دمشق: أكد الرئيس السوري بشار الأسد ان الولايات المتحدة الأميركية أساسية في عملية السلام ودورها مهم في هذه العملية مشددا على أن أي دور آخر لا يعوض الدور الأميركي. جاء تأكيد الرئيس السوري في تصريحات بثها موقع (الشام برس) السوري الالكتروني اليوم. وقال الرئيس الاسد في رد على سؤال حول المفاوضات غير المباشرة بين سوريا واسرائيل برعاية تركيا ان quot;الادارة الاميركية لا تعمل من اجل السلام ولا تؤمن بالسلام فكيف تؤمن بالرعاية وبالاطراف ولكن نحن نفرق بين الوسيط وبين الراعيquot;.
وشبه دور الوسيط التركي خلال المفاوضات غير المباشرة بالدور الذي قام به وزير خارجية امريكا الاسبق جيمس بيكر قبل مؤتمر مدريد عندما كان يتجول بين سوريا واسرائيل لكي يبحث عن صيغة مشتركة لاطلاق عملية السلام في مؤتمر مدريد. وتابع الاسد quot;الآن ما يحصل هو نفس الشيء ولكن كلا الطرفين السوري والاسرائيلي موجودان في تركيا والوسيط ينتقل بين فندقين مختلفين في مدينة اسطنبول وعندما ننتقل لمرحلة المفاوضات المباشرة هناك يصبح شيء اسمه الراعي ودور الراعي يختلف عن عملية نقل الرسائل او نقل الافكار بين الطرفين حيث يصبح هناك مبادىء وآليات واضحة وعلى الراعي ان يقدم ضمانات لتطبيق هذه الآليات لكي نصل لعملية السلام وكذلك على الراعي بعد توقيع اتفاق السلام ان يقدم ضمانات لتطبيق هذه الاتفاقية كما تم الاتفاق عليه في مرحلة المفاوضات ولاحقا في مرحلة توقيع اتفاق السلامquot;.
وقال quot;هذه هي رؤيتنا للفرق بين الوسيط والراعي لكني اعود واقول نحن ننتظر لنرى ما هي توجهات الادارة الاميركية المقبلةquot; مؤكدا انه quot;من دون ادارة اميركية سواء اتفقنا معها ام لم نتفق احببنا هذا الواقع ام لا فالولايات المتحدة اساسية في عملية السلام وقلنا هذا الكلام بشكل واضح لهم وتستطيع فرنسا ان تساعد في هذه الرعاية واوروبا واية دولة مهتمة لان الدور الاميركي هام واساسي ولكنه لا يغطي كل الجوانب بالنسبة لعملية الرعاية وفي نفس الوقت اي دور اخر لا يعوض الدور الامريكيquot;.
وفي سؤال عن امكانية وجود جهات دولية واقليمية وربما عربية لا تريد لمبدأ الحوار من اجل الاستقرار أن يسير قال الرئيس الاسد ان quot;مبدأ الحوار لم يكن موجودا في عدد كبير من الدول في الغرب كان يتبنون سياسة العزل وسياسة التهديد والبعض منهم يتبنى سياسة الحرب لكن الآن بدأت تظهر على الساحة الغربية بشكل عام بوادر مختلفة عن هذا الاتجاه ولا نستطيع ان نقول باننا اصبحنا الآن في حالة مثالية للحوار بين الدول نحن الآن نحاول ان نؤسس لحوار وهذا الحوار بحاجة لمعرفة بقضايا المنطقة وبحاجة لفهم خلفيات ما يحصل في منطقتنا من وجهة نظرنا وليس من وجهة نظر الغربquot;.
وقال quot;نحن نحاول ضمن فكرة الحوار ان نشرح لهم ما يجري بلغتنا وبمفهومنا وبثقافتنا لكن هذا بحاجة لوقت طويل وبحاجة لحوار مكثف حتى نجد القواسم المشتركة اذا كنا مختلفينquot;. وتابع quot;اما اذا كنا متفقين فنتحاور لكي نجد حلا معينا او خطة وهكذا فالمبدأ الذي اتفقنا حوله مع هذه الدول وفي مقدمها فرنسا وقال هذا الكلام الرئيس ساركوزي نحن لا يعني باننا نتفق على كل شيء ولكن نتحاور ونتحاور ونتحاور وفي كل مرة تقترب وجهات النظر اكثر الى ان نتفق الى اقصى حد ممكن ولكن ليس المطلوب التطابق في كل الاحوالquot;.
وحول الملف النووي الايراني قال الرئيس الاسد ان quot;اوروبا تركز على موضوع الملف النووي الايراني اما بالنسبة لموقف سوريا فهو موقف قديم وليس له علاقة بالملف النووي الايراني هو موقف من اسلحة الدمار الشامل وانتشارها بما فيها اسرائيل وبالتالي الموقف من الملف الايراني يأتي من ضمن الموقف السوري ونحن لا نعتبره موضوعا منفصلا عن الملف السوريquot;. وقال ان quot;الرؤية الغربية هي رؤية محصورة بملف معين والرؤية السورية تؤكد على رؤية شاملة لموضوع الملف النووي الايراني فانا لا اقول بان هناك تباينا انما هناك تقاطع في جوانب وعدم تقاطع في جوانب بالنسبة الى الرؤية هم لا يركزون على الموضوع الاسرائيلي ونحن يعنينا الموضوع الاسرائيلي والسلاح النووي الاسرائيليquot;.
وعن تقديم سوريا لتنازلات فيما يتعلق بحركات المقاومة لا سيما في لبنان وفلسطين قال الرئيس الاسد quot;لم يطرح علينا هذا الموضوع واعتقد ان هذا الموضوع بالنسبة لكثير من الدول اصبح واضحا فنحن لسنا دولة نقدم هدايا نحن دولة نتحدث عن مصالح ونقول لاي دولة اخرى ان نطلب منها ان تطرح مصالحها امامنا ونرى اين هي المصالح المشتركة بالنسبة لنا لا نرى مصلحة بالتخلي عن المقاومة فموقفنا واضح دائما ومازلنا في كل خطابنا السياسي موقفنا ثابت من المقاومة اينما كانت ضد اي احتلال في العراق وفي لبنان وفي فلسطين موقفنا ثابت لم يتغير فهذا الخطاب السياسي لسوريا لم يتغير ولا يبدو انه سيتغير ما لما لم تتغير معطيات الاحتلال نفسهاquot;.
التعليقات