إيلاف من باريس : وسط تصاعد التحذيرات العالمية من مغبة التخلي عن دعم السلطات الافغانية وترك الساحة لنفوذ حركة quot;طالبانquot; انعقد في باريس المؤتمر الدولي دعم افغانستان بمشاركة وفود من سبعة وستين بلدا وممثلين عن سبع عشرة منظمة غير حكومية للبحث في خطة استراتيجية وطنية كاملة وضعتها الحكومة الافغانية وتبلغ كلفتها اكثر من خمسين مليار دولار على مدى خمس سنوات.

الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي افتتح المؤتمر بكلمة جدد فيها الالتزام الذي اعلنه في قمة بوخارست للحلف الاطلسي بشان تعزيز وجود قوات بلاده في افغانستان واكد ان افغانستان ليست مستهدفة لوحدها بل ان الامن الدولي مستهدف وكذلك مستقبل الاسلام الساعي للسلام والتسامح.

وحدد ساركوزي عقبتين اساسيتين امام تحقيق الاهداف المرجوة . الأولى هي العنف الذي تمارسه مجموعات مسلحة موجود في افغانستان وباكستان وتحصل في غالب الاحيان على الدعم والسلاح من الخارج، والعقبة الثانية حسب ساركوزي تأتي من سيطرة مجموعات متطرفة على زراعة المخدرات والمتاجرة بها . فالمخدرات اصبحت عصب الحرب وتساهم في تفشي الفساد وتشكل تهديدا للسلام .

الرئيس الافغاني حميد كرزاي الذي حصل من ساركوزي على وعد بمساعدات بقيمة 107 مليون يورو للسنوات الثلاث المقبلة شدد على اهمية وقوف المجتمع الدولي الى جانب بلاده مقيما رابطا بين التنمية والامن طالبا السماعدة في محاربة الارهاب وهذا ما اكد عليه الامين العام للامم المتحدة بان كي مون بتشديده على ضرورة متابعة مسيرة الاعمار وبتركيزه على اهمية قدرة الحكومة الافغانية على الامساك بزمام الامور داعيا الى ابرام ميثاق الشراكة الجديد.

لورا بوش العائدة من زيارة لافغانستان اعلنت تقديم مساعدة بقيمة 10 مليارات دولار خلال عامين في حال موافقة الكونغرس واكدت ان المؤتمر يشكل فرصة لمساعدة الشعب الافغاني على بناء مؤسسات دولته واقتصاده مشددة على تحسين ظروف معيشة المراة الافغانية واعطائها دورا رياديا في المجتمع، بينما أعلن وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميري لاند اعلن تقديم مساعدة بقيمة 760 مليون يورو حتى العام 2013 .
ومع ان مؤتمر باريس ليس مؤتمرا للدول المانحة فان حجم الالتزام بتنفيذ التعهدات الدولية يبقى معيار النجاح حتى لا يتحول المؤتمر مجرد وعود فارغة على ما قالت منظمات غير حكومية.