واشنطن,فيينا : قال البيت الابيض الاثنين ان على سوريا التعاون التام مع خبراء الوكالة الدولية للطاقة الذرية الذين يقومون بمهمة تفتيش موقع سري في سوريا قصفته اسرائيل العام الماضي.وقالت المتحدثة باسم البيت الابيض دانا بيرينو quot;نامل في ان تتعاون سوريا بشكل تام مع المفتشين. وبعد ذلك سننتظر لنرى ما يظهره تقريرهم. ولن نستبق التقريرquot;.

وفي دمشق لزم المسؤولون السوريون ووسائل الاعلام الرسمية الصمت بشأن زيارة مفتشي الوكالة. ولم تشر وسائل الاعلام الرسمية الى هذه الزيارة الاولى من نوعها التي بدأت الاحد.ويفترض ان يعاين الخبراء مبنى في موقع الكبار في منطقة دير الزور (وسط الشرق) تؤكد الولايات المتحدة انه كان يخفي مفاعلا نوويا بني بمساعدة كوريا الشمالية قبل ان تدمره غارة اسرائيلية في ايلول/سبتمبر الماضي.

وتأتي هذه الزيارة بعد ان كشفت الولايات المتحدة وثائق سرية تشير الى ان اعمال بناء المنشأة التي قدمت على انها مفاعل نووي كانت على وشك الانتهاء عندما قصفت.ونفت الحكومة السورية المعلومات الاميركية ووصفتها بانها quot;سخيفةquot;، موضحة ان المبنى المدمر كان منشأة عسكرية قديمة غير نووية.

وكان المدير العام للوكالة الذرية محمد البرادعي اعلن عن هذه المهمة التي ستستمر حتى مساء الثلاثاء.الا ان نائب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية اولي هاينونن الذي يرئس الفريق قال انه لن يعود الى مقر الوكالة في فيينا حتى مساء الاربعاء. ولم يتضح سبب ذلك.وستنشر نتائج مهمة التفتيش في تقرير يناقش خلال الاجتماع المقبل للوكالة الدولية في ايلول/سبتمبر في فيينا.

غياب ادلة لن يبرىء دمشق في اطار تفتيش موقع المنشأة النووية المزعومة

الى ذلك اعلن مارك فيتزباتريك الخبير في منع الانتشار النووي الاثنين ان تحقيقا لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية في سوريا هذا الاسبوع حول موقع نووي مفترض قصفته اسرائيل العام الماضي لن يبرىء دمشق حتى وان لم يتم العثور على اي عناصر مشبوهة.وقال الخبير من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية ومقره لندن quot;حتى وان لم يعثر المفتشون على اي دليل فهذا الامر لن يبرىء دمشقquot;.واضاف ان quot;المفتشين لن يتمكنوا من القيام بعمليات تنقيب لكشف ركائز المفاعل المدمرquot;.

وكان وصل الاحد الى دمشق ثلاثة مفتشين من الوكالة الدولية بينهم الرجل الثاني فيها اولي هاينونن في اول زيارة تفتيش من نوعها لسوريا.وهذه المهمة التي تنتهي الاربعاء لم تعلق عليها وسائل الاعلام السورية الرسمية الاثنين.وسيزور الفريق موقع الكبار في الصحراء شمال شرق سوريا خلال زيارته التي تستغرق ثلاثة ايام.

وتقول الولايات المتحدة استنادا الى معلومات استخباراتية وصور بان الموقع الذي هاجمته اسرائيل في ايلول/سبتمبر الماضي كان منشأة نووية تبنى بمساعدة كوريا الشمالية وان الاعمال كانت على وشك الانتهاء فيها.لكن سوريا نفت هذه المعلومات وقالت ان الموقع كان مبنى عسكريا قديما. وقام السوريون بتنظيف موقع الكبار اثر الغارة الاسرائيلية، ما يجعل عمليات التفتيش اكثر صعوبة.

وبحسب فيتزباتريك سيكون لتحقيق المفتشين وقع محدود لضيق الوقت وعدم توفر معدات ثقيلة.وقال ان quot;افضل وسيلة هي اخذ عينات من البيئة قد تدل على وجود جزيئات يورانيوم لكن بما ان المفاعل لم يغذ بعد باليورانيوم على الارجح لن يعثر على اي آثار لهذه المادةquot;.وسوريا من الدول الموقعة على معاهدة حظر الانتشار النووي التي التزمت بموجبها عدم السعي الى امتلاك السلاح النووي والقبول بعمليات تفتيش.