نيويورك: قال تقرير لمجموعة الأزمات الدولية وهي منظمة أبحاث مستقلة إن الحرب بين إسرائيل وحماس، التي دخلت يومها الـ 11 يجب أن تنتهي بطريقة تتيح للطرفين إدعاء الانتصار. واعتبر التقرير أن أيا من الطرفين لم يكن راغبا في هذه المواجهة العنيفة، التي أوقعت 635 قتيلا فلسطينيا على الأقل وتسعة قتلى إسرائيليين حتى مساء الثلاثاء، ولكن كل منهما كان مستعدا لخوضها.

وقال التقرير إن قتالا بدأ كصراع على شروط وقف إطلاق نار جديد تحول إلى معركة حول شروط الردع وميزان القوى. وكانت حركة حماس، التي سيطرت على قطاع غزة بالقوة في يونيو/حزيران 2007 وطردت منه حركة فتح التي يتزعمها رئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، رفضت في التاسع عشر من ديسمبر/كانون الأول الماضي تمديد تهدئة استمرت ستة أشهر مع إسرائيل كانت قد أبرمت بوساطة مصرية.

واتهمت الحركة الدولة العبرية بأنها لم تف بالتزاماتها بموجب اتفاق الهدنة إذ واصلت حصار قطاع غزة وغلق المعابر بينه وبين إسرائيل. وتابع التقرير أن إسرائيل تريد وقفا لإطلاق النار، ولكن بعد أن تنجح في تركيع حركة حماس وتدمير قدرتها على إطلاق صواريخ طويلة المدى والقضاء على أي وهم لديها بإمكانية إدارة صراع متكافئ تستخدم فيه الصواريخ كسلاح ردع يعادل في تأثيره سلاح الجو الإسرائيلي.

واعتبر التقرير أن من مصلحة حماس كذلك التوصل إلى وقف لإطلاق نار ولكن فقط في مقابل فتح المعابر. وحذر التقرير من أنه على الرغم من قدرة إسرائيل على إعادة احتلال القطاع الفقير، الذي انسحبت منه في عام 2005 بعد أن احتلته 38 عاما، فان الثمن سيكون عاليا وإسرائيل لن تجد أمامها أي مخرج منطقي أو نقطة نهاية.

وأكد التقرير أنه بالنسبة لحماس فان كل يوم يمر على النزاع شاهد على قدرتها على المقاومة. واعتبر تقرير مجموعة الأزمات الدولية أن الطرفين سيجدان من الأفضل لهما استمرار المواجهة العنيفة على أن يظهرا بمظهر المستسلم. ودعت المنظمة إلى وقف إطلاق نار فوري لا يسمح لحماس بنشر مسلحين على الحدود ويتيح لإسرائيل سحب قواتها من غزة.

وقال التقرير إنه يتعين على حماس أن تنسق مع السلطة الفلسطينية بشان الإشراف على معبر رفح الحدودي مع مصر حيث يتعين أن يعود المراقبون الأوروبيون. وأكد التقرير أنه سيتعين أن تلعب حماس، إذا لم تقم إسرائيل بخطوة محفوفة بالمخاطر وأطاحت بها، دورا سياسيا وأمنيا في غزة وعند نقاط العبور مع مصر.

وختم التقرير أن هذا قد يعني نصرا لحماس ولكنه ثمن لا مفر منه لحصار خاطئ، يساعد إسرائيل على وقف إطلاق الصواريخ وضمان نظام أكثر استقرارا عند المعابر، مما سيمكن إسرائيل من اعتبار ذلك انتصارا لها أيضا.