لوكسمبورغ: اقرت الدول الاوروبية اليوم بانها غير واثقة من امكانية انقاذ معاهدة لشبونة التي يفترض ان تعزز فاعلية عمل الاتحاد الاوروبي، بعد الرفض الايرلندي الذي لا تملك حياله quot;حلا واضحاquot;.

واقر وزير الخارجية السلوفيني ديمتري روبل الذي تترأس بلاده الاتحاد الاوروبي حتى الاول من تموز/يوليو لدى وصوله الى اجتماع مع نظرائه الاوروبيين في لوكسمبورغ quot;من المجازفة القول باننا سنحيي المعاهدة في حين اننا امام وضع متعثرquot;.

وقال روبل quot;ينبغي التفكير وتحليل الوضع قليلاquot;.وتابع quot;سنستمع الى وزير الخارجية الايرلندي مايكل مارتن، ربما لديه حلquot;.

لكن مارتن اعتبر من جهته ان quot;الوقت ما زال مبكرا جدا للشروع في اقتراح حلولquot; بعد رفض الايرلنديين المعاهدة بنسبة 53,6% في استفتاء جرى الخميس.

وتابع quot;اول ما علينا القيام به هو تحليل عميق لفهم الاسباب من وراء هذا التصويت ولمعرفة كيف يمكن ان يدفع ذلك في اتجاه تطوير علاقتنا مع الاتحاد الاوروبيquot;.وقال quot;علينا التشاور بشكل اوسع مع زملائنا في جميع انحاء اوروبا وايجاد وسيلة للتقدمquot;.

وفيما دعا الاوروبيون ايرلندا الى طرح حلول خلال القمة الاوروبية المقرر عقدها الخميس والجمعة في بروكسل، رفض رئيس الوزراء الايرلندي براين كوين في نهاية الاسبوع فكرة تهميش بلاده طارحا التخلي عن معاهدة لشبونة للخروج من الازمة.

من جهته، دعا وزير الخارجية البريطاني ديفيد ميليباند في لوكسمبورغ الى quot;الهدوءquot; في مواجهة هذا quot;الاختبارquot; الجديد لاوروبا الذي لا يوجد quot;رد فوريquot; عليه، مؤكدا مرة جديدة عزم لندن على مواصلة عملية المصادقة على المعاهدة الاربعاء في مجلس اللوردات.

ويتعارض الحذر الذي يبديه الوزراء الاوروبيون الاثنين بعد quot;الصدمةquot; التي اثارها الرفض الايرلندي بحسب تعبير الوزير الايطالي فرانكو فراتيني، مع التصميم الذي اكده جميع القادة الاوروبيين تقريبا الجمعة اذ شددوا على وجوب مواصلة عملية ابرام المعاهدة في الدول التسع التي لم تصادق عليها بعد.

ولا يمكن تطبيق المعاهدة الا في حال صادقت عليها دول الاتحاد ال27. وسبق ان صادقت 18 دولة عليها، علما ان ايرلندا هي الدولة الوحيدة التي عليها القيام بذلك عبر استفتاء فيما اختارت الدول الاخرى من باب الحيطة المصادقة في البرلمان.

غير ان العديد من الوزراء ابدوا ثقتهم في ان البناء الاوروبي سيتواصل بطريقة ما، وقد شهد العديد من الازمات منذ انطلاقته في اعقاب الحرب العالمية الثانية.

وقال الوزير الفنلندي الكسندر شتوب quot;انني واثق من اننا سنتوصل الى حل بالنسبة لايرلنداquot;، مضيفا ان quot;الاتحاد الاوروبي هو ادارة مستمرة لازماتquot;.واكد ان quot;المعاهدة لم تمتquot;.

اما الرئيس الفرنسي المصمم على عدم السماح للرفض الايرلندي بالانعكاس سلبا على رئاسته للاتحاد الاوروبي اعتبارا من الاول من تموز/يوليو، فقد وصل الاثنين الى براغ لاجراء مشاورات مع قادة تشيكيا وسلوفاكيا والمجر وبولندا.

ويخشى الكثيرون ان يغتنم التشيكيون المشككون في الاتحاد الاوروبي هذه الفرصة لتاخير المصادقة على المعاهدة في بلادهم.

وقال وزير الدولة الفرنسي للشؤون الاوروبية جان-بيار جوييه الذي رافق ساركوزي، في مقابلة نشرتها صحيفة لو فيغارو quot;نامل ان تتواصل عملية المصادقة. يجب ان نتيح للايرلنديين فسحة من الوقت للتأمل. وسنتوصل معهم الى حلquot;.