كاب تاون: نظم اتحاد نقابات العمال في جنوب أفريقيا إضرابا لمدة يوم واحد احتجاجا على ارتفاع تكاليف المعيشة، أسفر عن شلل شبه تام لمعظم الأعمال الاقتصادية وعرقلة واسعة النطاق لمظاهر الحياة الاعتيادية في كافة أنحاء البلاد.

فقد سبب الإضراب تعطيلا لشبكة المواصلات العامة، الأمر الذي أثر بشكل كبير على المدارس وشركات صناعة السيارات وشركات المناجم التي قال البعض منها إن الاحتجاجات أثرت على سير العمل فيها بشكل بالغ.

وسعى مؤتمر اتحاد نقابات العمال في جنوب أفريقيا (كوساتو) إلى حشد أعضائه البالغ عددهم حوالي مليوني شخص، في محاولة للتعبير عن امتعاضهم من ارتفاع الأسعار وتكاليف الحياة المعيشية في البلاد.

وقال أعضاء في كوساتو إن شبكة المواصلات العامة في عموم أنحاء البلاد أُصيبت بشلل شبه تام، حيث شوهدت طوابير المسافرين الطويلة على مواقف الحافلات وسيارات الأجرة في مدينة جوهانسبورغ، بينما لم يبرح العديد من العمال وطلاب المدارس بيوتهم بسبب التعطيل الذي سببه الإضراب للمؤسسات والمدارس.

وقال مراسل بي بي سي في جنوب أفريقيا إن آلاف المتظاهرين احتشدوا خارج القاعة الرئيسية في مدينة بريتوريا، حيث أخذوا يلوحون بالعصي ويهتفون ويرددون الأغاني للتعبير عن احتجاجهم على الأوضاع المعيشية في البلاد.

وأضاف المراسل قائلا إنه على الرغم من أن الهدف المعلن للاحتجاجات كان في الأصل التركيز على ارتفاع فواتير الكهرباء، إلا أن الشعارات التي ظهرت على اليافطات التي رفعها المتظاهرون والهتافات التي أطلقوها أظهرت أن غالبيتهم رأت في الإضراب فرصة للفقراء للتعبير والتنفيث عن غضبهم حيال الارتفاع الحاد في أسعار المواد الغذائية والوقود.

وقالت إحدى النساء المشاركات في الاحتجاجات: quot;إن أسعار المواد الغذائية أعلى من أسعار البترول، فكل شيء أصبح عالي الكلفة. نحن لم يعد بوسعنا أن نحيا حياة كهذه، فنحن مرضى ومرهقون وعلى الحكومة أن تعتمد خطة لمعالجة الوضع.quot;

وقال رجل شارك أيضا في الإضراب: quot;أنا لدي منزل، ولكن ماذا عن الأشخاص الآخرين الذين يعيشون على قارعة الطريق؟ إن الناس يموتون، وخصوصا في الشتاء.quot;

وقد نُظمت إضرابات مماثلة أيضا في 17 موقعا آخر شملت الأقاليم التسعة التي تتكون منها جنوب أفريقيا. وفي مقابلة مع بي بي سي، قال باتريك كريفين، وهو أحد أعضاء كوساتو، إن الإضراب يهدف إلى التعبير عن الاحتجاج عن ارتفاع كلفة المعيشة في جنوب أفريقيا في شتى مناحي الحياة.

وأضاف كريفين قائلا: quot;يجب أن يُنظر إليه (الإضراب) في سياق جميع الزيادات الأخرى في الأسعار التي تجعل بوضوح من سعر الكهرباء أمرا صعب الاحتمال ولا يُطاق، وأشير هنا على وجه الخصوص إلى الزيادات التي طرأت على أسعار المواد الغذائية والوقود وأسعار الفائدة.quot;

كما عبر المتظاهرون على وجه الخصوص عن خشيتهم من فقدان العديد من فرص العمل في قطاع المناجم الذي شهد في الآونة الأخيرة انخفاضا ملحوظا في الإنتاج والعائدات. وفي هذا السياق تقول شركة quot;أنجلوجولد أشانتي للمناجمquot; إن الإضراب نجم عن توقف تام في جميع مناجم الشركة طوال اليوم.

أما شركة quot;أنجلو بلاتينيوم، وهي أكبر شركة منتجة في العالم لمعدن البلاتين الثمين، فقالت إن تأثير الإضراب طال بعض مناجمها ومصنعا لصهر المعادن تابعا لها.

وقال كوساتو، الذي يعد تقليديا حليفا لحزب المؤتمر الوطني الأفريقي الحاكم، إن الإضراب سيكون بمثابة إنذار للشركات وأرباب العمل الذين قد يودون التخلص من بعض العاملين لديهم بسبب تدني العائدات الناجم عن أزمة التزود بالطاقة.

يُذكر أن جاكوب زوما، زعيم حزب المؤتمر الأفريقي، كان قد صرح في الخامس والعشرين من الشهر الماضي بأنه quot;مصدوم و محرَجquot; من تفشي الفقر في بلاده، وتحديدا بين المواطنين البيض.

وأدلى زوما بتصريحاته هذه بعد أن زار ضاحية بيتلحم قرب بريتوريا حيث تعيش أسر من البيض دون ماء ولا كهرباء.