لندن: تناولت كل الصحف البريطانية من زوايا مختلفة قرار المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية إصدار مذكرة توقيف بحق الرئيس السوداني عمر البشير.

صحيفة التايمز قالت إن السودان وعد أن يحول دارفور إلى مقبرة في رد غاضب على الخطوات التي تقودها المحكمة الجنائية.

وأضافت الصحيفة أن التهديد جاء على لسان مسؤول من دارفور بعد أن دعا أوكامبو إلى القاء القبض على الرئيس البشير بسبب quot;حملة العنف الشرسة التي قادته حكومته في الإقليم الذي مزقته الحربquot;.

وقدرت التايمز عدد المشاركين في مظاهرة نظمتها الحكومة السودانية في الفاشر بحوالي ألف شخص رددوا هتافات quot;لا نريد أوكامبو، لا نريد المحكمة الجنائيةquot;.

ونقلت الصحيفة جزءاً من لائحة الاتهامات التي قالت عن البشير إنه quot;دبر ونفذ خطة لتحطيم قبائل الفور والمساليت والزغاوةquot;، كما نقلت عن أوكامبو قوله quot;لقد فشل البشير في هزيمة الحركات المسلحة ولذلك ذهب لمطاردة الناسquot;.

عشر تهم

صحيفة الدايلي تلغراف أبرزت الخبر بعنوان quot;الدكتاتور متهم بفظائع دارفورquot; وقالت في تفاصيله إن quot;دكتاتور السودان العسكري أتهم بالإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانيةquot;.

واضافت الصحيفة أن البشير الذي يحكم البلاد منذ تسعة عشر عاماً هو أول رئيس دولة إجراءات المحكمة الجنائية الدولية وهو لا يزال في السلطة.

وعددت الصحيفة التهم الموجهة للبشير بأنها ثلاث متعلقة بالإبادة الجماعية وخمس بالجرائم ضد الإنسانية واثنتان بجرائم الحرب.

ونقلت الدايلي تلغراف عن المدعي العام للمحكمة الجنائية مورينو أوكامبو قوله عن البشير quot;يريد أن ينهي تاريخ قبائل الفور والمساليت والزغاوة، لا أملك رفاهية أن أصرف النظر ولدي دليل، ... دوافعه -البشير- كانت سياسية بالدرجة الأولى، وادعاؤه مقاومة التمرد ونيته الإبادة الجماعيةquot;.

وتوقعت الصحيفة أن يرد البشير على القرار بزيادة الضغط على جهود الإغاثة الدولية والتي تقدم المساعدات لما لا يقل عن 2.5 مليون سوداني في دارفور.

مسؤولية كاملة
أما الإندبندنت، وخلافاً للصحف التي ركزت على صور الرئيس البشير وأوكامبو، أبرزت صورة كبيرة لمظاهرة نسائية غاضبة تندد بقرار المحكمة الجنائية وقد بدا على وجوه النساء الغضب وعرضن شعارات مكتوبة باللغتين العربية والإنجليزية.

وفي تناولها للخبر نقلت الصحيفة عن أوكامبو قوله إن الأدلة التي جمعت خلال ثلاث سنوات تثبت أن الرئيس البشير يتحمل المسؤولية الكاملة عن الجرائم التي حدثت في دارفور.

ومثل غالبية الصحف التي اقتبست بعض العبارات من حديث أوكامبو نقلت الإندبندنت قوله quot;نفذ البشير هذه الإبادة الجماعية بلا غرف غاز، بلا طلقات بلا مدى، إنها إبادة بالإنهاكquot;.

وعود أوباما

صحيفة الغارديان أوردت خبراً مفاده أن المرشح الديموقراطي للانتخابات الأميركية باراك أوباما وعد بإرسال 100 ألف جندي إضافي إلى أفغانستان.

وركزت الصحيفة على حقيقة أن حديث أوباما يأتي بعد يوم من فقدان القوات الأميركية هناك تسعة جنود في حادث واحد وهو الأسوأ من نوعه منذ عام 2005. لكن الأمر لا يبدو غريباً بوعود أوباما السابقة، حيث وعد المرشح الديموقراطي -كما تقول الصحيفة- بتقليل عدد الجنود الأميركيين في العراق والكويت وتحويل الإهتمام إلى افغانستان.

وفي شأن داخلي تناولت الجاريان قضية الحرب على الأسلحة البيضاء والعنف بين الشباب التي هيمنت على التغطيات الإعلامية للصحف خلال الأيام الماضية، وجاء عنوان التقرير على النحو التالي quot;وزيرة الداخلية تلوم الإعلام على الغموض بشأن جرائم السلاح الأبيضquot;.

وصور أوباما
الدييلي تلغراف تناولت خبراً متعلقاً باوباما كذلك ولكن هذه المرة بعيداً عن الشرق الأوسط وأفغانستان، حيث وصف مصدر بالحملة الإنتخابية للمرشح الديموقراطي رسما ً كاريكاتيري نشرته مجلة quot;نيويوركرquot; بعديم الذوق والمسىء.

ويظهر الرسم أوباما وهو يرتدي زياً إسلامياً في البيت الأبيض وبرفقته زوجته وهي تحمل رشاشاً، بينما يحترق العلم الأميركي في المدفأة وعلى الجدار صورة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.

quot;أنشطة بريئةquot; للإسلاميين
وفي صحيفة التايمز نطالع مقالاً بعنوان quot;الوجه الخفي للإسلاميين السياسيينquot; يتناول كاتبه دين جودسون ملتقي quot;إسلام أكسبوquot; الذي شهدته العاصمة البريطانية لندن خلال الأيام القليلة الماضية وتنظمه عدة منظمات ومؤسسات إسلامية.

ويبدأ الكاتب المقال متسائلاً quot;من الذي قال إن الإسلاميين لا يمكن أن يتعلموا خدعة أو اثنتان من الغرب عندما يكون من الضروري عليهم ذلك؟quot;، مما يعطي الانطباع منذ البدء بنظرة الكاتب إلى هذا التجمع الإسلامي.

ويفصح الكاتب عن فكرته بشكل أكبر عندما يقول بأن الزائرين للمعرض quot;يمكن أن يشهدوا أنشطة quot;بريئةquot; كالفنون الإسلامية والأعمال اليدوية و....، لكن خلف القوة الثقافية الناعمة لإسلام اكسبو هناك القوة السياسية الخشنة، ... منظمو الملتقى أعطوا طابقاً في المعرض لنظام الإبادة العرقية السوداني وللقسم الثقافي في السفارة الإيرانيةquot;.

وهكذا يلمح الكاتب إلى أن إسلام اكسبو هو واجهة أو مروج أو مدافع عن أنظمة سياسية في محاولة لتجميلها.

لكن الكاتب يقول إن هذه الحيرة تزول عندما يستعرض المرء أسماء بعض المشرفين على إسلام اكسبو، ويذكر منهم د. عزام التميمي الذي يقول إنه مناصر لحماس ومعجب بالخميني وإسماعيل آدم الذي يقول الكاتب إنه يعتقد أن النساء اللائي يغتصبن في الغرب يتشاركن المسؤولية مع مغتصبيهم.