طرابلس : حث الزعيم الليبي معمر القذافي على انهاء تمرد الطوارق في مالي والنيجر قائلا إن مزيدا من الحرب سيضر بالدولتين الفقيرتين ويثير الفوضى في المنطقة التي تعاني من مشكلات تتعلق بالامن والتهريب.

وتتمتع ليبيا رابع اكبر دولة في افريقيا من حيث المساحة بنفوذ في اجزاء من منطقة الساحل والصحراء على مشارفها الجنوبية بفضل ثروتها النفطية والصلات القبلية بين سكانها وسكان الدول المجاورة.

وقال القذافي في بلدة اوباري بجنوب غرب ليبيا مساء الاحد انه يأمل ان يفهم قادة المسلحين انهم يلعبون في منطقة سكانية حساسة وخطيرة محذرا من انهم يلعبون في المنطقة الاسلامية ويلحقون بها الضرر.

وطالب القذافي الطوارق بعدم تضييع الوقت والتسبب في مصاعب للاطفال والنساء في منطقة الصحراء الكبرى دون داع.

وفي كل من مالي والنيجر اللتين تقع اراضيهما على حدود الصحراء الكبرى هاجم المتمردون الساعين الى مزيد من الحكم الذاتي المواقع والقوافل الحكومية والعسكرية خلال العام الماضي فيما بدا انه تكرار لانتفاضات الطوارق في التسعينات.

وفي الشهور الاخيرة اشتدت الاشتباكات بين القوات الحكومية ومتمردي الصحراء مما اسفر عن زيادة اعداد الضحايا.

وعرض الرئيس المالي اماندو توماني توريه التفاوض مع المتمردين بشرط ان يطلقوا سراح كل الرهائن.

وقالت الحكومة المالية ان المتمردين افرجوا يوم الاحد عن 26 جنديا كانوا احتجزوا في منطقة كيدال الشمالية الشرقية. وارجعت الحكومة الفضل للرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة لتدخله لتأمين اطلاق سراح الجنود.

لكن حكومة النيجر المجاورة استبعدت الدخول في محادثات مع المسلحين الذين يقودهم الطوارق في شمال البلاد المنتج لليورانيوم الا اذا القوا سلاحهم اولا.

ويتهم الجيش المالي الذي يلقى دعما وتدريبا من الولايات المتحدة في اطار quot;الحرب على الارهابquot; التي تشنها واشنطن المتمردين بمحاولة السيطرة على ممرات تهريب المخدرات والاسلحة عبر الحدود.

وقال اغالي اج الامبو زعيم حركة النيجر للعدالة المتمردة التي يقودها الطوارق ان حركته تريد تخصيص ما يصل الى 30 في المئة من عوائد اليورانيوم لمنطقة شمال النيجر التي تسكنها اغلبية من الطوارق.

وقال القذافي ان على الطوارق وهم بدو يعيشون في كثير من دول الصحراء والساحل ان يتعرفوا على التراث الاسلامي الذي يشتركون فيه مع سكان المنطقة الاخرين.

وقال ان النيجر ومالي وموريتانيا وتشاد وليبيا والجزائر دول اسلامية وتمثل الثقل الاسلامي لافريقيا وتساءل لماذا يريد الطوارق تدميرها.

وتساءل ايضا لماذا يريد الطوارق تدمير الشعوب التي يعيشون معها موضحا ان تلك الشعوب ليست استعمارا او غزوا اجنبيا. وخاطب الطوارق بقوله إنه لو كانت هناك فائدة من حمل السلاح فسيكون اول من يسلحهم ويدربهم ويقاتل معهم.

ودعا الطوارق الى المشاركة في الانتخابات في الدول التي يوجدون بها وانتقد عمليات التهريب وقطع الطرق في الصحراء الكبرى.

وتنقسم الحكومات الاقليمية والمحللون بشأن ما اذا كان تمرد الطوارق في النيجر ومالي نابعا من ظلم سياسي حقيقي او ما اذا كانوا يقاتلون للسيطرة على ممرات تهريب المخدرات والاسلحة والمهاجرين المربحة.

وتوصلت الحكومة المالية ومتمردو الطوارق الى وقف اطلاق نار توسطت فيه الجزائر الشهر الماضي يهدف الى ضمان ان يحترم الجانبان اتفاق سلام وقعاه في 2006 توسطت فيه الجزائر ايضا لانهاء القتال في منطقة كيدال بشمال شرق مالي.