لندن: فيما تراجعت نسبيا التغطية الصحفية على الصعيد الخبري للازمة المالية الاميركية الا انها حافظت على زخمها في صفحات التعلقيات والتحليلات حيث اجمع الكتاب تقريبا على ان الازمة الحالية وان كانت ستجد طريقها للحل الا ان لها تداعيات مدوية.

الى جانب ذلك اهتمت الصحافة البريطانية بالمناظرة التليفزيونية الاولى بين مرشحي الرئاسة الاميركية، ووفاة الممثل العالمي بول نيومان الذي تصدرت وفاته الصفحات الاولى، الى جانب احباط الشرطة البريطانية لمؤامرة من قبل متطرفين اسلاميين لقتل ناشر لراوية مثيرة للجدل حول عائشة زوجة النبي محمد.

وربما كان ابرز الاخبار العربية هو الانفجار الذي شهدته دمشق وقتل فيه 17 شخصا.

محادثات سرية
الا اننا نتوقف عند ما كشفت عنه صحيفة الاوبزرفير من وجود مباحثات سرية مع حركة طالبان وهي ما وصفته الصحيفة في ثنايا تقريرها الاخباري بـquot; المبادرة السعوديةquot; للتوصل الى تسوية سياسية مع طالبان وبدعم من قبل بريطانيا.

تقول الصحيفة ان طالبان منخرطة في quot; مباحثات سريةquot; غير مسبوقة تشمل احد قياديها المتشددين السابقين والذي يتنقل بين كابل وقواعد الحركة في باكستان والسعودية وبعض العواصم الاوروبية.

المباحثات المثيرة للجدل اكدتها مصادر في افغانستان الا انها اشارت الى انها quot; فقدت الزخمquot; في الاسابيع الاخيرة بسبب زيادة حدة المعارك الصيف الحالي وتضارب مطالب طالبان.

ويقول احد مستشاري الحكومة الافغانية والمطلع على سير المفاوضات ان احد اهداف المبادرة هو وضع اسفين بين تنظيم القاعدة وحركة طالبان.

وتنقل الصحيفة عن المسشتار قولهquot; انهم ( طالبان) يغيرون مطالبهم باستمرار. اليوم شيء وغدا شيء آخرquot;.

وقد اشار رئيس الوزراء الفرنسي فرانسوا فيلون الاسبوع الماضي الى المباحثات بشكل غير مباشر خلال جلسة للبرلمان الفرنسي حيث قالquot; اننا يجب ان نطرق السبل الكفيلة بفصل المجاهدين العالميين عن هؤلاء الذين يتحركون بدوافع قبلية او قوميةquot;.

ومن المعتقد ان طالبان قدمت قائمة باحد عشر شرطا لانهاء القتال من بينها الحصول على بعض الحقائب الوزارية وانساحاب مجدول للقوات الاجنبية.

وتكشف الصحيفة ان المباحثات بدأت في الصيف برعاية سعودية بناء على دعوة الحكومة الافغانية وانه منذ ذلك الوقت يتبادل الطرفان قوائم بالمطالب والمطالب المضادة، وان وفدا من المخابرات السعودية زار العاصمة الافغانية.

لماذا الآن
وفي نفس الصحيفة لكن يتساءل الصحفي جاسون بيرك في عنوان مقالته التي افرد لها صفحة مستقلة quot; لماذا يعتقد الغرب ان الوقت حان للحوار مع طالبان ؟quot;. ويجيب ان هذه المحادثات، التي يرعاها الغرب والتي ينخرط فيها احد القيادات الدينية الاسبقة لطالبان متنقلا بين العديد من العواصم في سرية تامة، دلالة على مدى تدهور الاوضاع الامنية في افغانستان.

ويضيف ان المحادثات تشير ايضا الى المدى الذي يمكن ان تذهب اليه الدول الغربية لاستقرار الاوضاع المتدهور والذي يكلف المزيد من الرجال والاموال.

ويقول ان الوضع القلق المتشابه في باكستان quot; والتي تتمركز فيها طالبان بشكل كبير وحيث نشب تمرد آخر منفصل ومرتبط منحت المبادرة اهمية جديدquot;.

كما نجد الاجابة على هذا التساؤل في صحيفة التايمز التي اوردت تقريرا بعنوان quot; عودة نشاط طالبان يثير الخوف في كابلquot;.

ويوضح التقرير تنامي اعمال العنف في افغانستان في الاونة الاخيرة وعودة طالبان بقوة على مسرح العمليات، وان quot; العنف المتصاعد اجبر ادارة بوش على اجراء مراجعة للسياسة تجاه افغانستان.

وتضيف الصحفية ان الانظار الان مركزة على الجنرال ديفيد بترايوس الذي عين قائد للقيادة العسكرية الاميركية الوسطى حيث يؤمل ان يستطيع ان يكرر نجاحه الذي حققه في العراق في افغانستان المضطربة.

