دبي: يعالج الإعلام العربي، وبشكل يومي، ملف الانتخابات الأميركية، ويتسابق كتاب الأعمدة في الصحف إلى التحليل والتعليق على مجرياتها.
وفي نظرة على الصحافة العربية هذا الأسبوع، تطرق كثيرون من كتاب المقالات إلى القول إنه لا فرق بين الجمهوريين والديمقراطيين عندما يتعلق الأمر بالقضايا العربية، ذلك أن المرشحين يتسابقان لإعداد برامج انتخابية تركز على القضايا الأميركية بالدرجة الأولى، ولا تنصف القضايا العربية.
quot;ظاهرة صوتيةquot;
واعتبر الكاتب عزمي بشارة، في مقال نشر في صحيفة الخليج الإماراتية أن باراك أوباما يمثل quot;تطوراً جديداً ومهما في الحياة السياسية الأميركية، يحب الإعلاميون هناك أن يسموه تغييراً منعشاً، إذ إنه يبعث الحياة في عجلة السياسة والانتخابات الأميركية، ويرفع نسب المشاركة والتصويت والتسييس، ويقدم مادة إعلامية لا تنضب لحضراتهم.quot;
وأضاف: quot;من المستجدات أن تجري تصفية حساب في الرأي العام الأميركي ضد سياسة المغامرات العسكرية، وتعمية الرأي العام بعد 11 سبتمبر/ أيلول، وأن تتم تصفية حساب ومراجعة لأيديولوجية فترة بوش اليمينية الفاعلة في السياسة الخارجية وراء المحيطات.quot;
وقال بشارة إن أوباما quot;ظاهرة صوتية، ولا بد أن نضيف أنها ظاهرة لبقة تثير إعجاب التيار الرئيسي في المجتمع ولا تشعره بالتهديد.. امنح صوتاً لأوباما واربح تجديداً من دون تهديد، وتنقية ضمير ورضا عن الذات من دون مراجعة حقيقية! صوت لأوباما وشاهد فيلمين بتذكرة واحدة!quot;
ومضى بشارة يقول: quot;وأوباما ليس حفيد العبيد، ولا ممثل تجربتهم، بل ابن ميسور نسبياً لمهاجر حديث العهد جاء للدراسة الجامعية بعد العبودية بقرون. وهو يقدم حتى للتيار الرئيسي من البيض عرضاً لا يمكن مقاومته لتصفية الحساب بأرخص الأثمان، من دون القضاء على العنصرية، المطلوب فقط هو عدم التصويت لماكين. وهذه مهمة سهلة وحتى محببة.. وسعر رخيص، تنزيلات آخر الموسم فعلاً. فمجرد وجود ماكين مأساة للجمهوريين لا تذكر إلا بكيف سيبدو بوش بعد عشرين عاماً.quot;
quot;اللعب بكل الأوراقquot;
وعن أوباما أيضا يقول عقيل الازرقي، في مقال بصحيفة القدس العربي الصادرة من لندن، إن المرشح الديمقراطي quot;شخصية حوت الكثير، وقيل حولها الكثير، وسوف تظهر الكثير في مستقبلٍ ينتظره الكثير من المفاجآت، ليس فقط في أميركا بل في العالم كله.quot;
وأضاف أن quot;الشاب الأسود السيناتور عن ولاية الينوي جعل المفارقة لا تقتصر على لونه وصغر سنه فقط، بل تتجلي حتى في تصرفاته، وخصوصاً في قضايا مهمة، مثل قضايا الدين والعقائد. كل هذا في قالب الدعوة إلى التغيير، لذا أصبح أتباع الأديان يتنافسون على استقطاب أوباما أو الترويج لأمر أنه ينتمي إلى هذا دون ذاك، ولكن الرجل يبدو حاذقا، ويحاول اللعب على كل الأوراق.quot;
وتابع الأزرقي يقول: quot;محير هذا الرجل.. فقد جمع المتناقضات في كل شيء، فالزي الإسلامي الذي أثار الانهزاميين، وصور لهم أنهم قد انتصروا، وأنه قد جاء رئيس أميركي سوف يصنع من أميركا خلافة أو إمارة لعلها شبيهة بإمارة طالبان، هذا الزي قد تلاشى فور تنكر باراك أوباما أو ارتداده إذا كان مسلماً.
