نيويورك: تعكف حملة المرشح الجمهوري، جون ماكين، على إعداد ورقة تحدد نقاط الاختلاف الرئيسية في وجهات النظر بينه وبين الرئيس جورج بوش، وذلك لإظهار تمايزه عن خط الإدارة الأميركية غير المرغوب شعبياً من جهة، وللرد على حملة منافسه الديمقراطي، باراك أوباما، التي تتهم ماكين بأنه نسخة جديدة عن بوش.

ووفقاً للورقة، فإن ماكين يختلف مع البيت الأبيض حول النظرة إلى التغيير المناخي، وبعض أوجه السياسة الإستراتيجية، إلى جانب أنه كان أول من دعا لزيادة القوات الأميركية في العراق، وهي خطوة أدت لتراجع العنف في ذلك البلد. وقالت أوساط مقربة من ماكين إن الأشهر المقبلة ستشهد تظهير العديد من هذه النقاط التي يمكن المراهنة عليها لجذب الناخبين الذين لم يحسموا أصواتهم بعد، والذين يمكن لهم تحويل مجرى المعركة الانتخابية.

وتقول نيكول والاس، وهي واحد من أبرز العاملين في حملة ماكين، وقد كان له تجارب سابقة في إدارة بوش وحملاته الانتخابية: quot;نعتقد أن هذه النقاط هي سجل يجب إبرازه في كل مرة يقول فيها أوباما إن فوز ماكين سيكون بمثابة منح الرئيس بوش ولاية ثالثة.quot; ولفتت والاس إلى أن ماكين يختلف عن بوش في أسلوب التعامل مع الصحافة والإعلام، وذلك إلى جانب بعض القضايا الاقتصادية التي ستبرز مع انتقال الحملة الانتخابية إلى بعض الولايات المؤثرة.

وفي هذا الوقت، قالت مايا ماكغينيس، رئيس هيئة quot;الموازنة الفيدرالية المسؤولةquot; الأميركية، إن الجدل الحاصل بين أوباما وماكين حول الانعكاس الإيجابي المحتمل للانسحاب من العراق على المالية العامة في الولايات المتحدة قد يكون دون طائل. ولفتت ماكغينيس إلى أن الولايات المتحدة تنفق حالياً على الحرب من خلال القروض، مضيفة أن وقف الحرب لا يعني زيادة الأموال المتوفرة بيد الحكومة، بل تجميد الاقتراض.

وتحذر ماكغينيس من أن احتمال أن يكون قرار الانسحاب من العراق أكثر تكلفة على الصعيد المادي من البقاء فيه، ذلك أن واشنطن ستجبر آنذاك على دفع تكاليف العمليات العسكرية المستمرة، وتمويل نقل آلاف الجنود والمعدات إلى أراضيها من جديد. وفي مطلق الأحوال، ويشير بعض الخبراء إلى أن الانعكاس الإيجابي لإنهاء حرب العراق على الموازنة العامة قد لا يظهر إلا بعد انتهاء ولاية الرئيس المقبل.