بغداد الأكثر عنفا ودهوك خلت وسجناء تعرضوا للتعذيب والاذلال
43111 ضحايا العنف في العراق عام 2008 بينهم 5654 قتيلا

أسامة مهدي من لندن: على الرغم من أن عام 2008 كان الاقل عنفا منذ عام 2003 إلا أنه شهد عمليات سجلت 43111 ضحية بين قتيل ومختطف ومصاب بتفجير مفخخات وعبوات واحزمه ناسفه بينهم 5654 قتيلا حيث كانت محافظة بغداد الاكثر عنفا بين نظيراتها الثمان عشرة بينما لم تسجل اي حادثة بمحافظة دهوك الكردية الشمالية كما قال مرصد عراقي للحريات داعيا الحكومة العراقية الى تفعيل الرقابة على اداراة السجون وفتح تحقيقات في عمليات التعذيب والانتحار التي حدثت فيها وحماية وصيانة حقوق الافراد وتجسيد العمل بمبادئ حقوق الانسان في مؤسسات الدولة كافة وبشكل خاص المؤسسات الامنية واحترام القانون الدولي الانساني.

أرقام الضحايا بحسب المحافظات

وفي تقريره السنوي عن اعمال العنف التي شهدها العراق العام الماضي وحصلت quot; إيلاف quot; على نسخة منه فقد اكد مرصد الحقوق والحريات الدستوريه العراقي وهو منظمة انسانيه ان الظروف في السجون والمعتقلات العراقية لم ترق بشكل عام إلى المعايير الدولية حيث شكلت مسألة اكتظاظ السجون وعدم توفر رعاية صحية كافية تهديداً ملحوظا لصحة السجناء. واوضح انه بهذا فإن الظروف في السجون مازالت لا ترق إلى المستوى الأدنى للمعايير اللائقة. واكد تعرض العديد من السجناء والمعتقلين الى الاذلال والى جميع انواع التعذيب وبشكل خالف جميع الشرائع السماوية والاعراف والقوانين الوضعيه والدولية و دون وجود لجان حيادية ورقابية على تلك السجون وعلى اداراتها واعمالها.

واضاف المرصد ان المتضررين من العنف في بغداد خلال العام الماضي بلغ 14519 مواطنا بينهم 2359 قتيلا وفي نينوى 7505 متضررا بينهم 1192 وفي ديالى 5774 بينهم 715 قتيلا وفي البصرة 3629 ضحية بينهم 270 قتيلا وفي ميسان 2095 ضحية منهم 17 قتيلا وفي كركوك 1836 ضحية بينهم 176 قتيلا وفي كربلاء 14441 ضحية منهم 54 قتيلا.. اما في صلاح الدين فقد بلغ ضحايا العنف 1415 شخصا بينهم 296 قتيلا وفي بابل 1366 ضحية بينهم 145 قتيلا وفي ذي قار 1036 ضحية بينهم 133 قتيلا. كما تسبب العنف في محافظة واسط في تضرر 1000 الف شخص بينهم 93 قتيلا وفي الانبار بلغ ضحايا العنف 959 شخصا منهم 168 قتيلا وفي القادسية 327 ضحية بينهم 7 قتلى و17 حكما بالاعدام وفي النجف 58 ضحية بينهم قتيل واحد.. اما في اربيل فقد تسبب العنف في الحاق اذى ب 66 مواطنا بينهم 6 قتبى وفي المثنى 44 ضحية ومن دون سقوط قتلى وفي السليمانية 41 ضحية بينهم 5 قتلى.. بينما لم تسجل اي حادثة عنف في محافظة دهوك الشمالية الكردية.

مقارنة عدد اعمال العنف بين نصفي العام

ومقارنه بين اعمال العنف في النصف الاول من عام 2008 والنصف الثاني من عام 2008 والاشهر الاكثر عنفا اشار المرصد الى ان اعمال العنف التي تعرض لها المواطنون للفتره منذ 01/01/2008 ولغايه 30 /06/2008 وصلت الى ( 25,147) ضحيه والتي تباينت بين التعرض الى اعمال ( القتل ndash; الاصابات من جراء الانفجارات ndash; الجثث المجهوله الهويه ndash; الاغتيالات ndash; الخطف ndash; الاعتقالات ndash; احكام الاعدام ). بينما وصلت اعمال العنف التي تعرض لها المواطنون للفتره من 01/ 07/ 2008 ولـغايه 31/12/2008 الى مايقارب (16767) ضحيه.

