دمشق: مهمة محفوفة بالمخاطر تلك التي يقوم بها اليوم، ولمدة ثلاثة ايام على الاراضي السورية، فريق مفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية للتحقق من مزاعم بناء سوريا لمفاعل نووي سري.

فهل سيميط المفتشون اللثام عن سر موقع quot; الكبرquot; الذي قصفته المقاتلات الاسرائيلية أيلول/سبتمبر الماضي، في واحدة من الضربات التي احاطت بها السرية الى أن كشف عن هدفها مؤخرا.

فاذا استطاع مفتشو الوكالة ان يخرجوا بأي دليل يشير الى انشطة سوريا في اقامة مفاعل نووي في ذلك الموقع، فسيؤدي ذلك الى بداية طريق وسلسلة من التفاعلات ستطال كوريا الشمالية النووية وايران المتهمة بكونها تسعى لذلك، لتنضم اليهما سوريا وتصبح في السلة النووية المستهدفة اميركيا ودوليا.

المخاطر كبيرة بالنسبة لكل من سوريا التي تنفي قيامها بالعمل على برنامج نووي سري وللولايات المتحدة الاميركية التي قدمت صور من الداخل لما تقول انه مفاعل نووي قيد الانشاء.

غير ان المخاطر لا تقتصر فقط على نتائج مهمة فريق التفتيش لكنها تشمل ايضا طبيعة المهمة والقيود المفروضة على تحركه والحيز الزمني الذي يعمل خلاله، وكلها تساؤلات تلقي بشكوك حول نجاح تلك المهمة التي يقودها اولي هاينونين نائب مدير الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

ففريق التفتيش يتكون من اربعة مفتشين فقط، يستغرق عملهم ثلاثة ايام فقط تبدا الاحد وتنتهي الثلاثاء، وسينحصر عملهم في منطقة موقع quot; الكبرquot; فقط.

وكان الرئيس السوري بشار الاسد قد قال في الاسبوع الماضي quot; لدينا اتفاق مع الوكالة الدولية والحديث عن مواقع اخرى ليس ضمن هذا الاتفاقquot;.

على اية حال فان نجاح المهمة يعتمد الى حد كبير على مدى التعاون الذي ستبديه سوريا مع المفتشين.

ويقول دبلوماسيون انه حتى ايام قليلة من زيارة المفتشين، لم يكن من الواضح ما اذا كان سيسمح لهم بان يحملوا معهم الرادار الذي يتمكن من التنقيب تحت المبنى الذي شيدته سوريا فوق انقاض المبنى المدمر.

وايضا ليس من الواضح مقدار حرية الحركة التي سيتمتعون بها في الموقع.

على سبيل المثال يأمل المفتشون في فحص بقايا انابيب المياه التي كانت تؤدي الى الموقع ومصنع للضخ قريب من موقع quot; الكبرquot; في محاولتهم للبرهنة على ما اذا كان المفاعل السوري يشبه طرز المفاعلات النووية لكوريا الشمالية كما تقول الولايات المتحدة.

وكانت الصور التي كشفت عنها الولايات المتحدة، والتي قيل ان اسرئيل حصلت عليها من داخل المفاعل، توضح ان قلب المفاعل كان قيد الانشاء، حسبما ذكر المسؤولون الامنيون الاميركيون.

الا ان المسؤولين الاميركيين قالوا ان المنشأة لم تكن قيد التشغيل بعد، وان المفاعل لم يكن به وقود تشغيل. وقالت الولايات المتحدة ان الصور اوضحت التشابه بين المنشأة السورية ومفاعل كوريا الشمالية في يونجبيون.

مجلة دير شبيغل
وقد تزامن مع بدء الزيارة المرتقبة التقرير الذي نقلته وكالة فرانس برس عن مجلة quot; دير شبيغلquot; الالمانية والذي ذكرت فيه ان الموقع الذي دمرته اسرائيل كان موقعا نوويا يهدف الى تطوير البرنامج النووي الايراني، وكأنه موقع ايراني على الاراضي السورية.

وقالت المجلة وفقا لتقارير عن الاستخبارات الالمانية ان دمشق وبيونج يانج ساعدتا طهران على تطوير برنامجا النووي عبر مفاعل موقع quot; الكبرquot;.

المعلومات الخطيرة التي توردها المجلة تقول ان ما دمرته اسرائيل كان مفاعلا نوويا لاغراض عسكرية في مشروع مشترك ايراني كوري شمالي سوري.

وتضيف المجلة ان الرئيس السوري بشار الاسد يفكر حاليا في سحب دعمه للبرنامج النووي الايراني.

ووفقا لمصار مجلة quot; در شبيغلquot; فان موقع الكبر كان مقررا ان يكون موقعا مؤقتا لتطوير القنبلة النووية الايرانية بانتظار تمكنها من القيام بذلك على اراضيها.

يقول مارك فيتزبارك الخبير النووي في المعهد الدولي للدرسات الاستراتيجية في لندن quot; لا تتوقع الكثير جدا من هذه الرحلةquot;.

الا انه يضيف quot; لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كشفت في الماضي عن اشياء لا يتوقع المضيفيون ان يكتشفوها كما هي الحال مع كوريا الشمالية، لذا فمن الممكن لسوريا ان تفاجأquot;.