طهران: تحذر القوى الغربية ايران من مزيد من العقوبات اذا رفضت عرض حوافز وواصلت أنشطتها النووية الحساسة لكن الجمهورية الاسلامية لم تظهر مؤشرات على التراجع.
واستبعدت ايران يوم السبت مرة أخرى تعليق تخصيب اليورانيوم رغم عرض القوى العالمية الست تقديم المساعدة في تطوير برنامج نووي مدني اذا أوقفت طهران أنشطة تشتبه الولايات المتحدة ودول أخرى في أنها تهدف لصنع قنابل ذرية.
وقال خافيير سولانا منسق السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي بعد محادثات في طهران ان ايران يجب أن توقف تخصيب اليورانيوم أثناء المفاوضات بشأن العرض وهو شرط مسبق رفضته الجمهورية الاسلامية مرارا.
وقال محلل سياسي ايراني طلب عدم نشر اسمه بعد زيارة سولانا quot;ما زال الطريق مسدودا.quot;
واتفقت الولايات المتحدة وروسيا والصين وبريطانيا وفرنسا وألمانيا على عرض الحوافز الشهر الماضي وقدمه سولانا لوزير الخارجية الايراني منوشهر متكي. والعرض نسخة محسنة من عرض اخر رفضته ايران عام 2006 .
ونقلت وكالة أنباء الجمهورية الاٍسلامية الايرانية عن علاء الدين بروجردي وهو عضو بارز في البرلمان الايراني قوله ان ايران ستدرس العرض ولكن وقف تخصيب اليورانيوم quot;خط أحمرquot; لن يكون مقبولا.
وأضاف دبلوماسي غربي quot;لن يقبلوا (ايران) العرض كما هو... كالمعتاد انهم يسعون لكسب الوقت.quot;
وتريد الولايات المتحدة حلا دبلوماسيا للازمة التي ساعدت في رفع أسعار النفط لمستويات قياسية ولكنها لم تستبعد الخيار العسكري كملاذ أخير.
وقال مسؤول كبير في وزارة الخارجية الاميركية طلب عدم نشر اسمه quot;أعتقد أن رفض هذه الصفقة سيؤدي لمزيد من العزلة لايران ومزيد من العقوبات الدولية.quot;
وقال مسؤول بريطاني بارز قبل رحلة سولانا الى طهران quot;اذا رفضوا هذه المبادرة فسيكون علينا توقع فرض مزيد من العقوبات من الاتحاد الاوروبي قبل نهاية يوليو.quot;
وفرضت الامم المتحدة على ايران ثلاث مجموعات من العقوبات منذ أواخر عام 2006 بسبب رفضها وقف تخصيب اليورانيوم الذي يمكن استخدامه كوقود لمحطات الطاقة أو لانتاج مواد يمكن أن تستخدم في صنع قنابل.
وخلال الأسبوع الماضي وأثناء جولته الاخيرة لاوروبا قبل انتهاء فترة رئاسته أمضى الرئيس الاميركي جورج بوش كثيرا من الوقت محاولا تشكيل جبهة موحدة للضغط على ايران من أجل تعليق تخصيب اليورانيوم.
وقال بوش يوم السبت quot;يفهم حلفاؤنا أن ايران المسلحة نوويا ستكون عامل زعزعة للاستقرار بصورة لا تصدق وهم يفهمون أنها ستكون لطمة كبيرة للسلام العالمي.quot;
ويتضمن عرض الحوافز مساعدة لايران لتطوير برنامج نووي مدني بمفاعلات تعمل بالماء الخفيف الذي يعتبر أقل قابلية لتحويله باتجاه صنع القنابل مقارنة بالتكنولوجيا التي تستخدمها ايران حاليا. ويقدم العرض أيضا ضمانات ملزمة قانونا لتوفير الوقود النووي.
وقال سولانا quot;نحن نقدم عرضا نود أن يكون نقطة البداية لمفاوضات حقيقية.quot;
وقرارات الأمم المتحدة الثلاثة بفرض عقوبات ذات نطاق محدود نسبيا وتتضمن فرض عقوبات على أفراد وبعض الشركات التي لها صلات عسكرية وعدة مصارف.
وساعدت الايرادات القياسية من صادرات النفط ايران على تحمل عقوبات الامم المتحدة. وتستبعد طهران منذ وقت طويل التخلي عن السعي لامتلاك صناعة تخصيب خاصة بها.
وقال المتحدث الحكومي غلام حسين الهام يوم السبت لدى سؤاله عن عرض الحوافز quot;رأي ايران واضح.. أي شرط مسبق غير مقبول.quot; وأضاف quot;اذا تضمنت حزمة الحوافز نقطة تعليق الانشطة فلن تكون محل نقاش على الاطلاق.quot;
وأشار متكي الى أن ايران مستعدة للمشاركة في مفاوضات لكنه قال ان ردها على القوى الكبرى يتوقف على الرد من جانبهم على مجموعة مقترحات قدمتها طهران ذاتها للاتحاد الاوروبي ودول أخرى الشهر الماضي بهدف انهاء المواجهة.
ويقول دبلوماسيون ان مقترحات ايران لم تهديء المخاوف بشأن تخصيبها لليورانيوم.