بهية مارديني من دمشق: كشفت صحيفة سورية ان وزارة الإعلام في سوريا حاولت التأثير على قناة لبنانية لإيقاف عرض مسلسل يتحدث عن الاعتقال السياسي بعد أن أوقفت عرضه في التلفزيون الرسمي .

ويتناول العمل قصة معتقل سياسي من مدينة اللاذقية يخرج بعد عشر سنوات من الاعتقال ، ويوضح التغييرات التي طرأت على عائلته والظروف المحيطة ، والمسلسل للكاتب أسامة إبراهيم ، والمخرج هشام شربتجي الذي رفض القرار ، مؤكدا ان المسلسل لا يحمل إدانة لأية مرحلة .

هذا وأوقف التلفزيون السوري الرسمي وقناة الدنيا السورية الخاصة وقناة شام الخاصة مسلسل رياح الخماسين ، وقالت صحيفة الوطن السوريةquot; إن وزارة الإعلام حاولت مع تلفزيون الجديد اللبناني لإيقاف عرض العمل إلا أن المحطة المذكورة استمرت في عرضهquot;.

وتزامن ذلك مع شن كتّاب في بعض المواقع السورية الالكترونية هجوما عنيفا على المسلسل ، فيما يعتقد ان قرارا شفهيا من وزارة الاعلام وراء ذلك ، و المستغرب ان يتم إيقاف المسلسل بعد عرض حلقات منه ، رغم وجود لجنة برامج مختصة تبت في شأن المسلسلات للموافقة شراؤها او قبولها ، وهي التي وافقت على نص المسلسل ، علما ان جميع المسلسلات التي يعرضها التلفزيون السوري في رمضان هذا العام تم تقديمها له كهدية ، بحسب مصادر خاصة في التلفزيون .

تلفزيون الدنيا الخاص أوقف عرض العمل بعد عرض ثلاث حلقات ، وأشار مدير القناة الدكتور فؤاد شربجي الى أن وزارة الإعلام لم تطلب منه إيقاف العرض وتم هذا الإيقاف لأن الشركة لم تقدم للمحطة سوى أربع حلقات، وأكد أن محطته لا تأخذ برأي الرقابة الرسمية بل هي التي تراقب ، واضاف أنه لا يجوز أن توافق على نص وتمنعه بعد ذلك، فهذا يؤكد أن هناك خللاً إما في رقابة النصوص وإما في قرار المنع لأن هذا الأمر فيه استهانة بقدرات ورأسمال الشركات المنتجة وهو توريط لها. ، في اشارة الى مافعله التلفزيون السوري الرسمي الذي وافق على النص ثم رفض عرض المسلسل ، مؤكدا quot;ما دام هناك موافقة على النص فإن قرار المنع بعد تنفيذ العمل لا يجوزquot;.

وانقسمت الآراء حول المقالات التي طالت المسلسل فمنها من رأى أن المسلسل يستحق الهجوم عليه الا ان الهجوم ، كما يبدو من حلقاته الأولى التي جاءت بطيئة رتيبة ، ولكن كان يجب ان يكون النقد مهنيا والا يكون استفزازيا وخاصة ان عنوان احدى المقالات جاء جارحا وغير لائقا ، والرأي الاخر اعتبر ان أهداف احد الكتاب من مقالته شتم المعارضة السورية والهجوم على واشنطن وليس الهجوم على المسلسل بحد ذاته ، اضافة الى تقديم صك البراءة للمسؤولين السوريين في قرارهم بمنع عرض المسلسل وايقافه،وتاكيد المقالات انه دون المستوى المطلوب لذلك ُمنع من العرض وليس بسبب الرقابة المتشددة وهو الامر الذي نفاه بشدة مخرج العمل.

وقال احد الكتاب الذي يقدم نفسه باسم مستعارquot; الناعورةquot; في موقعquot; كلنا شركاءquot; السوري انه لم ُيفاجأ بخبر توقيف عرض مسلسل quot;رياح الخماسينquot; على القناة السورية الرسمية و على قناة الدنيا ، لكن ما فاجأه أن يكون سبب التوقيف سياسيا بينما توقع أن يكون السبب هو الرداءة الفنية .

وأثناء تقديم رأيه في المسلسل استغل الكاتب الفرصة ليغمز من قناة المعارضة السورية وليهاجم الولايات المتحدة الأميركية ، وقال quot;انه سمع حواراً على لسان المعتقل السياسي السابق يقول فيه إن أميركا نشأت على مبادئ الحرية، و يؤكد ابنه هذه الفكرة بقوله أنهم لهذا السبب عملوا تمثالاً للحرية quot; مع ملاحظة أن الفرنسيين و ليس الأميركيون هم من صنع تمثال الحرية quot;quot;.

وتساءل الكاتب quot;هل هناك أغبى من حوار يبرئ أميركا من تاريخها الإجرامي الطويل بدءاً من نشوئها على جثث الهنود الحمر،ثم استعباد الأفارقة السود، و بعدها شن الحروب في كل أنحاء العالم،و إلقاء القنبلة الذرية على هيروشيما و ناغازاكي،و الحرب المفتوحة على أمتنا العربية منذ خمسين عاما ... أم أن المعتقل السياسي السابق قيادي في إعلان دمشق؟quot;.

واعتبر الكاتب في معرض هجومه على رياح الخماسين quot; ان المسلسل يحوي تلميحات جنسية رخيصة، و ابتذال في تصوير هذه العلاقاتquot;، وأضافquot; ...هناك الأخطاء التي لا يرتكبها مخرج مبتدئquot;.

و عاب على المسلسل الموسيقى التصويرية ، واعتبرها ثابتة بليدة لا علاقة لها بالحدث الدرامي وقال انه الملاحظ أنها موضة تجتاح المسلسلات السورية،وتساءل هل ذلك تأثراً بالمسلسلات التركية ؟