طلال سلامة من روما: انه أول اصطدام أمامي مباشر بين عمدة روما الجديد quot;جاني أليمانوquot; والمسؤولين في وزارة الداخلية الإيطالية على الرغم من أنهم جميعهم ينتمون الى تيار الوسط اليميني. إذ جرى نقل نحو مائة مهاجر غير شرعي، جواً، من مركز الاحتجاز بجزيرة لامبيدوزا، الى ضواحي روما الشعبية بصورة سرية فاجأت، عدا عن عمدة روما، مديري مركز الشرطة المركزية وهو الأكبر بإيطاليا بعد ذلك التابع لمدينة ميلانو. هذا وأقرت وزارة الداخلية مباشرة بعملية النقل حيث يتم quot;توطينquot; هؤلاء المهاجرين في مبنى واقع في ضاحية تقع جنوب شرق روما بالقرب من الأحياء الشعبية. كما حصل في مدينة نابولي، في السابق، حيث سجل عدد من الاعتداءات على أسر الغجر، قد يؤدي زرع هؤلاء المهاجرين بالقرب من سكان الأحياء الشعبية الى ثورة عنصرية جديدة تواكبها أحداث عنف مشابهة لتلك التي لطخت سمعة مدينة نابولي، جنوب ايطاليا.

قبل القيام بأي إجراء قضائي أم قانوني، يدخل ضمن صلاحيات عمدة روما الاستثنائية، طلب أليمانو من وزارة الداخلية سلسلة من الإيضاحات. فعملية نقل المهاجرين تمت بالتعاون حصراً مع محافظة روما. من جانبها، تؤكد وزارة الداخلية أن المهاجرين سيبقون بروما، بصورة مؤقتة. ويبقى مصير هؤلاء المهاجرين مجهولاً بعد. في أي حال، يحيط الريب عملية النقل الجوي السرية. فما هي الدواعي لذلك؟ بدلاً من تطبيق الإجراءات الأمنية التي أقرها روبرتو ماروني، وزير الداخلية، والتي تنص على تشديد الرقابة وطرد المهاجرين دون رحمة هاهي الحكومة تلجأ الى تغيير مواقعهم الجغرافية، داخل ايطاليا، سراً!

ان نظرنا الى جنسيات هذه المجموعة المتواضعة من المهاجرين نجد أنهم آتون من الصومال وإريتريا والسنغال. علاوة على ذلك، لم تستهدف هؤلاء المهاجرين إجراءات قضائية انم هم ينتظرون حالياً إكمال معاملات إقامتهم لأسباب متعلقة باللجوء السياسي.