خلف خلف ndash; إيلاف: تزينت معظم المدن الفلسطينية بصور الأسرى المقرر الإفراج عنهم غدًا الاثنين في إطار ما تسميه إسرائيل quot;بادرة حسن النيةquot; تجاه الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبو مازن. وفي مدينة رام الله ترفرف العديد من الأعلام واللافتات على قمم البنايات المرتفعة وسط المدينة، بينما في مدينة نابلس، ينشغل مجموعة من الشبان على دوار الشهداء في تعليق صور عميد الأسرى الفلسطينيين سعيد العتبة ورفاقه الذين تشملهم قائمة الإفراج، ويبلغ عددهم 199 أسيرًا، سيتم نقلهم إلى الضفة الغربية عبر حاجز بيتونيا في الساعة التاسعة والنصف من صباح غد.
وقامت مصلحة السجون الإسرائيلية منذ عدة أيام، بتجميع الأسرى في سجن عوفر القريب من رام الله، استعدادًا لإطلاق سراحهم، وسط معارضة أبدتها جهات يمينية متطرفة، بذريعة مسؤولية بعضهم عن عمليات قتل، والذي يعرف إسرائيليا quot;مع دم بالأيديquot;.
وردت محكمة العدل العليا اليوم التماسا قدمته إليها منظمة الماغور، لوقف تنفيذ عملية إطلاق سراح الأسرى، وكان المستشار القانوني للحكومة الإسرائيلية ميني مزوز، طالب المحكمة بأن ترد الالتماس، لأن المسألة سياسية بحته، تندرج في إطار صلاحيات السلطة التنفيذية. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية العامة عن مزوز أشارته إلى أن قرار الحكومة في هذا الصدد كان خالياً من الشوائب، علما بان لجنة خاصة كانت قد نظرت في قائمة أسماء المعتقلين وأخذت بعين الاعتبار المخاطر الناجمة عن إطلاق سراحهم وكافة الاعتبارات الأخرى.
ومن جانبها، أعلنت مؤسسة الرئاسة الفلسطينية بأنها ستقيم حفل استقبال رسمي وشعبي للأسرى المحررين الساعة العاشرة من صباح غد، أي مع موعد وصول الأسرى لمدينة رام الله، وشدد وزير شؤون الأسرى الفلسطينيين أشرف العجرمي خلال مؤتمر صحافي عقده في وزارة الأعلام برام الله، اليوم، أن quot;هذه الخطوة تعد بغاية الأهمية والنوعية وفاتحة لغيرها من الخطوات الايجابية كونها قد حطمت المعايير الإسرائيلية المتعلقة بالإفراج عن أسرى تتهمهم إسرائيل بالقتلquot;، مرحبًا بالإفراج عن أي أسير فلسطيني من السجون الإسرائيلية في أي ظرف من الظروف.
كما رحبت القوى الوطنية والإسلامية بمحافظة رام الله والبيرة بإطلاق سراح 199 أسيرًا من سجون الاحتلال الإسرائيلي، وأعربت عن تضامنها معهم وقدمت التهاني بعودتهم للعيش مع أسرهم وأبناء شعبهم. ودعت القوى في بيان لها إلى تفعيل التضامن الشعبي والرسمي مع معاناة الأسرى المستمرة، ومع ما يتعرضون له من قمع وعذاب يومي.
في هذه الأثناء، تتهم المؤسسات الحقوقية الفلسطينية الجانب الإسرائيلي بمواصلة اعتقالاته وإتباع سياسة الباب الدوار في قضية الأسرى، لا سيما أن الجيش الإسرائيلي قد اعتقل أربعة مواطنين فلسطينيين صباح اليوم، وأمس الأول اعتقل 11 آخرين من أنحاء مختلفة من الضفة الغربية. وبحسب تقديرات لمؤسسات فلسطينية تعنى بقضايا الأسرى، اعتقلت إسرائيل في شهر تموز/ يوليو المنصرم 313 فلسطينيًا، وهو ما يفوق عدد الأسرى المنوي الإفراج عنهم غدا.
التعليقات