بيروت:أعلن رئيس الحكومة المكلف فؤاد السنيورة السبت اتفاقه مع رئيس (تكتل التغيير والاصلاح) النائب ميشال عون حول الحقائب الوزارية التي ستؤول الى تكتله وأسماء الأشخاص الذين سيتولونها من دون تحديد موعد لتأليف الحكومة. وكان السنيورة قد التقى عون بدعوة من الأخير على الغداء بحث خلالها في تفاصيل تشكيل الحكومة المزمع تشكيلها وتوجه عملها في المستقبل.

وقال السنيورة في تصريح صحافي عقب الاجتماع انه تم خلال اللقاء quot;التطرق الى طبيعة المرحلة المقبلة وكيفية التعاون من أجل أن تكون تجربة حكومة الوحدة الوطنية وهي تجربة استثنائية من نوعهاquot;.
وأكد السنيورة التفاهم مع العماد عون حول الحقائب الأربع التي تعود الى التكتل الذي يرأسه عون والتوافق على أسماء من سيتولى مسؤوليتها لافتا الى أنه سيقابلهم للتحدث عن توجه الحكومة الجديدة.

وأشار الى أنه بدءا من اليوم quot;أخذت ساعة تأليف الحكومة تعمل وسنصل في وقت قريب الى التشكيلquot; من دون أن يحدد موعدا لذلك.
واعتبر السنيورة أن الفترة الزمنية المتاحة أمام الحكومة المقبلة محدودة لأن عليها أن تنجز الانتخابات النيابية في العام المقبل quot;ولابد من استثمار الفرصة المتوفرة الآن للتعاون من أجل مجابهة التحديات التي تواجه لبنان لأن قدرة الاقتصاد واللبنانيين على المواجهة باتت أقل من ذي قبل بسبب الأوضاع التي مرت على البلادquot;.
ورأى السنيورة أن الفترة صعبة والامكانات محدودة وأن حكومة الوحدة الوطنية هي المدخل الى بناء الوفاق اللبناني لمواجهة التحديات

ويمهد لقاء السنيورة وعون لتكريس الاتفاق على تشكيل حكومة الوحدة الوطنية اذ من المتوقع أن يعلن عن تشكيلها في زيارة مرتقبة سيقوم بها السنيورة الى قصر بعبدا للقاء الرئيس ميشال سليمان لوضع اللمسات الأخيرة على هذه التشكيلة التي تضم 30 وزيرا.
من جهته أكد المعاون السياسي للأمين العام لحزب الله حسين خليل أن ولادة الحكومة أصبحت قريبة.

وأشار في تصريح صحافي عقب اجتماعه مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الى quot;أننا أبدينا استعدادنا لإعطاء جزء من حصتنا في الحكومة للمعارضة وهذا ما سيحدثquot;.
وكان الرئيس سليمان قد كلف السنيورة تشكيل حكومة العهد الأولى في ال28 من شهر مايو الماضي لكن بعض الشروط والعقبات المتعلقة بالحقائب الوزارية حالت دون تشكيلها سريعا.
وفي وقت سابق قالت مصادر سياسية يوم السبت إن الزعماء اللبنانيين يقتربون من التوصل إلى اتفاق بشأن تشكيل حكومة وحدة وطنية كما يشترط اتفاق أنهى الأزمة السياسية في البلاد.
واوضحت المصادر ان الحكومة الجديدة التي سيكون لحزب الله وحلفائه الاقلية المعرقلة فيها قد تعلن يوم السبت.
ووقع تحالف الاغلبية المدعوم من الولايات المتحدة والمعارضة بقيادة حزب الله المدعوم من سوريا وايران اتفاقا توسطت فيه قطر في الدوحة في 21 مايو ايار ابعد البلاد عن شفا حرب اهلية جديدة.
وانتخب الرئيس ميشال سليمان بعد اربعة ايام كما ينص الاتفاق لكن التنازع على الحقائب الوزارية ارجأ تشكيل الحكومة.
وقالت مصادر من الجانبين ان الانفراجة في الحكومة جاءت بعد سلسلة من الاتصالات لرئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم ال ثاني مع الزعماء المتناحرين.
وستضم الحكومة الجديدة التي سيرأسها فؤاد السنيورة وزيرين من حزب الله بالاضافة الى تسعة من حلفائه من الشيعة والدروز والمسيحيين.
واوضحت المصادر ان الائتلاف الحاكم سيكون له 16 وزيرا فيما سيختار الرئيس الوزراء الثلاثة المتبقين في الحكومة المكونة من ثلاثين وزيرا. وسيجري تكليف شخصيات مقربة من سليمان بتولي حقيبتي الدفاع والداخلية.
وستكون المهمة الرئيسة للحكومة تهدئة التوترات السياسية والطائفية التي ادت الى اندلاع موجات من العنف القاتل وكذلك تبني قانون انتخابات اتفق عليه بالفعل في الدوحة والاشراف على الانتخابات النيابية العام المقبل.
وبعد تشكيل الحكومة يتوقع ان يدعو سليمان القادة المتناحرين لجولة من المحادثات لبحث عدد من القضايا الحاسمة. وسيأتي مصير سلاح حزب الله على رأس جدول اعمال هذه المحادثات.
ويقول منتقدوه المحليون انه لا يوجد مسوغ للجماعة كي تحتفظ بسلاحها بعد انسحاب اسرائيل من لبنان بينما يقول حزب الله وحلفاؤه انه بحاجة الى ترسانته للدفاع عن لبنان ضد quot;التهديدات الاسرائيليةquot;.
ومن المتوقع ان يتبادل حزب الله واسرائيل الاسرى في وقت لاحق من الشهر الجاري.