لندن: قال وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس يوم الخميس إن وزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) تجري مراجعة لاستراتيجية الحرب التي تطبقها في أفغانستان لمواجهة تصاعد أعمال العنف من قبل حركة تمرد تزداد تعقيدا.
وفي واشنطن قال مسؤول أميركي رفيع لرويترز إن وزارة الخارجية تجري مراجعة رسمية خاصة بها من المتوقع ان تستغرق عدة اسابيع مشيرا إلى أن ادارة الرئيس بوش تعيد النظر على نطاق اوسع في استراتيجيتها في افغانستان.
ورفض جيتس الكشف عما اذا كانت المراجعة التي بدأت رسمية أم غير رسمية لكنه أشار إلى أن الولايات المتحدة راجعت من قبل استراتيجية الحرب في العراق وهي مراجعة أدت إلى تغييرات كبيرة من بينها زيادة عدد القوات.
وقال جيتس للصحفيين في لندن quot;نلقي نظرة عن كثب عليها ولا أعرف ان كانت النتيجة ستكون احداث تغيير كبير في الاستراتيجية أم مجرد بعض التعديلات.quot;
واضاف quot;هناك منهج شامل واستراتيجية شاملة ولكن يجري تعديلهما باستمرار استنادا للظروف التي قد تواجهنا.quot;
وأضاف جيتس الذي زار أفغانستان هذا الاسبوع قبل أن يتوجه إلى لندن لحضور اجتماع لوزراء دفاع حلف شمال الاطلسي quot;فعلنا ذلك في العراق وأدخلنا تغييرا على الاستراتيجية في العراق وسنواصل النظر في الوضع في أفغانستان.quot;
وقال المسؤول الرفيع إن المراجعة في وزارة الخارجية يقودها مسؤولو التخطيط السياسي بالوزارة ومكتب شؤون جنوب ووسط آسيا المسؤول عن شؤون افغانستان.
واجرت الوزارة مراجعة مماثلة للعراق ادت إلى ارسال مزيد من الدبلوماسيين إلى العراق في نفس الوقت الذي بدأت فيه زيادة عدد القوات الأميركية هناك العام الماضي.
وتصاعد العنف في أفغانستان بدرجة كبيرة في العامين الماضيين حيث شن متشددو طالبان ومسلحون من جماعات أخرى مزيدا من الهجمات على القوات التابعة لحلف الاطلسي والقوات الافغانية وعلى المدنيين الافغان.
وكان الاميرال مايك مولين رئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية قال للجنة القوات المسلحة بمجلس النواب الأميركي هذا الشهر انه ليس مقتنعا بأن الولايات المتحدة تكسب الحرب في أفغانستان.
وامتنع جيتس عن تأييد على هذا التقييم.
وقال quot;اعتقد أن الامر أكثر تعقيدا من ذلك في الواقع.quot;
وقال جيتس إن شمال وغرب أفغانستان مستقران نسبيا بينما يواجه حلف الاطلسي تحديات في الجنوب المضطرب حيث معقل طالبان وفي الشرق حيث ظهرت تنظيمات فضفاضة تضم متمردين وجماعات اجرامية.
واضاف quot;ليس عصيانا ضد الحكومة تتحكم فيه طالبان بالاساس... انه عدد من التحديات المختلفة ضد الحكومة.quot;
كما خص جيتس بالذكر الملاذات الآمنة للمسلحين في المناطق القبلية عبر الحدود في باكستان كمصدر للقلق.
وصعدت الولايات المتحدة عملياتها في باكستان حيث شنت هذا الشهر ست هجمات صاروخية بطائرات دون طيار وهجوما بقوات.
وقال مولين في الاسبوع الماضي انه أمر بوضع استراتيجية عسكرية جديدة لافغانستان وباكستان.
وللولايات المتحدة 33 ألف جندي في أفغانستان من بينهم 13 الفا ضمن قوة المعاونة الامنية الدولية التي يقودها حلف الاطلسي وقوامها 47 ألف جندي والعدد الباقي يخضع لقيادة أميركية مباشرة.
وقال بوش في الاسبوع الماضي انه سيرسل لواء اضافيا من الجيش قوامه أربعة الاف جندي إلى أفغانستان في يناير كانون الثاني القادم. لكن القائد الأميركي للقوة التي يقودها حلف الاطلسي قال هذا الاسبوع انه لا يزال في حاجة إلى ثلاثة ألوية اضافية بالاضافة إلى وحدات للدعم.
وقال مسؤول كبير في وزارة الدفاع الاميركية ان البنتاجون ينظر إلى مجموعة كبيرة من العناصر في استراتيجية أفغانستان بما في ذلك كيف سيؤثر اللواء الاضافي على المهمة.
وقال المسؤول الذي كان يتحدث للصحفيين بشرط عدم الكشف عن هويته إن أحد الاسئلة المطروحة هو ان كان ينبغي للقوات الاميركية أن تضطلع بمزيد من المهام القتالية تاركة لدول حلف الاطلسي التي تخضع لقيود أكبر فيما يتعلق باستخدام قواتها أن تركز على مهام أخرى.