نيقوسيا: بدأ اللقاء بين الرئيس القبرصي ديمتريس خريستوفياس والزعيم القبرصي التركي محمد علي طلعت صباح الجمعة في نيقوسيا حيث يتوقع أن يقرر الرجلان ما اذا كانت الظروف توافرت للبدء بمفاوضات اعتبارا من ايلول/سبتمبر على الارجح لاعادة توحيد الجزيرة المقسمة منذ 34 عاما. واثناء زيارة الى انقرة الخميس، اعرب محمد علي طلعت رئيس quot;جمهورية شمال قبرص التركيةquot; التي لا تعترف بها سوى تركيا، عن تاييده لحل سريع للمشكلة، ملمحا الى ان مثل هذه المفاوضات قد تبدأ في مطلع ايلول/سبتمبر.

وصرح طلعت لوكالة انباء الاناضول التركية quot;ان هدفنا هو التوصل الى حل في وقت سريع (...) اعتقد ان بامكاننا التوصل اليه من الان وحتى نهاية 2008quot;. واضاف quot;لدينا اربعة اشهر اعتبارا من ايلول/سبتمبر (...) انها فترة زمنية كافية. ويمكن تمديدها لبعض الوقت اذا لزم الامر، لكن حل المسالة القبرصية في وقت قصير يجب ان يكون هدفنا الاولquot;.

وكانت الامم المتحدة اعربت ايضا هذا الاسبوع عن املها في الاعلان عن موعد قريب لبدء المفاوضات. واعلن المتحدث باسم المنظمة الدولية جوزيه دياز لوكالة فرانس برس quot;ان الامين العام للامم المتحدة (بان كي مون) اعلن بصورة واضحة انه يامل في انطلاق المفاوضات المباشرة قريباquot;.

واجتمع طلعت والرئيس القبرصي خريستوفياس عند الساعة 11,00 (08,00 ت غ) في مقر رئيس بعثة الامم المتحدة تايي-بروك زيريهون في المنطقة الفاصلة في نيقوسيا، اخر عاصمة مقسمة في العالم. وكثفت واشنطن ولندن على غرار الامم المتحدة اتصالاتهما الدبلوماسية مع الرجلين دعما للقاء.

ومنذ بضعة اسابيع، تصدر عبارات التشجيع من كل حدب وصوب، حيث اعتبر المجتمع الدولي ان الوقت مناسب لتحريك فرص اعادة توحيد الجزيرة والتي بدات جديا منذ العام 2004 عندما رفض القبارصة اليونانيون خطة اعادة التوحيد التي طرحتها الامم المتحدة في استفتاء.

وبعد انتخاب خريستوفياس رئيسا للجمهورية القبرصية في شباط/فبراير، اتفق المسؤولان في اذار/مارس على اطلاق المحادثات حول اعادة توحيد الجزيرة برعاية الامم المتحدة. وتم عندئذ تشكيل مجموعات عمل ولجان فنية تضم خبراء قبارصة يونانيين واتراك لدراسة عدد من الملفات مثل تقاسم السلطات والامن او المسائل الاقتصادية بهدف تحضير الارضية للمفاوضات الفعلية.

وفي الاول من تموز/يوليو، قرر خريستوفياس وطلعت ان يلتقيا في 25 تموز/يوليو لاجراء دراسة نهائية بشان التقدم الذي احرزته هذه المجموعات. وتم التوصل انذاك الى اتفاق مبدئي حول المسائل الشائكة التي تتعلق بالجنسية والسيادة. ويعتبر التفاهم بين خريستوفياس وطلعت بمثابة عامل حاسم لتجاوز العقبات التي تقف في طريق التوصل الى اتفاق. الا ان الرئيس القبرصي حذر العاملين على الملف في الوقت نفسه من اي ضغوط خارجية ومن التاثيرات المضادة التي قد تنجم عن اتفاق يتم التوصل اليه على عجل.

والفرحة الاساسية التي اثارها احتمال التوصل الى اتفاق تتراجع كلما ظهرت خلافات بين الطرفين وخصوصا حول مسائل الملكية والسيادة والاراضي والامن. وبالنسبة الى القبارصة اليونايين، فان المفاوضات لا تحظى باي فرصة للنجاح الا اذا حققت المجموعتان تقدما مسبقا حول الملفات المطروحة على البحث. في حين يرى القبارصة الاتراك على العكس ان بالامكان تجاوز اي صعوبة على طاولة المفاوضات.

من جهة اخرى، فان اي فشل للمفاوضات القبرصية سيضر بالطموحات التركية للانضمام الى الاتحاد الاوروبي. وتحتل انقرة منذ 1974 الشطر الشمالي من الجزيرة بعد الانقلاب الذي نفذه قبارصة يونانيون قوميون في نيقوسيا بدعم من اثينا.