أوروبا تقود الوساطة بعد انشغال واشنطن بانتخابات الرئاسة
سولانا وموراتينوس يجريان محادثات مع مبارك ومساعديه

نبيل شرف الدين من القاهرة: استقبل الرئيس المصري حسني مبارك المفوض الأوروبي للعلاقات الخارجية والأمن خافيير سولانا، ميغيل موراتينوس وزير خارجية أسبانيا، وبعد ذلك أجرى أحمد أبو الغيط وزيرالخارجية المصري، وعمر سليمان رئيس الاستخبارات العامة المصرية محادثات مع المسؤولين الأوروبيين كل على حدة .

وعقب اللقاء صرح سولانا بأنه بحث مع أبوالغيط الموضوعات التي ستناقش خلال الاجتماعات القادمة للجمعية العامة للامم المتحدة والتنسيق مع مصر حول هذه القضايا ، مشيراً إلى أن المحادثات التي أجراها مع المسؤولين المصريين تطرقت إلى الأوضاع على الحدود المصرية مع قطاع غزة، وسبل تنفيذ بروتوكول تسهيل انتقال الفلسطينيين الذي تم توقيعه عام 2005، بالاضافة الى قضايا اقليمية مهمة أخرى كالوضع في لبنان والملف الإيراني وغير ذلك من القضايا الملحة على الساحة الإقليمية .

وحول محادثاته مع القادة الإسرائيليين والفلسطينيين، قال سولانا إنه حث الطرفين على العودة إلى المفاوضات والخروج بنتيجة يمكن البناء عليها خلال اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة .

أما ميغيل موراتنيوس وزير الخارجية الأسباني فقد أوضح أن جولته تهدف إلى المساعدة في جهود التوصل إلى تسوية شاملة سلمية في المنطقة تعمل على تحقيق الاستقرار لشعوبها، إلى جانب دفع عملية التفاوض بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، والتعرف إلى الموقف في المنطقة على أرض الواقع لتحديد سبل تخطي الصعاب التي تعترض طريق التوصل إلى اتفاق، مؤكداً أن الوقت حان لبذل مزيد من الجهود وتضافر كل الأطراف الدولية مع الأخرى المعنية للتوصل إلى تسوية في أقرب وقت تكون عادلة ومقبولة من كافة الأطراف المعنية .

وأعرب الوزير الأسباني عن اعتقاده بأن أفضل حل في حالة عدم التوصل إلى اتفاق سريع هو إيجاد قاعدة يمكن البناء عليها من أجل التوصل الى السلام الدائم عن طريق المفاوضات وبدعم من المجتمع الدولي، وأضاف أن الوقت الراهن يعد حاسما لاتخاذ القرارات ، ودفع المفاوضات سواء الفلسطينية ـ الإسرائيلية، أو السورية ـ الإسرائيلية .

أوروبا تقود المرحلة

من جانبه صرح حسام زكي المتحدث باسم وزارة الخارجية بأن لقاء الوزير المصري أحمد أبوالغيط مع خافيير سولانا تركز حول المفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية والحوارات التي ترعاها القاهرة بين الفصائل الفلسطينية، والفرص التي يحملها المستقبل لاتفاق فلسطيني ـ إسرائيلي يمكن ان يتوصل إليه الطرفان في المستقبل القريب .

ولفت حسام زكي إلى أن المنسق الاعلى للشؤون الخارجية الأوروبية أعرب عن اهتمامه بالتعرف إلى الرؤية المصرية في هذا الشأن، مشيراً إلى أن وزير الخارجية أبوالغيط أوضح وجهة مصر في هذا الأمر، نظراً إلى قرب مصر من كافة تطورات الأوضاع وعملها المباشر في موضوع المصالحة الفلسطينية والحوار بين الفصائل الذي تستضيفه القاهرة حالياً .

وأوضح حسام زكي أن الغيط وزير الخارجية تبادل وجهات النظر حول هذا الموضوع مع خافيير سولانا ومع وزير الخارجية الأسباني ميغيل موراتينوس، مشيرا إلى أن الجانب الأسباني والأوروبي لديه إرادة وعزيمة في تشجيع الاطراف على العمل للتوصل إلى اتفاق أو استئناف المفاوضات في أي لحظة ليس من نقطة الصفر ولكن من النقطة التي توقفت لديها المفاوضات، وقال إن مصر تعمل مع الجانب الأوروبي والاطراف الأخرى لدفع العملية السلمية إلى الامام، خاصة في هذه المرحلة التي تبدو فيها واشنطن منشغلة بالانتخابات الرئاسية .

وعما إذا كانت اجتماعات الجمعية العامة للامم المتحدة التي تعقد في نيويورك أواخر الشهر الحالي ستشهد تنسيقا مصريا وعربيا وأوروبيا في ما يخص القضية الفلسطينية، قال زكي إن هذه الاجتماعات ستشهد تنسيقا مصريا وأوروبيا وأميركياً، ومن أعضاء اللجنة العربية من أجل مساعدة الاطراف على التقدم في هذه القضية، ووصف هذا التنسيق بأنه أمر بالغ الأهمية .

وأشار إلى ضرورة مواصلة العمل بكل جدية والتزام وحسن نوايا من أجل التوصل إلى نقطة تمثل التقدم في المفاوضات بين الطرفين .

وعما اذا كانت زيارة سولانا للاراضي الفلسطينية وإسرائيل تحمل جديدا في ما يخص التوصل إلى تسوية أوضح المتحدث باسم الخارجية المصرية أن سولانا يسعى إلى تجميع الافكار الموجودة والتوصل إلى رؤية واضحة للاتحاد الأوروبي ومن هنا جاءت أهمية محادثاته مع الجانب المصري مع وزير الخارجية ثم استقبال الرئيس حسني مبارك له والتي تأتي في هذا الإطار نفسه .