القدس: أكد مصدر رفيع المستوى في الحكومة الإسرائيلية أن حركة حماس رفعت مؤخراً عدد السجناء الفلسطينيين الذين تريد من إسرائيل الإفراج عنهم في مقابل إطلاق سراح الجندي الإسرائيلي جلعاد شاليت، من 1000 سجين إلى 1500، وفقاً لما نقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية في عددها الصادر الجمعة.

وقد ذكرت الصحيفة أن كلاً من رئيس جهاز الأمن الداخلي الإسرائيلي يوفال ديسكين وعوفر ديكل الذي عينه رئيس الوزراء الإسرائيلي أيهود باراك مسؤولاً عن المفاوضات المتعلقة بعملية التبادل، أكدا أثناء اجتماع لمجلس الوزراء الأربعاء أن رفع حماس لمطالبها بشكل مفاجئ يعود إلى موافقة إسرائيل على اتفاق لوقف لإطلاق النار مع الحركة في قطاع غزة.

وعزا المسؤولان الإسرائيليان تشدد موقف حماس أيضاً إلى الاتفاق الذي تم الشهر الماضي مع حزب الله، حيث أفرجت إسرائيل عن سمير قنطار وأربعة لبنانيين آخرين في مقابل جثتي جنديين إسرائيليين.

وقالت الصحيفة إنه من المقرر أن تناقش لجنة وزارية يترأسها نائب رئيس الوزراء حاييم رامون الصفقة يوم الأحد، وقد طلب أولمرت من اللجنة أن تحضر قائمة من 450 سجيناً سوف تكون إسرائيل مستعدة لإطلاق سراحهم في مقابل إطلاق الجندي شاليت. وسوف تكون هذه هي المرة الأولى التي تحضر إسرائيل مثل هذه القائمة، حيث كانت حتى الآن إما ترفض أو توافق على أسماء تقدمها حماس.

وقالت الصحيفة إن اجتماع يوم الأربعاء حضره أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني ووزير الدفاع أيهود باراك ومسؤولون أمنيون آخرون. وقد قدم باراك تقريراً في اليوم السابق عن زيارته إلى القاهرة التي ناقش فيها صفقة شاليت مع الرئيس المصري حسني مبارك ورئيس الاستخبارات عمر سليمان.

كما نقلت الصحيفة عن مصدر حكومي قوله إن مصر أعلمت باراك أن حماس تطالب حالياً بإطلاق سراح 1500 سجين في مقابل شاليت.

وقد كانت حماس بادئ الأمر قد طالبت بإطلاق سراح 450 سجيناً، وقدمت قائمة بالسجناء الذين تريد إطلاق سراحهم. غير أنها رفعت ذلك العدد إلى 1000 قبل عدة أشهر، بحيث يتم إطلاق سراح 450 منهم في نفس الوقت الذي يتم فيه إطلاق سراح شاليت، ثم يتم إطلاق سراح الباقين في مراحل تالية. أما الآن فقد رفعت سقف مطالبها مرة أخرى.

وقد ذكر كل من ديسكين وديكل للوزراء أن اتفاق وقف إطلاق النار أدى إلى تصلب موقف حماس، وذلك بإزالة الضغط الذي كانت إسرائيل تمارسه على حماس سواء من خلال العمليات العسكرية أو الحصار الاقتصادي. وقالا إن حماس لم تعد تشعر بالحاجة الملحة لإبرام الصفقة.

ولذا فقد قدما الحجة بأن الأسلوب الوحيد لإبرام الصفقة هو بالعودة إلى ممارسة الضغط حتى وإن كان ذلك يعرض الهدنة للخطر. وقد اقترح ديكل وقف إمدادات الطاقة إلى غزة أو إغلاق المعابر التي تم فتحها بعد الهدنة.

أما باراك فقد قال إن على إسرائيل أن تثبت أنها على استعداد للتماشي مع طلبات حماس، وقال: quot;لقد وافقنا على الهدنة من أجل جلعاد شاليت، وعلينا أن نستغل هذه الفترة لكي نحقق التقدم في المفاوضات، فإذا أظهرنا مزيداً من الاستعداد فقد تظهر حماس مزيداً من الاستعداد أيضاquot;.

وسوف تشمل القائمة التي يتوقع من اللجنة الوزارية أن تحضرها الأحد 70 سجيناً طلبتهم حماس ووافقت عليهم إسرائيل من قبل، وعدداً آخر غير محدد من الأسماء في القائمة التي قدمتها حماس سوف يتم الموافقة عليها حين تقر إسرائيل معياراً أكثر ليونة. وسوف يكون الآخرون من اختيار إسرائيل نفسها. ومن ثم سوف تقدم إسرائيل تلك القائمة إلى مصر لكي تمررها إلى حماس.