تتكون من 35 فردا أغلبهم في المدن الشمالية
شبكة تجنيد إلى العراق والجزائر أمام القضاء المغربي

أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: أحال قسم مكافحة الإرهاب في الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، اليوم الجمعة، 35 شخصا، اعتقلوا في خمس مدن مغربية، للاشتباه في تكوينهم شبكة متخصصة في تجنيد المتطوعين لفائدة فرعي تنظيم quot;القاعدةquot; في كل من العراق والجزائر.

وأكدت مصادر قضائية، لـ quot; إيلاف quot;، أن الوكيل العام اطلع على الملف، ليوجه لهم تهم quot; تكوين عصابة إجرامية لإعداد وارتكاب أعمال إرهابية تهدف إلى المس الخطر بالنظام العام quot;، قبل أن يحيلهم على قاضي التحقيق في ملحقة محكمة الاستئناف في سلا، الذي ينتظر أن يأمر بحبسهم على ذمة التحقيق.

وتؤكد التحريات الأمنية أن هذه الشبكة قامت باستقطاب وإرسال 30 مرشحا للقيام بعمليات انتحارية في العراق، وثلاثة متطوعين للقتال في صفوف تنظيم quot;القاعدة في بلاد المغرب الإسلاميquot; في الجزائر، كما خططت لتنفيذ عمليات إرهابية ضد مواقع سياحية ومرافق عمومية في المغرب، إذ عثر على خرائط لمواقع مختلفة بحوزة بعضهم.

ورجحت مصادر أمنية أن يكون من بين المعتقلين، الذين أوقفوا في مدن العرائش وتطوان والناظور وطنجة وفاس، عمر (ب)، 23 سنة، وقاسم (ب)، 24 سنة، وسعيد (أ)، 41 سنة، ورشدي (ح)، 33 سنة، وناصر الدين (ص)، 34 سنة.

وتمكنت الأجهزة الأمنية المغربية، منذ سنة 2003 إلى نهاية 2007، من تفكيك حوالى 30 شبكة لتجنيد مقاتلين مغاربة بهدف إرسالهم إلى العراق لمواجهة القوات الأميركية وتنفيذ عمليات انتحارية بواسطة سيارات مفخخة.

وتبين أن بعض هذه الشبكات تربط صلات وثيقة بتنظيمات متطرفة في الخارج، في مقدمتها القاعدة التي يتزعمها أسامة بن لادن.

وقاد تفكيك هذه الخلايا إلى اعتقال عشرات المرشحين، قبل أن يتوجهوا إلى أراضي بلاد الرافدين.

ودفع تزايد شبكات quot;استقطابquot; المقاتلين لإرسالهم إلى العراق بالسلطات الأمنية إلى تكثيف تنسيقها مع الأجهزة الأمنية في العراق والاستخبارات الأميركية بهدف الحصول على معلومات حول المغاربة الذين نفذوا عمليات في العراق. وبفضل هذا التنسيق، توصلت السلطات إلى معلومات حول مغاربة نفذوا عمليات في العراق، ما أفادها كثيرا في التعرف إلى المحيط العائلي لهؤلاء الأشخاص والعلاقات التي نسجوها قبل سفرهم، الأمر الذي ساعد بدوره في إخضاع العديد من المشتبه فيهم للمراقبة، التي أدت إلى تفكيك شبكات كانت في طور التشكل.

وطوى القضاء المغربي، أخيرا، ملف خلية تطوان، ضمنهم متهم سويدي الجنسية، وخلية محمد رحا المواطن البلجيكي من أصل مغربي، التي توبعت في إطار قانون مكافحة الإرهاب، بعد أن قررت غرفة الجنايات الدرجة الثانية، المختصة في قضايا الإرهاب في ملحقة محكمة الاستئناف في سلا، بتأييد أحكام ابتدائية جنائية، تراوحت بين البراءة وعشر سنوات سجنا نافذا.

وأفادت الدراسة، التي أعدها باحثون في أكاديمية وست بوينت العسكرية التابعة للجيش الأميركي، أن quot;معظم مقاتلي القاعدة جاءوا من السعودية وليبيا، وأن كثيرين منهم من طلاب الجامعاتquot;، مبرزة أن أعمارهم تتراوح ما بين 24 إلى 25 عاما، في حين لم يتعد عمر أحدهم 15 سنة.

واستندت الدراسة في تحصيل هذه المعلومات إلى سجلات ل 606 عناصر، أعدتها القاعدة، واستولت عليها قوات التحالف في أكتوبر الماضي.