وبهذا يتبين مدى انخفاض اعمال العنف التي شهدها العراق والذي سجل في جميع المحافظات وعلى مستوى جميع الجرائم التي تم رصدها وذلك خلال النصف الثاني من العام الماضي بأستثناء (الاعتقالات) التي ظلت اعدادها مرتفعه على مدى اشهر السنه. ويعزى تباين اعمال العنف وانخفاظها في النصف الثاني من عام 2008 الى قيام الحكومه بعمليات عسكريه في المحافظات التي شهدت عنفا شديدا كنينوى وديالى والبصرهمما ادى ذلك الى انحسارعمليات التفجير وعمليات الاغتيال والخطف الى حد كبير عن ماكان معهود سابقا غير ان هذه العمليات العسكريه لم تكن كافيه للقضاء على العنف الموجود بشكل نهائي ومن خلال متابعتنا لاحداث العنف واحصائيات ضحايا الانتهاكات نرى الحاجه الشديده الى فرض سيطرة القانون وتحقيق الامن. وعن الاشهر الاكثر عنفا خلال العام فقد اظهرت احصاءات المرصد ان اشهر ( نيسان، اذار، ايار ) تمثل اشد اشهر السنه عنفاً والتي تشكل نسبه (40% ) من مجموع اعمال العنف خلال العام.

عمليات الاغتيال والاعتقال

وحول عمليات الاغتيال فقد تم رصد العديد من اعمال الاغتيال التي طالت عدد من المواطنين ومن فئات متباينه ( افراد شرطة وجيش، رجال دين، شيوخ عشائر، عناصر الصحوه، صحفيين، المهجرين العائدين، الطائفه المسيحيه) واغتيال ( عدد من النساء ونساء حوامل و شرطيات، اغتيال عوائل بجميع افرادها حيث تركزت في نينوى وديالى ) حيث يتم ( اقتحام منازلهن وقتلهن، وضع عبوة عند مدخل منازلهن لغرض قتلهن، رميهن بالرصاص في الشوارع العامه ). كما تم اغتيال عدد من المسؤولين في الوزاره ومجالس المحافظات و منظمات المجتمع المدني ). واستخدمت الجماعات المسلحه في اعمال الاغتيال هذه اما ( مسدس كاتم للصوت، عبوات لاصقه تلصق في سياره الضحيه، اقتحام منازلهم الضحايا ورميهم بالرصاص، اغتيال الضحيا قي الشوارع العامه وامام مراى اعين الناس وذلك في بعض المحافظات ).

وبالنسبة لعمليات الاعتقال أو الاحتجاز التعسفي والأوضاع في السجون وفي مراكز الاحتجاز فقد اشار المرصد الى ان الكثير من المواطنين واجهوا خلال هذا العام حمله من الاعتقالات اما من قبل (القوات العراقيه او القوات الاميركيه او (القوات العراقيه والاميركيه ) وغالبا ماتكون هذه الاعتقلات تعسفيه وتخالف القوانين الموضوعه وقد تعرض الكثير من هؤلاء المتعقلين الى التعذيب وغيره من أساليب المعاملة أو العقوبة القاسية أو غير الإنسانية أو المُهينة حيث تتم عمليات التعذيب سواء في ( السجون العراقيه اوالسجون الامريكيه ) اما لسحب اعترافات منهم او لاغراض اخرى.

وعن اوضاع السجون ومراكز الاحتجاز فقد اكد المرصد ان الظروف في السجون لم ترق بشكل عام إلى المعايير الدولية. فقد شكلت مسألة اكتظاظ السجون وعدم توفر رعاية صحية كافية تهديداً ملحوظا لصحة السجناء. بهذا فإن الظروف في السجون مازالت لا ترق إلى المستوى الأدنى للمعايير اللائقة. واكد تعرض العديد من السجناء والمعتقلين الى الاذلال والى جميع انواع التعذيب وبشكل خالف جميع الشرائع السماوية والاعراف والقوانين الوضعيه والدولية و دون وجود للجان حيادية ورقابية على تلك السجون وعلى اداراتها واعمالها.

