إيطاليا: القضاة لا يعترفون بوزير العدل
طلال سلامة من روما: اعتدنا على ربط الثقب الأسود بعلوم الفلك حيث يبتلع هذه الثقب أجزاء من الكون مع كل ما تحتويه. لكن مفهوم quot;الابتلاعquot; لهذا الثقب يمكن تطبيقه كذلك في الحقل السياسي. ولا غرابة أن يستعمله أبرز السياسيون هنا، كما برلسكوني، للهيمنة أكثر فأكثر على كل ما يقع باليد. في الحقيقة، أوشك حزبا quot;قوة ايطالياquot;(يرأسه برلسكوني) وحزب الاتحاد الوطني اليميني على الاندماج لتشكيل حزب كبير يدعي quot;شعب الحرياتquot; (بوبولو ديللي ليبرتا). لكن برلسكوني ومعاونيه هم الذين سيقودون اللعبة السياسية الجديدة عن طريق الهيمنة على إدارة الحزب الجديد بالكامل. هكذا، بدأت أصوات الاحتجاج تتصاعد من حزب الاتحاد الوطني. ومن المفترض أن ينعقد المؤتمر الأول للحزب الجديد بين شهري يناير(كانون الثاني) وفبراير(شباط) من العام القادم قبل أن تخوض التشكيلة الحزبية الناشئة الانتخابات الإدارية بإيطاليا، في الربيع القادم، وتلك الأوروبية في شهر يونيو(حزيران) من العام القادم.

لليوم، لم تجتمع اللجان الخاصة بكتابة منهج وعقيدة الحزب الجديد الذي يخطط برلسكوني من خلاله للاستئثار ب60 في المئة من أصوات الإيطاليين(صعوداً من 40 في المئة راهناً). بدلاً من تقسيم الحصص داخل quot;شعب الحرياتquot; من 70 في المئة الى حزب quot;قوة ايطالياquot; و30 في المئة الى حزب الاتحاد الوطني طرأ تغيير مفاجئ على توزيع هذه الحصص لتضحي 75 و25 في المئة، على التوالي. فبرلسكوني يريد ضم بعض الشخصيات من الديموقراطيين المسيحيين والديموقراطيين والفاشيين السابقين(كما أليسندرا موسوليني حفيدة بينيتو موسوليني) الى حزبه.

على عكس عادات الأحزاب الوطنية، لن يوزع حزب برلسكوني الموسع البطاقات على أعضائه. كما لن يجري انتخاب مسؤوليه الإقليميين إنما منسقين لكل محافظة على وجه الحصر. وسيشرف برلسكوني شخصياً على تعيين سكرتيري الأقاليم. فأين هو ثقل الاتحاد الوطني في كل ما يجري من زواج وعرس مع برلسكوني؟