انفجار دمشق
الاوبزرفير انفردت تقريبا بتناولها للانفجار الذي شهدته دمشق السبت. وبينما لم توجه السلطات السورية اتهاما لجهة بعينها بالوقوف وراء الانفجار الذي اودى بحياة 17 شخصا نقلت الصحيفة عن مصادر عسكرية لبنانية قولها ان الجهاديين_ بعضهم يقيم في مدينة طرابلس اللبنانية_ شنوا سلسلة من الهجمات ضد نظام الحكم السوري بقيادة بشار الاسد.

وتقول الصحيفة ان الانفجار، وهو الاكثر دموية منذ عقدين، يعدد بمزيد من عدم الاستقرار في منطقة متوترة بالفعل في اعقاب نشر سوريا لـ10 آلاف جندي الاسبوع الماضي على الحدود مع لبنان.

وحسب الصحيفة فقد قال مسؤولون سوريون انهم يعتقدون ان الهجوم من تدبير مسلحين اسلاميين.

وتمضي الصحيفة قائلة ان نشر هذه القوات السورية بدعوى مقاومة اعمال التهريب الا انها هدفت في الحقيقة، كما تنقل الصحيفة عن مسؤولين بالجيش والمخابرات اللبنانية، الى ضرب المسلجين السنة الذين يتسللون الى الاراضي السورية ويشنون هجمات ضد النظام.

واشار المسؤلون اللبنانيون الى 4 حوادث من هذا القبيل وقعت خلال الاسبوعين الماضين وقتل في احداها جندي سوري.

وتقول الصحيفة ان عددا من الشخصيات السياسية اللبنانية اعربوا عن مخاوفهم من يؤدي هجوم السبت والهجمات التي لم يعلن عنها النظام ضج مواقع سورية من قبل مليشيات لبنانية قد تعطي دمشق ذريعة لارسال قواتها العسكرية الى شمالي لبنان.

الانهيار الاميركي
وحول الازمة المالية التي تواجهها الولايات المتحدة يذهب جون جريف في صحيفة الاوبزرفير الى ان هذه الازمة دلالة على انهيار القوة الاميركية.

ويقول انه بينما نركز على انهيار الاسواق فان الاضطراب الذي نشهده هو اكثر من ازمة مالية، مهما كبرت. quot; نحن امام تغير جيو- سياسي تاريخي، والذي يتغير فيه ميزان القوة في العالم بشكل نهائيquot;.

ويضيف اننا يمكن ان نلاحظ ذلك التغير في الطريقة التي تتراجع بها السيادة الاميركية في فنائها الخلفي حيث يسخر الرئيس الفنزويلي هوجو شافيز من القوة العظمى دون محاسبة.

ويرى الكاتب ان التراجع الاميركي على الساحة العالمية اكثر قوة، فمع تأميم اجزاء حيوية من النظام المالي فان جشع السوق الاميركي الحر يدمر نفسه بينما استطاعت الدول التي تتبنى نظام السوق الموجه ان تنجو.

ويشبه الكاتب اثر هذه الازمة على اميركا بالسقوط الذي حدث للاتحاد السوفيتي حيث يسقط نموذج كامل للحكومة والاقتصاد.

مؤامرة ارهابية
التايمز، كما بقية الصحف البريطانية ابرزت خبر احباط مؤامرة لاغتيال ناشر لراوية تتناول علاقة النبي محمد بزوجته عائشة.

وقالت الصحيفة على صفحتها الاولى ان قسم مكافحة الارهاب في سكوتلاند يارد او الشرطة البريطانية استطاع ان يحبط ما يعتقد انه مؤامرة من قبل عدد من الاشخاص المتطرفين الاسلاميين لقتل ناشر راوية تتناول quot; اللقاءات الجنسيةquot; بين محمد وزوجته عائشة.

وتقول الصحيفة ان رجال الشرطة السريين القوا القبض يوم السبت على ثلاثة رجال اثر القاء قنبلة حارقة على باب منزل شمالي لندن حيث يعيش الناشر.

الا ان الناشر الهولندي الجنسية لم يصب في الهجوم.

وتضيف الصحيفة ان الهجوم الفاشل يستدعي تهديدات الموت التي واجهها الكاتب سلمان رشدي بسبب تأليفه كتاب آيات شيطانية وما صاحب ذلك من جدل.

الديلي تيلجراف نقلت عن الناشر ويدعى مارتن رينجا قوله قبل وقوع الهجوم quot; في مجتمع مفتوح ينبغي ان تكون هناك قابلة مفتوحة للوصول للاعمال الادبية، بصرف النظر عن الخوف. وكدار نشر مستقلة نشعر بقوة اننا لا ينبغي ان نخاف من نتائج الحوارquot;.

وكانت اكثر من دار نشر قد تخلت عن نشر هذه راوية quot; جوهرة المدينةquot; وهي اولى اعمال المؤلفة شيري جونز خوفا من ان تثير نشرها اعمال عنف من قبل المتشددين الاسلاميين.