وزيرا داخليتا البلدين يلتقيان يوم زيارة رئيس البرلمان لسبتة السليبة
مسؤلون إسبان إلى المغرب في أجواء دبلوماسية باردة
أيمن بن التهامي من الدار البيضاء: بعد أيام على القمة التي جمعت العاهل المغربي الملك محمد السادس بالرئيس الوزراء الإسباني، خوسي لويس ثباتيرو، في عاصمة الشرق جدة، جاء الدور على ألفريدو بيريز روبالكابا، وزير الداخلية، الذي من المنتظر أن يحل، غدا الأربعاء، في المملكة، وسط أجواء دبلوماسية وصفها محللون بـ quot;بالباردةquot; أججتها جملة من المواقف الإسبانية تجاه المغرب.
وفيما تحدثت مصادر متطابقة، لـ quot;إيلافquot;، عن أن هذه القمة كانت quot;عادية جدا وجرى خلالها التباحث في مجموعة من القضايا ذات الاهتمام المشترك، أكد محللون أنها quot;مرت في أجواء باردة جدا، ما جعل التكهنات تشير إلى وجود أزمة دبلوماسية صامتة بين البلدين، قد تطفو على السطح مستقبلاquot;.وتأتي هذه الزيارة في اليوم نفسه الذي سيقوم فيه رئيس مجلس النواب الإسباني، خوسي بونو، بزيارة إلى مدينة سبتة التي تحتلها بلاده في شمال المغرب.
غير أن وزارة الداخلية بمدريد أكدت أن زيارة روبالكابا، الذي سيرافقه وفد مهم، سيجرى خلالها مباحثات مع وزير الداخلية شكيب بنموسى، تليها جلسة موسعة لوفدي البلدين. ويتضمن جدول أعمال مباحثات الجانبين، قضايا التعاون الثنائي والإقليمي وكذا على صعيد الحوض المتوسطي، فضلا عن القضايا ذات الاهتمام المشترك.
كما سيتطرق الوزيران لعبور المغاربة المقيمين بالخارج للتراب الإسباني في طريقهم إلى المغرب لقضاء العطل الصيفية.ويتناقش البلدين حاليا حول مجموعة من النقاط، منها quot;التعهد والالتزام بعد تكرار زيارة الملك خوان كارلوس وثباتيرو للمدينتين السليبتين، ودعم مشروع الحكم الذاتي الذي تقدم به المغرب، في حين يسعى ثباتيرو إلى إعادة أجواء الثقة بين البلدين، وتحسين صورة إسبانيا في تعاطيها مع ملف المهاجرين، ودعم غير مشروط لمنح المغرب دورا محوريا في الاتحاد من أجل المتوسطquot;.
وكانت زيارة الملك خوان لسبتة ومليلية المحتلتين أثارت توترا دبلوماسيا مع المغرب، علما أنها أول زيارتين يقوم بهما العاهل الإسباني لهاتين المدينتين منذ توليه العرش عام 1975.
وقرر المغرب آنذاك استدعاء سفيرة بمدريد قصد التشاور، قبل أن يتراجع عن قراره بعد المساعي الإسبانية لاحتواء الأزمة.كما فجرت هذه الزيارة غضب العاهل المغربي، إذ أصدر بيانا خاصا شديد اللهجة حمل فيه إسبانيا مسؤولية quot;المجازفة بمستقبل وتطور العلاقات بين البلدين، والإخلال الجسيم للحكومة بمنطوق وروح معاهدة الصداقة وحسن الجوار والتعاون المبرمة سنة 1991quot;.
وأعرب الملك محمد السادس، في البيان الذي تلاه مستشاره محمد معتصم في مستهل أعمال مجلس الوزراء الذي انعقد في الدار البيضاء، عن إدانته القوية واستنكاره الشديد لهذه الزيارة غير المسبوقة، مشددا على أن هذهquot; الخطوة غير المجدية تسيء للمشاعر الوطنية المتجذرة والراسخة لدى جميع مكونات وشرائح الشعب المغربيquot;.
وكان رئيس الوزراء المغربي عباس الفاسي أكد، في وقت سابق، أن الحكومة ستبذل قصارى جهودها لإقناع إسبانيا بفتح ملف مدينتي سبتة ومليلية حتى تسترجعهما المغرب، مشيراً أثناء رده على مناقشة التكتلات النيابية بمجلس المستشارين الغرفة الثانية بالبرلمان إلى أن حكومته ستعمل كذلك على تعزيز علاقات التعاون مع أسبانيا في مختلف المجالات.
وكان رئيس الوزراء الاسباني خوسيه لويس ثاباتيرو قام بزيارة إلى المدينتين وصفتها الصحف المغربية بأنها quot;غير مناسبةquot;.
التعليقات