أسامة مهدي من لندن: في قرار وصف بأنه تقييد لحرية التعبير منع رئيس مجلس النواب العراقي محمود المشهداني حظر توزيع مجلة quot;الاسبوعيةquot; العراقية المستقلة الواسعة الانتشار ومنع مراسليها من تغطية جلسات المجلس على خلفية نشرها رسماً كاريكاتيرياً فسر على انه اساءة للمرأة المسلمة .. بينما دان الاتحاد الدولي للصحافيين بشدة اليوم التفجير الذي استهدف نقيب الصحافيين العراقيين مؤيد اللامي مطالبا بزيادة الحماية لمقر النقابة وتوفير حماية شخصية لقيادة النقابة.
وقال مصطفى الكاظمي رئيس مجلس ادارة مجلة quot;الاسبوعيةquot; المستقلة ان quot;رئيس البرلمان العراقي وافق على مقترح تقدم به النائب علي العلاق يطالب به بمنع توزيع المجلة ومقاضاتها وحرمان مراسليها من دخول مبنى البرلمان لنشرها كاريكاتيراً ينتقد الانتحاريات المجندات من قبل تنظيم القاعدة في العراقquot;. ونقل مرصد الحريات الصحافية عن مصدر من داخل مجلس النواب قوله quot;ن quot; رئيس المجلس الدكتور محمود المشهداني وبعض النواب فسروا رسم الكاريكاتير على انه اساءة للنساء المسلمات كونه صور الانتحارية وهي ترتدي الزي الاسلامي، ولهذا السبب تم اتخاذ قرار المنع والتحضير لمقاضاة المجلةquot;. ومن جانبه قال محمد عبد الجبار الشبوط رئيس تحرير مجلة الاسبوعية ان quot;التدخل في حرية التعبير بشكل عام ليس من اختصاصات البرلمان العراقي وان الكاريكاتير المقصود يمثل الانتحاريات اللاتي يجندهن تنظيم القاعدة والمقصود منه ادانة القاعدة فحسبquot;. واضاف الشبوط quot;استغرب كيف ان السادة النواب لم يفهموا هذه الاشارة وهم يعلنون الحرب على القاعدة في العراق وما كان هدفنا الا مساعدتهمquot;.
وعبر مرصد الحريات الصحفية عن قلقه البالع quot;لمثل هذه القرارات التي تصب لجهة تقييد حرية التعبيرquot; .. وقال انه يرى ان اتخاذ مثل هذا النوع من القرارات بناءاً على القناعات الشخصية يعد امراً خطيراً في الوقت الذي يأمل فيه المرصد ان يكون مجلس النواب حامياً للدستور العراقي و راعياً لحرية التعبير .
الاتحاد الدولي للصحفيين يطالب بالتحرك ضد قتلة الصحافيين
دان الاتحاد الدولي للصحافيين بشدة اليوم التفجير الذي استهدف نقيب الصحافيين العراقيين في بغداد هذا الهجوم الذي يأتي بعد سبعة اشهر فقط من الهجوم الذي اودى بحياة النقيب السابق الذي توفي بعد اصابته بالرصاص وطالب بزيادة الحماية لمقر النقابة وتوفير حماية شخصية لقيادة النقابة.
وحدث الهجوم على مؤيد اللامي يوم امس بانفجار امام مدخل النقابة ووصل الانفجار إلى مقر النقابة. وما زال نقيب الصحفيين في المستشفى بعد تعرضه لجروح ورضوض وهناك قلق طبي من تأثير الاصابة على قلبه ورئتيه. كما واصيب في هذا الهجوم عدد اخر من طاقم النقابة. وانتخب اللامي، الامين العام السابق للنقابة، في شهر تموز (يوليو) الماضي ليحل محل شهاب التميمي، نقيب الصحفيين العراقيين المخضرم الذي اصيب برصاصات قاتلة، في حادث سبب صدمة كبيرة، قرب مقر النقابة في شباط (فبراير) الماضي وكان كلا النقيبين قد تلقيا تهديدات بالقتل بسبب انتقادهم للهجمات على الوسائل الاعلامية من قبل متطرفين سياسيين.
