كامل الشيرازي من الجزائر: أعلن في الجزائر، عن إيقاف 60 شخصا مشتبها بـquot;الإرهابquot; منذ إفتتاح الشهر الجاري، وجرى الكشف بالتزامن عن إحباط القوى الأمنية لعدد من الهجمات الإنتحارية جنوب البلاد. واستنادا إلى معلومات توافرت لـquot;إيلافquot;، أفيد أنّ ما لا يقل عن ستين شخصا أوقفوا على مدار الأسبوعين الماضيين، للاشتباه في ضلوعهم بـquot;أنشطة إرهابيةquot;، وتتراوح أعمار الموقوفين بين 18 و40 عاما، وتمّ التحفظ عليهم في أعقاب تحريات أثبتت وجود صلات بينهم وبين كتيبة quot;السوافةquot; بزعامة المكنّى quot;أبو الخطابquot; الموالي لتنظيم (قاعدة بلاد المغرب الإسلامي)، ومكّن إيقاف المشتبهين من الحيلولة دون نشوء خلايا جديدة لأتباع المتشدد عبد الملك دروكدال على مستوى غرب البلاد وكذا منطقة وادي سوف الجنوبية.
كما أعانت عمليات دهم لمنازل مشتبهين إلى العثور على مخططات وخرائط بيّنت نوايا مقاتلي القاعدة لتنفيذ أكثر من هجوم انتحاري ضدّ مرافق حكومية، ومقرات الدرك والشرطة، ناهيك عن أسواق شعبية، وهو ما حال دون وقوع مجازر حقيقية خلال شهر الصيام، خصوصا مع الحركة الدائبة لسائر الجزائريين وتواجدهم الكثيف في مختلف اتجاهات الحياة العامة.
وغداة مآسي الشهر المنقضي، كثفت أجهزة الأمن الجزائرية حراكها لتحصيل معلومات ميدانية تتعلق بنشاط فرق الموت، حتى لا تستنسخ الاعتداءات المدوّية التي شهدتها الجزائر منذ 11 أبريل/نيسان 2007، وكللت جهود فرق الاستعلامات بتفكيك مجموعتين داعمتين للإرهاب، ناهيك عن شبكة تجنيد محسوبة على (القاعدة) بضاحية واد رهيو الغربية.
والملاحظ، أنّ المخطط الأمني الصارم الذي اعتمدته السلطات الجزائرية منذ افتتاح شهر رمضان، أبان عن فعالية لافتة، اعتبارا لنجاحه في لجم تحركات جيوب التمرد بشكل كبير خلال الأسبوعين الماضيين، وإذا استمرّ الوضع على منواله، فإنّ شهر الصيام الحالي مرشّح لأن يكون الأكثر هدوءا بين سابقيه، بعدما شهد رمضان الماضي سقوط 60 قتيلا، علما أنّ شهر الصيام الحالي عرف مقتل مقاوم وجرح ستة رجال شرطة، بعدما اقترنت رمضانات سنوات الفتنة الدموية بمعدلات مخيفة تراوحت آنذاك بين 200 إلى 350 قتيل.
وتمثل هذه الاحرازات بمنظور مراقبين، إحباطا لخطة القاعدة التوسع خارج معاقلها التقليدية ورسم خارطة جديدة لانتشار عناصرها، بعدما جرى التشديد الخناق على تحركاتهم بمنطقة القبائل الكبرى وكذا بالشرق الجزائري، ويرى متابعون أنّ القاعدة التي تبنت نفس أسلوب (الجماعة الإسلامية المسلحة) في أواسط تسعينيات القرن الماضي، تريد التوسّع عبر مناطق غليزان، تسيمسلت وسيدي بلعباس، نظرا للطبيعة الجغرافية التي تتمتع بها المدن الثلاثة المذكورة وتوفرها على شساعة مسالك ودروب وعرة وسط سلاسلها الجبلية.
التعليقات