العمليات العسكرية العراقية والاميركية

وفيما يخص العمليات العسكريه التي شنتها الحكومه خلال عام 2008 وما نجم عنها من الانتهاكات فقد اوضح المرصد ان الحكومه قامت بشن عمليات عسكريه في عدد من المحافظات العراقيه التي تهدف الى فرض سيطرة القانون وبث الامن والسلام وقد رصد المرصد عدد من الانتهاكات التي نجمت عنها :

.. عمليه صوله الفرسان في محافظه البصره : سقوط الكثير من الضحايا من قتلى وجرحى، الكثير من الاعتقالات العشوائيه والتعسفيه، فرض حضر التجول، ازدياد حالات انقطاع التيار الكهربائي، والقصف بصواريخ والقنابل، انقطاع مصادر الحصول على مستلزمات العيش من ماء وغذاء ودواء وكهرباء وانقطاع الطريق امام الاسعاف وتعرض جزء منها الى الحرق حيث شهدت المستشفيات نقص كبير في المستلزمات الطبية واكياس الدم ومواد التخدير.

.. عمليه ام الربيعين في محافظه نينوى : سقوط الكثير من الضحايا من القتلى والجرحى، الكثير من الاعتقالات العشوائيه والتعسفيه والاعتقالات المستنده الى اقوال المخبرين السريين، فرض حضر التجول.

.. عمليه بشائر الخير في محافظه ديالى : سقوط الكثير من الضحايا من القتلى والجرحى، العديد من الاعتقال ا بناءاً على وشايات كاذبه الغرض منها تصفيه حسابات شخصيه او عائلية او ذات بعد طائفي بين ابناء المدينه, احتجاز المعتقلين في مكان غير مخصص للاحتجاز ولاتتوفر فيه ابسط متطلبات الحياة، فتح النار بصوره عشوائية من قبل بعض اجهزه الامن، فرض حضر التجول في عدد من المدن والقرى من اجل محاصره المطلوبين الامر الذي اثر على حياة العوائل من الاطفال والنساء التي عانت من انقطاع الخدمات الضرورية من الماء والكهرباء والغذاء.

الحريات والحقوق المدنية

وحول احترام الحريات المدنية فقد اوضح المرصدر ما يلي :

أzwnj;. حرية التعبير والصحافة : تعرض الصحفيون خلال هذا العام الى الكثير من الاعتداءات التي تمثلت اما (القتل ndash; الاغتيال ndash; الخطف ) حيث قامت الجماعات المسلحه بقتلهم ورميهم على قارعه الطريق او في الانهر.
ب. حقوق الاقليات : تم تهجير المئات من العوائل العراقيه المسيحيه بعد توجيه اعمال العنف ضدهم من قبل جهات مسلحه تمثلت اما بتوزيع منشورات مطبوعه على الاحياء المدنيه تطالبهم ( اعتناق الاسلام او دفع جزية او الرحيل او القتل ) او نصب نقاط تفتيش وهميه من قبل جماعات مسلحه تقوم بأيقاف سيارات الماره وتفتيش هويات الركاب حيث ادى ذلك الى تعرض عدد من المواطنين المسيحيين ( من كسبه وصيادله وعمال ) الى القتل، بالاضافه الى تفجير عدد من الدور السكنيه التي تعود للعوائل المسيحيه المهجره.
جzwnj;. حرية التنقل، والأشخاص المشردون داخليا : في ظل الاستقرار النسبي للاوضاع الامنيه قامت العديد من العوائل المهجره داخليا بالعوده الى محل سكناها ولكن واجه البعض من هذه العوائل الى العديد من الانتهاكات ففضلا عن فقدان دورهم واثاثهم وممتلكاتهم الشخصيه فقد تعرضوا للتصفيه اما عن طريق الاغتيال او بوضع عبوات ناسفه عند مدخل منازلهم. دzwnj;.استخدام التهديد والهجوم المسلح : تعرضت العديد من المؤسسات الحكوميه وغير الحكوميه والعديد من المواطنين للتهديد خلال هذا العام وذلك في بعض المحافظات ومن هذه العمليات تعرض مؤسسه نشر وتوزيع للتهديد واطلاق النار على عامليها كما تعرضت بلديه نينوى الى التهديد وتهديد عامليها واحراق السيارات التابعه للبلديه.