وقال ايدين وايت امين عام الاتحاد الدولي للصحافيين في بيان أن quot;هذا اثبات مخيف آخر بأن الذين يهددون قيادة الصحفيين قتلة جديين. يجب اتخاذ اجراء عاجل الآن لضمان حصول هذه القيادة على حماية.quot; ويدعم الاتحاد الدولي للصحفيين مطالبة نقابة الصحفيين العراقيين والمجموعة العراقية للسلامة الإعلامية، التي تم تأسيسها بدعم من الاتحاد الدولي للصحفيين والمعهد الدولي للسلامية الإخبارية، الحكومة العراقية باقرار قانون حماية الصحفيين الذي تقدمت به النقابة قبل اكثر من ستة اشهر. وقال وايت بأنه quot;يجب ان لا يكون هناك اي تأخير او مماطلة، يجب ان يتم توفير الحماية والمساعدة لقيادة النقابة وأعضائها الآن، بما في ذلك الحماية الشخصية.quot;
وحدث الهجوم بعد انتهاء الاجتماع الاسبوعي لمجلس النقابة صباح السبت، ويجيء بعد اسبوع واحد من حادثة اغتيال اربعة من الصحافيين والعاملين الإعلاميين الذين يعملون لدى القناة الفضائية العراقية quot;الشرقيةquot; اثناء عملهم في الموصل. وبحسب احصائيات نقابة الصحفيين العراقيين فإن 286 صحفيا واعلاميا قتلوا، كثير منهم باستهداف مقصود منذ بداية اجتياح العراق في نيسان (ابريل) عام 2003.
وطالب الاتحاد الدولي للصحافيين بأن تقوم السلطات العراقية ان توفي بوعدها بالتحقيق كل حوادث قتل الصحافيين التي لم تحل لغاية الآن، بما في ذلك حادثة اغتيال شهاب التميمي. ودعا الامين العام للامم المتحدة بان كي مون والمجتمع الدولي الى عمل المزيد من اجل حماية الصحافيين والإعلام العراقي. وسيقوم امين عام الاتحاد الدولي للصحافيين بتكرار هذه المطالبات في اجتماع خاص بمقر الامم المتحدة في نيويورك هذا الاسبوع مخصص لمناقشة القيام بخطوات تقوي من قرار مجلس الأمن رقم 1738، الذي تم تبنيه عام 2006 والذي تم العمل عليه من قبل الاتحاد الدولي والنقابات العضوة فيه، المخصص لحماية الصحفيين في مناطق الصراع.
ومن المقرر ان تجري في بغداد اليوم عملية جراحية لاستخراج دم متخثر من صدره اثر حدوث مضاعفات على حالته الصحية . واوضحت مصادر نقابة الصحافيين للمجموعة العراقية للسلامة الإعلامية أن انفجار العبوة المدفونة قرب مدخل مقر النقابة تم بينما كان اللامي يودع بعض زائريه عند الرواق الأمامي للمقر مما أسفر عن سقوط شباك ثقيل على صدره وتعرضه لجراح عدة و كدمات في وجهه فيما جرح أثنين من حماية النقيب و إصابة عدد أخر من الموجودين عند مدخل النقابة بجراح بفعل الزجاج المتطاير من النوافذ.
وشهد العراق هجمات دامية ضد الصحافيين والمؤسسات الاعلامية العاملة فيه منذ الاجتياح الامريكي للعراق عام 2003 حيث قتل (243) صحفيا عراقيا واجنبيا من العاملين في المجال الاعلامي ، منهم (132) صحفيا قتلوا بسبب عملهم الصحفي وكذلك (53) فنيا ومساعدا اعلاميا فيما لف الغموض العمليات الاجرامية الاخرى التي استهدفت بطريقة غير مباشرة صحفيين وفنيين لم يأت استهدافهم بسبب العمل الصحفي . كما اختطف (64) صحفيا ومساعدا قتل اغلبهم ومازال (14) منهم في عداد المفقودين .حسب احصائيات مرصد الحريات الصحفية.
التعليقات