باريس : قال الرئيس الأمريكي جورج بوش ونظيره الفرنسي نيكولا ساركوزي يوم السبت ان ايران المُسلحة نوويا ستشكل تهديدا للسلام فيما سعيا لإنهاء توترات الماضي بسبب حرب العراق ولتشكيل جبهة مشتركة ضد طهران.

وجلس الزعيمان في إطار جولة الوداع التي يقوم بها بوش في أوروبا ليضعا بالتنسيق فيما بينهما استراتيجية لزيادة الضغط الدولي على ايران بسبب برنامجها النووي ولتعزيز المساعدات الدولية لأفغانستان التي مزقتها الحرب.

واستبعدت ايران يوم السبت أي وقف لتخصيب اليورانيوم بعد أن سلمها خافيير سولانا مُنسق السياسة الخارجية بالاتحاد الاوروبي عرضا من القوى الكبرى يتضمن مزايا اقتصادية لاقناعها بتعليق هذه الأنشطة.

وقال بوش في مؤتمر صحفي مع ساركوزي quot;أشعر بخيبة أمل لان الزعماء الايرانيين رفضوا هذا العرض الكريم على الفور.quot;

وأضاف أن الزعماء الاوروبيين يدركون أن ايران المسلحة نوويا ستكون quot;ضربة كبيرة للسلام العالمي.quot;

واتفق ساركوزي معه في الرأي قائلا quot;من غير المقبول أن تحصل ايران على قنبلة ذرية.quot; ودعا الى quot;فرض عقوباتquot; اذا واصلت طهران تحديها.

وحذر بوش وحلفاؤه الاوروبيون الذين اجتمع معهم اثناء جولته التي ستكون آخر جولة يقوم بها قبل أن يترك منصبه في يناير كانون الثاني القادم طهران من مزيد من العقوبات اذا استمرت في السعي لامتلاك تكنولوجيا نووية قد تستخدم في تصنيع الأسلحة.

والعلاقة الشخصية الدافئة بين بوش وساركوزي الذي يشتهر باسم quot; ساركو الامريكيquot; تتعارض بوضوح مع العلاقة الفاترة بين الرئيس الامريكي والرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك وهو معارض قوي للغزو الذي قادته الولايات المتحدة للعراق عام 2003.

ولكن شعبية بوش في فرنسا ما زالت متراجعة بشدة اذ لم يعر كثير من الفرنسيين بالا لزيارته فيما يتطلعون لمن سيخلفه بعد انتخابات الرئاسة التي ستجرى في نوفمبر تشرين الثاني.

وأجرى بوش محادثات مع ساركوزي في قصر الاليزيه بعد حفل استقبال على سلالم القصر واستعراض لحرس الشرف.

وحاول بوش التواصل مع الفرنسيين يوم الجمعة قائلا quot;التاريخ الحديث يبين أنه لا يمكن للخلاف أن يقلص العلاقات العميقة بين شعبيناquot; في إشارة على ما يبدو للخلافات بسبب حرب العراق.

وأسرف بوش في مدح ساركوزي الذي حظي بتأييد في واشنطن خاصة لتبنيه نهجا أكثر تشددا من حكومة شيراك إزاء ايران.

وتنفي ايران أنها تسعى لانتاج أسلحة نووية وتصر على أن برنامجها لأغراض سلمية.

وأشاد بوش بساركوزي لتعهده بارسال المزيد من القوات الى أفغانستان ولرعايته مؤتمرا للمانحين أسفر عن تخصيص 20 مليار دولار لاعادة بناء الدولة التي مزقتها الحرب حيث تخوض قوات أمريكية وقوات من حلف شمال الاطلسي وقوات أفغانية حربا ضد مسلحي طالبان الذي أعادوا تنظيم صفوفهم.

وانتقد بوش في المؤتمر الصحفي ايران وسوريا لدعمهما حزب الله ضد الحكومة اللبنانية وأكد من جديد أنه من الممكن التوصل الى اتفاق سلام اسرائيلي فلسطيني بنهاية العام وهو هدف ينظر اليه بعين الشك على نطاق واسع.

ووجه بوش الدعوة لساركوزي الذي يعد أكثر رؤساء فرنسا تأييدا للولايات المتحدة منذ عقود من الزمان للقيام بزيارة خاصة لمزرعة عائلة بوش في أغسطس آب الماضي كما استقبل بحفاوة في أول زيارة رسمية لواشنطن في نوفمبر تشرين الثاني.

وردا للجميل كان ساركوزي في استقبال بوش على درج قصر الاليزيه بابتسامة ومصافحة لحظة وصوله لعشاء خاص ليل الجمعة.

واستقبلت زوجة ساركوزي الجديدة كارلا بروني عارضة الازياء التي تحولت الى مغنية لورا بوش سيدة الولايات المتحدة الأولى بعيدا عن أضواء الكاميرات.

وبذل ساركوزي الكثير منذ توليه الرئاسة العام الماضي لدرء تركة في العلاقات الفرنسية الامريكية تركها شيراك الذي أثار غضب ادارة بوش بمعارضته الصريحة للتحرك العسكري ضد العراق.

لكن فرنسا كبقية الدول الاوروبية تتطلع بالفعل الى ما بعد بوش وتتساءل عما ستفعله أي ادارة أمريكية جديدة سواء بقيادة المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الامريكية باراك أوباما أم بقيادة المرشح الجمهوري جون مكين لاعادة بناء صورة الولايات المتحدة في الخارج التي لحقت بها أضرار.

وجاء في تعليق كتبه وزراء خارجية فرنسا واسبانيا والبرتغال في صحيفة لوموند ان نهاية حقبة بوش ستوفر quot;فرصة تاريحيةquot; لصياغة شراكة أمريكية أوروبية جديدة quot;على أساس من المساواةquot;.

واتخذ الخلفاء موقفا عدائيا مما وصفوه بأنه quot;دبلوماسية رعاة البقرquot; في فترة ولاية بوش الاولى لكنهم لاحظوا تحسنا في التعاون في الآونة الأخيرة حيث كان بوش يسعى لانقاذ سجله في السياسة الخارجية.