ومضى الكاتب يقول: quot;لم تستمر هذه الحال طويلا، حيث أظهرت احدى الصحف الإسرائيلية أوباما معتمرا لباسا يهوديا، أوباما اخرس الدعوات المتفائلة به، وكأنه اليماني المبشر به، فكل يوم يظهر بقصة دينية جديدة.quot;
أفضلية ماكين quot;القليلةquot;
صحيفة الحياة اللندنية نشرت مقالا مترجما إلى العربية، للكاتب روجر أوين، قال فيه إن quot;محاولات السيناتور جون ماكين، الهادفة إلى تحويل الأنظار عن جولة باراك أوباما الأوروبية الأخيرة الناجحة، تتضمن مجموعة من الهجمات على منافسه باراك اوباما، لأنه عارض قرار تعزيز عديد القوات الأميركية في العراق.quot;
وأضاف: quot;لا شك أن هذه الفكرة تشكّل جوهر السياسة، أي محاولة لتعظيم شأن أحد الميادين القليلة التي يعتبر فيها الجمهور الأميركي ماكين أفضل من أوباما، وأكثر خبرة منه. إلا أن ماكين كان يتكلّم أيضا عن تجربته الميررة. ففي رأيه، كان أثر هزيمة الجيش الأميركي على يد الفيتناميين الشماليين والثوار الجنوبيين كبيراً، ليس على معنويات العسكر فحسب، بل أيضاً على الطريقة التي أصبح العالم ينظر من خلالها إلى أميركا.quot;
ويرى أوين أن quot;ثمة أمر واحد لا يسع أوباما القيام به هو التلاعب بمعاني الكلمات. ففيما يعي بعض الأشخاص المطلعون على التاريخ أن النصر والهزيمة هما مفهومان شائكان، نادرا ما ينطبقان على الأوضاع الحقيقية في العالم، تُعتبر هذه الخطابة غير مجدية في السياسات المعاصرة، وهي لم تكن يوما تجدي نفعا. وبنظر ماكين، يكون النصر عندما quot;تكون القوات العراقية قادرة على حماية بلدهاquot; وquot;تعود القوات الأميركية إلى ديارها.quot;
ويعتقد الكاتب بأن quot;تعزيز عدد القوات الأميركية قد ساهم بالفعل في إحراز تحسّن مؤقت على الأقل في العراق، لكن ليس بالطرق التي توقّعها السيناتور ماكين أو توقعتُها شخصيا. ولم يكن السبيل لبلوغ ذلك ما سميّ بـ quot;إيقاظ الزعماء السنة المحليين في محافظة الأنبارquot; الذي بدأ قبل تعزيز القوات، بل قرار رئيس الوزراء نوري المالكي بالقضاء على الميليشيات المحلية أولا في البصرة، ومن ثم في بغداد والموصل باستخدام المشاة من الكتيبة العراقية الأولى بدعم من القوات الأميركية إذا لزم الأمر.quot;
اختراق quot;جمهوريquot;
وفي صحيفة الدستور الأردنية، كتب خالد المدادحة مقالا تحت عنوان quot;هل تنهي سياسة المراجعة وتبدأ عهداً من الحوار؟quot;، أوضح فيه أن الجمهوريون يركزون على تحقيق اختراق في أربعة محاور رئيسية: هي الاقتصاد الأميركي، والدبلوماسية في القضية الإيرانية، والاتفاق الأمني طويل الأجل مع العراقيين.
وقال: quot;في حال نجاح الجمهوريين في تحقيق اختراق في هذه البرامج ، فان الفجوة الحالية لصالح المرشح الديمقراطي في استطلاعات الرأي العام ستتقلص.. وقد تصبح معركة الرئاسة صعبة للغاية.. خاصة إذا شعر المواطن الأميركي بتلاشي التغييرات التي وعد بها السيناتور أوباما.quot;

ويقول المدادحة إن quot;المرشح الديمقراطي ما زال رغم لونه وديانة والده متقدما على غريمه الجمهوري.. وذلك بسبب وعود التغيير التي تبناها المرشح أوباما وجذبت الشعب الأميركي الذي أخذ بالشاب الوسيم المثقف الذي تعهد بإنهاء الحرب على العراق التي استنزفت دماءهم وأموالهم وبدأت تشكل فيتنام جديدة، كما رفعت من وتيرة الإرهاب الدولي بدلاً من إنهائه، وأدخلت العراق والمنطقة في دوامة من التضخم والكساد والبطالة والارتفاع الهائل في أسعار النفط والغذاء.quot;
لكن الكاتب يعود ليقول إن quot;المحزن بالأمر أن المحافظين الأميركيين الجدد باقون ومسيطرون بغض النظر عن نجاح أي من المرشحين السيدين أوباما أو ماكين، أين هو التغيير اذاً الذي كان قد بشر به السناتور أوباما؟ أم لعله كان يقصد التغيير المستمر في آرائه؟ إلا أن ما يلفت النظر والإعجاب هو وعي الشعب الأردني الذي أوضح استطلاع للرأي العام تم نشره مؤخرا بأن أغلب الأردنيين لا يجدون فارقاً بين المرشحين السيدين أوباما وماكين.quot;