مطالب وتوصيات

وفي ختام تقريره فقد اوصى المرصد الحكومة العراقية بضرورة تطبيق مبادئ الدستور وان تلتزم بصيانة كرامة الانسان العراقي كما اشار الى ذلك الدستورالعراقي الدائم في المادة (37) من باب الحقوق والحريات. ودعا الى اتخاذ اجراءات من اجل حماية النساء والاطفال من اعمال العنف.. وتفعيل المادة (30) من الدستور والتي تكفل الضمان الاجتماعي والصحي لكل من الفرد والاسرة وتعمل على وقايتهم من الجهل والخوف والفاقة.. والعمل بالمادة (29) من الدستور من باب الحقوق والحريات التي تكفل فيها الدوله حماية الامومة والطفولة وتمنع اشكال العنف والتعسف في الاسرة والمجتمع.. وتفعيل الرقابة على اداراة السجون وفتح تحقيقات في عمليات التعذيب والانتحار التي حدثت في السجون.. والعمل على انشاء حملة لازاله مخلفات الحرب من الصواريخ والالغام التي غالبا ماتؤدي بحياة الاطفال العراقيين.

كما طالب بتفعيل دور وزارة حقوق الانسان في اتخاذ الاجراءات اللازمة لحماية وصيانة حقوق الافراد وتجسيد العمل بمبادئ حقوق الانسان في مؤسسات الدولة كافة وبشكل خاص المؤسسات الامنية واحترام القانون الدولي الانساني.. ووضع خطة معالجة وجذرية وشاملة لاستهداف الاوكار التي تستهدف ضحايها من العراقيين وتبني الياتها بما يتوافق مع خطورة الوضع القائم.. وضرورة توعية المواطنين بالوسائل التي تستخدم من قبل الارهابيين لزعزعة الامن وكيفية التصدي لها بالتعاون مع الجهات الامنية.. وان يعامل جميع الأشخاص الذين يتعرضون لأي شكل من أشكال الاحتجاز أو السجن معاملة إنسانية وباحترام لكرامة الشخص الإنساني الأصيلة.. وتشجيع إنشاء وتعزيز وتوسيع الصناديق الوطنية المخصصة لتعويض الضحايا. ويمكن أيضا، عند الاقتضاء، أن تنشأ صناديق أخرى لهذا الغرض.. اضافة الى ضرورة العمل على أن يتلقى الضحايا ما يلزم من مساعدة مادية وطبية ونفسية واجتماعية من خلال الوسائل الحكومية والطوعية والمجتمعية والمحلية.

كما دعا المرصد مجلس النواب الى تفعيل دوره التشريعي بسن القوانين التي تهدف الى تطبيق بنود الدستور وصيانتها.. وتفعيل دوره الرقابي طبقا للمادة (61) من الدستور العراقي الدائم.. واتخاذ لجنة حقوق الانسان التدابير اللازمة في الحفاظ على حقوق الانسان داخل العراق. وفي الختام طالب مرصد الحقوق والحريات الدستوريه العراقي المنظمات الدولية والمحلية بتفعيل دور منظمات المجتمع المدني في الحفاظ على الامن من خلال عقد الدورات التدريبية والندوات التي تساهم في توعيه المواطنين وتحديد طبيعه الاخطار التي من الممكن مواجهاتها والعمل على رصد الانتهاكات وتكوين شبكات رصد متخصصه.. وتقديم المساعدة المادية والتأهيل النفسي لضحايا الانتهاكات.. وضرورة قيام الاعلام بدور فعال في نشر الحقائق والوقوف على مسبباتها من خلال اقامة ندوات اعلامية تتناول هذه المواضيع ومناقشتها مع المسؤولين.