دبي: تدلّ المؤشرات على أنّ الرهينتين النمساويين، اللذين اختطفا في وقت سابق من العام على الحدود التونسية-الجزائرية، مازالا على قيد الحياة، وأنّ خلافات داخلية بين زعماء quot;تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلاميquot; تعطّل إطلاق سراحهما، وفق مصادر أمنية وصحف جزائرية.
وأكّد خبير استخباراتي فرنسي الأنباء التي أشارت إليها الصحف الجزائرية من كون الرهينتين توجدان الآن في منطقة حدودية بين الجزائر ومالي والنيجر، تعرف بخطورتها ووعورتها لدرجة أنه يطلق عليها اسم quot;تورا بورا الصحراءquot; تيمنا بمنطقة quot;تورا بوراquot; معقل تنظيمي القاعدة وطالبان السابق في أفغانستان.
وقال الخبير الذي سبق له العمل مع أجهزة استخبارات غربية في القارة الأفريقية، روبير مينياسك، إنّ المعلومات التي بحوزته، تؤكّد أنّ الرهينتين وولفغانغ إيبنر وأندريا كلويبر مازالا على قيد الحياة رغم متاعبهما الصحية. وأضاف quot;لقد علمت من مصادر على علاقة بالملف أنّ الظروف المعيشية للرهينتين تبدو صعبة لاسيما مع اشتداد حرارة الصيف هذا العام وخاصة في هذه المنطقة المعروفة بصيفها القائظ.quot;
ومن جهتها، نقلت صحيفة quot;الخبرquot; الجزائرية في عددها الصادر الاثنين عن مصادر أمنية وصفتها بالعليمة، أنّ جماعة الإرهابي يحيى جوادي، أمير ما يعرف بالمنطقة التاسعة في تنظيم القاعدة، أو quot;كتيبة طارق بن زيادquot; تخفي الرهينتين النمساويين المختطفين منذ فبراير/شباط، في منطقة الحدود المشتركة بين الجزائر ومالي والنيجر. وقال المصدر إن quot;الخاطفين يتنقلون باستمرار بين دولتي مالي والنيجر مستخدمين نهرا، وأنهم يترددون بكثرة على مكان يسمى وادي ''زاواك''، مستخدمين وولفغانغ إيبنر وأندريا كلويبر، درعا بشريا.quot;
ويقول خبراء أمنيون إنّ الموقع الأكثر ملاءمة هو المنطقة الحدودية الواقعة بين وادي ميناكا في دولة مالي جنوبا، والحدود الجزائرية شمالا حيث أنّه quot;يوافق طبيعة الأرض في الصور التي أخذت للرهينتين وتم بثها على شبكة الإنترنت.quot; وتعرف هذه المنطقة بكونها وعرة جدا وتمتد من مرتفعات أفوهارس غربا في دولة مالي إلى وادي زاواك الجاف الذي يخترق كلا من الجزائر ومالي والنيجر ويصل إلى مرتفعات الهقار الجزائرية.
وسبق لعدة تقارير أمنية استخباراتية أن أشارت إلى أنّ هذه المنطقة تعدّ مصدر قلق بالغ حيث تنتشر فيها مجموعات المهربين والعصابات الخارجة عن القانون بحيث أنّها باتت تسمى ''تورا بورا الصحراء.'' وعزت مصادر أمنية، من ضمنها، روبير مينياسك، تأخر إطلاق الرهينتين إلى خلافات داخلية بين المجموعات المسلحة التي تنضوي تحت لواء quot;تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.quot;
ويقول خبراء إنه وفي الوقت الذي مازالت فيه المفاوضات مستمرة، إلا أنّ زعيم تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عبد الملك دروكدال يريد أن يحقق نصرا سياسيا. ولم يشر المسؤولون ولا المصادر إلى طبيعة النصر وما إذا كان ذلك يعني إطلاق سراح الرهينتين من دون فدية.
ولاحظ الخبراء أنّ تنظيم دروكدال يعمل quot;على كسب تأييد المدنيين من خلال تركيز عملياته على أهداف تابعة للأمن والجيش الجزائريين.quot; لكن قائد المجموعة المسلحة التي تسيطر على الرهينتين، وفق الصحف، يحيى جوادي يصرّ على استلام فدية تقدّر بنحو خمسة ملايين يورو بسبب quot;نقص السيولة لديهquot; بما يجعله قادرا على تمويل عمليات أخرى.
التعليقات