التوترquot; مع الفلسطينيين.
وقالت المتحدثة باسم الرئاسة الاميركية دانا بيرينو ان quot;موقفنا من المستوطنات هو كما تعلمون اننا نعتقد انه يجب عدم بناء مزيد من المستوطنات. ونعلم ان ذلك يزيد التوترات في ما يتعلق بالمفاوضات مع الفلسطينيينquot;.
وبالنسبة لبوش الذي وصف اولمرت بانه quot;رجل شريفquot; عندما سربت اول الانباء عن تورطه في قضية فساد مطلع ايار/مايو، يشكل احتمال اقالة رئيس الوزراء تهديدا بتقويض واحدا من اهم اعمدة آماله في الشرق الاوسط.
والى جانب المفاوضات مع الفلسطينيين، سيطلع اولمرت بوش على المحادثات غير المباشرة التي جرت بين وفدين اسرائيلي وسوري بوساطة تركية. كما سيبحث اولمرت في واشنطن تفاصيل مساعدة عسكرية وعد بها الرئيس بوش خلال زيارته الشهر الماضي للدولة العبرية. وكان قال اولمرت ان اسرائيل ستحتفظ بسيادة دائمة على quot; القدس التاريخية المقدسةquot; بمناسبة احياء اسرائيل للذكرى 41 لاحتلال القسم الشرقي العربي من المدينة.
وقال اولمرت في خطاب يوم القدس ان quot; سيادة اسرائيل على القدس التارخية والمقدسة ستدوم للابد. القدس تمثل قلب الشعب اليهوديquot;. واضاف اولمرت quot; منذ 41 عاما وخلال حرب فرضت علينا حررت القدس وتوحدتquot;. يذكر ان اسرائيل قد استولت على القدس الشرقية واحتلها في 7 يونيو/ حزيران 1967 وطبقا للتقويم اليهودي يناسب اليوم الاثنين ذكرى هذا الاحتلال.
تحذير اميركي
هذا وقد حذرت الولايات المتحدة اسرائيل الاثنين بشأن خططها بناء 884 وحدة سكنية بالقرب من القدس مشيرة الى ان بناء مثل هذه المستوطنات quot; يصعد التوتراتquot; مع الفلسطينيين. كما ابدى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون قلقه العميق حيال هذه الخطط التي تأتي quot; مناقضة للقانون الدوليquot;، وذلك وفقا لما اعلنه المكتب الصحفي للمسؤول الدولي.
وكانت وزارة الإسكان الإسرائيلية قد ذكرت أنها سوف تطرح مناقصة لبناء حوالي 900 وحدة استيطانية في مستوطنات بنتها إسرائيل في محيط القدس الشرقية المحتلة، وبالتحديد في مستوطنتي جبل أبو غنيم (هار حوما) و بيسجات زئيف.
تعهد اولمرت بالسلام
وجاءت تصريحات اولمرت بعد ساعات من اجتماعه بالرئيس الفلسطيني محمود عباس والتي اكد خلاله على ان مفاوضات السلام بين الجانبين الفلسطيني والاسرائيلي لن تتأثر بفضيحة الفساد التي قد تؤدي الى فقدان اولمرت منصبه. وقال مارك ريجيف الناطق باسم رئيس الوزراء الاسرائيلي، ان اولمرت جدد تعهده، بمحاولة التوصل الى صفقة سلام تتعلق باقامة الدولة الفلسطينية بحلول العام الجاري. وقال ريجيف quot; لقد ناقشا مجموعة من الامور. راجعا تقدم المفاوضات واعادا تأكيد تعهداتهما بمحاولة التوصل الى اتفاق تاريخي بحلول نهاية العامquot;.
وذكر مراسل بي بي سي احمد البديري نقلا عن مصادر اسرائيلية، ان الاجتماع تناول الخطوات التي يمكن ان تسهم في التخفيف عن الاقتصاد الفلسطيني، والوضع في غزة. وقال البديري ان الجانبين اتفقا على اللقاء ثانية عقب الزيارة التي سيقوم بها اولمرت للولايات المتحدة لإجراء مباحثات مع الرئيس الأمريكي جورج دبليو بوش.
تشكيك فلسطيني
الا ان مصدرا فلسطينيا مطلعا كشف لمراسلتنا في رام الله هديل وهدان ان اللقاء لم يقدم اي جديد في القضايا الرئيسية المتعلقة بالاسرى والاستيطان والحواجز. وفيما يتعلق بقطاع غزة قال المصدر الذي رفض الاعلان عن هويته، ان المساعي المصرية لم تسفر حتى الان عن التوصل الى اتفاق هدنة.
وقال المصدر ان توقف الجانب الاسرائيلي عن الحديث عن صفقة لتبادل الاسرى مقابل تحرير الجندي جلعاد شاليط يوحي بعزم اسرائيل تحرير شاليط المحتجز من خلال عملية عسكرية. واضاف المصدر ان القيادة الفلسطينة تبدي قلقا حقيقيا من امكانية ان تقدم اسرائيل على شن عملية عسكرية في القطاع لوقف اطلاق الصواريخ واطلاق سراح الجندي المحتجز.
التعليقات