دبلوماسيون: هناك صلة بين إنجاز توافق وقمة دمشق
موسى يلتقي وولش قبيل زيارته quot;الأخيرةquot; لبيروت

نبيل شرف الدين من القاهرة: قبيل ساعات على زيارة جديدة ـ توقعت مصادر دبلوماسية عربية في القاهرة أن تكون الأخيرة ـ بدأها عمرو موسى الأمين العام لجامعة الدول العربية إلى بيروت، في إطار جولاته المكوكية، التي يسعى من خلالها إلى التوصل لتوافق بين الغالبية النيابية والمعارضة، لتجاوز الأزمة الخاصة بتسمية رئيس الجمهورية، فقد اجتمع عمرو موسى مع ديفيد مع وولش مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط الذي وصل إلى القاهرة في وقت سابق قادما من العاصمة الأردنية عمان في زيارة لمصر تستمر يومين .

وعقب الاجتماع اكتفى موسى بالقول إنه بحث مع وولش التطورات على مسار عملية السلام بعد مؤتمر أنابوليس، غير أنها ركز على الأزمة السياسية في لبنان التي يزورها لمواصلة جهود حل هذه الأزمة، وفق مضمون المبادرة العربية التي أقرها وزراء الخارجية العرب في كانون الثاني ( يناير ) الماضي.

وتقوم المبادرة العربية على ترشيح قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا توافقيا، وهو المنصب الذي لايزال شاغرا منذ تشرين الثاني ( نوفمبر ) الماضي، وتشكيل ائتلاف حكومي تمنح بموجبه الغالبية البرلمانية أكثر من نصف مقاعد الحكومة، غير أنه لا يمنح المعارضة التمثيل الكافي في الحكومة، بالقدر الذي يتيح لها نقض القرارات تلك الحومة، على أن يتحقق التوازن من خلال وزراء يعينهم رئيس الجمهورية، لكن المعارضة قدمت خيارين يمكن قبول أي منهما، الأول هو تقسيم مقاعد الحكومة بالتساوي بينها وبين الاغلبية وسليمان، أو الحصول على حق نقض القرارات التي يمكن أن تتخذها الحكومة الجديدة

عصا موسى
وبعد أن فشل موسى مراراً في إقناع الفرقاء اللبنانيين بقبول مبادرة الجامعة العربية، أو التفسيرات المتباينة لنصها، الذي يقضي بترشيح قائد الجيش العماد ميشال سليمان رئيسا للبلاد، والاتفاق على تشكيل حكومة وحدة وطنية تكون كفة الترجيح فيها لرئيس الجمهورية، فقد رجح دبلوماسيون عرب يقيمون في القاهرة أن تلعب دمشق دوراً لإنجاح مهمته هذه المرة انطلاقا من حرصها على نجاح القمة العربية التي تستضيفها خلال شهر آذار (مارس) المقبل، خاصة بعد أن لوحت دول عربية كبرى في المنطقة بإمكانية خفض مستوى تمثيلها في تلك القمة، إذا تمسكت دمشق بلعب دور تراه تلك الدول quot;سلبياًquot; على طريق حلحلة الأزمة السياسية المزمنة في لبنان .

وفي تصريحات صحافية بثها موقع الجامعة الإليكتروني، أعرب خلالها موسى عن اعتقاده بأن الأزمة فى لبنان أعمق بكثير من مسألة الحصص التي يريدها كل فريق في الحكومة المقبلة، وقال إن الأزمة فى الأساس ترجع إلى انعدام الثقة وهذا هو لب الأزمة وهو ما أحاول جاهدا معالجتهquot;، على حد تعبيره .
كما رأى موسى أن quot;الضمان الوحيد لإنجاح مهمته، هو الالتزام الكامل ببنود المبادرة العربية التي أقرها وزراء الخارجية أخيراً باعتبارها السبيل الأمثل لحل تلك الأزمةquot; لافتاً إلى أن quot;أي حديث يبتعد عن انتخاب فوري للعماد ميشال سليمان سيعني الذهاب إلى تأجيل جديد، وبالتالي تهديد المبادرة العربية برمتهاquot;.

رؤية جديدة
ومضت ذات المصادر موضحة أن موسى قد يحمل رؤية جديدة لتفسير المبادرة العربية، وصفت بأنها تسعى للاقترب من طروحات المعارضة مما حملت زيارته الأخيرة من أفكار، وبالتالي فإن هذه المرونة التي يبديها موسى حيال الاقتراب من رؤية المعارضة، من شأنه أن يضعها أمام تحدٍ جديّ، بما يجبرها على ضرورة إبداء القدر الكافي من التعاطي إيجابياً مع المساعي العربي، لكي تنفي عنها الانطباع السائد في عدة عواصم عربية بأنها مرتبطة بقوى إقليمية.

ومما يزيد من وضع المعارضة حرجاً، أن موسى أبلغ وزراء الخارجية خلال اجتماعهم الأخير بأن الاكثرية النيابية أبدت مزيدا من المرونة من خلال قبول اقتراحه بخصوص تشكيل الحكومة الذي يعطي الائتلاف الحاكم 13 عضوا أي ما يزيد ثلاثة أعضاء على نصيب المعارضة من المقاعد الوزارية، بينما تصر المعارضة على أن يكون لها على الاقل ما يكفي من الاعضاء لممارسة حق الاعتراض على القرارات التي تصدرها الحكومة .

وأقر وزراء الخارجية العرب في مطلع كانون الثاني (يناير) الماضي خلال اجتماع طارئ بالقاهرة مبادرة لإنهاء الازمة، وفي 27 من ذات الشهر حث وزراء الخارجية العرب الطرفين على قبول تلك المبادرة، ومن المقرر ان تعقد جلسة جديدة للبرلمان مخصصة لانتخاب الرئيس في 11 شباط (فبراير) وقد ارجىء هذا التصويت 13 مرة منذ ايلول (سبتمبر) الماضي .