المحطات الكبرى لولاية بوش الرئاسية بوش يطمئن الأميركيين مجدداً ويدعو خليفته لإصلاح القوانين المالية
واشنطن: دافع الرئيس الأميركي جورج بوش عن الاجراءات التي اتخذها لتفادي انهيار النظام المالي وحماية أميركا من هجوم ارهابي اخر وذلك في محاولة اخيرة لتحسين صورة تركته المضطربة. وقبل خمسة ايام من تسليمه الرئاسة الى باراك أوباما وجه بوش خطابا أخيرا عبر التلفزيون الى الشعب الأميركي سعى فيه الى تحديد معالم سجله في البيت الابيض الذي يعتبره بعض المؤرخين بالفعل بين الاسوأ في تاريخ الولايات المتحدة.
وقال بوش quot;في مواجهة احتمال انهيار مالي اتخذنا اجراءات حاسمة لحماية اقتصادناquot; في اشارة الى تدخل حكومي ضخم أمر به. واضاف قائلا quot;لو لم نتخذ تلك الاجراءات لكانت الخسائر اسوأ بكثير.quot; وحذر بوش من ان أخطر تحد يواجه الرئيس القادم ما زال خطر هجوم ارهابي اخر على غرار الهجمات التي شنها تنظيم القاعدة في الحادي عشر من سبتمبر ايلول 2001 .
واعترف بأن بعض الاجراءات التي اتخذها ردا على هجمات 11 سبتمبر كانت مثيرة للجدل لكنه تمسك بها وأعاد تأكيد مبدأه quot;من ليس معنا فهو ضدناquot; الذي تعرض لانتقادات واسعة في الخارج. وقال بوش quot;هناك نقاش مشروع حول الكثير من هذه القرارت لكن لا يمكن ان يكون هناك نقاش يذكر حول النتائج ... أميركا قضت أكثر من سبع سنوات بدون هجوم ارهابي اخر على أرضنا.quot;
وبعض أعمال بوش بعد هجمات 11 سبتمبر مثل انشاء مركز اعتقال لاحتجاز اشخاص يشتبه بتورطهم في الارهاب في معتقل جوانتانامو والموافقة على اساليب قاسية للاستجواب تقول جماعات لحقوق الانسان انها ترقى الى التعذيب ألحقت ضرا بالغا بصورة أميركا في الخارج. وتعهد اوباما باغلاق سجن جوانتانامو.
الرئيس الأميركي جورج بوش يترك المنصة بعد القاء كلمة في بث مباشر الى الامة في واشنطن يوم الخميس. تصوير: جاسون ريد - رويترز |
وقال بوش الذي كان يتحدث في البيت الابيض وقد جلس نائب الرئيس ديك تشيني واعضاء مجلس وزرائه بين الحضور quot;اعداؤنا صبورون ومصممون على الهجوم مرة اخرى... الخير والشر موجودان في هذا العالم وبين الاثنين لا يمكن ان يكون هناك حل وسط.quot; وتوجيه خطاب وداع تقليد يتبعه الرؤساء الأميركيون في نهاية ولايتهم لكن كلمة بوش في نهاية فترتي ولايته تحظى بأهمية خاصة حيث يترك منصبه عند أحد أدنى مستويات التأييد الشعبي في العصر الحديث اذ يقارب 25 في المئة.
في حفل وداع اقيم في وزارة الخارجية الأميركية في وقت سابق يوم الخميس دافع بوش عن سياسته الخارجية من حرب في العراق الى المواجهات مع ايران وكوريا الشمالية بخصوص أنشطتهما النووية قائلا quot;لقد جعلنا العالم أكثر حريةquot;. وأشاد بوش بالمكاسب الامنية في العراق نتيجة لزيادة عدد القوات الأميركية التي أمر بها هناك في وقت شهد تزايدا في أعمال العنف الطائفية في 2007. وقال
وقلصت الحرب التي شنت بدون تفويض من الامم المتحدة مصداقية الولايات المتحدة في الخارج وساهمت في فوز ساحق حققه أوباما على جون مكين مرشح الحزب الجمهوري الذي ينتمي اليه بوش في انتخابات الرئاسة في نوفمبر تشرين الثاني الماضي. كما أوضح بوش أنه لا يعتبر أن محاولاته الفاشلة للتوسط في السلام بين الاسرائيليين والفلسطينيين خلال سنوات حكمه الاخيرة ذهبت كلها أدراج الرياح على الرغم من حرب مستمرة منذ ثلاثة أسابيع تشنها اسرائيل على حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في غزة ولا تلوح في الافق نهاية لها.
وقال quot;طرحنا رؤية دولتين ديمقراطيتين.. اسرائيل وفلسطين.. تعيشان جنبا الى جنب في سلام وأمن.quot; كما أثنى بوش على أسلوب تعامل ادارته مع ايران وكوريا الشمالية اللتين واجهت كل منهما حملة قادتها الولايات المتحدة ضد برامجهما النووية. وقال عن جهوده لفرض عزلة على الدولتين اللتين وصفهما ذات يوم بأنهما جزء من محور للشر quot;عملنا بأسلوب متعدد الاطراف لنتعامل مع قضايا مثل ايران وكوريا الشمالية.quot; لكن بوش الذي يقول انه يترك الحكم على سجله للتاريخ اعترف بانه quot;عانى quot; انتكاساتquot; وقال quot;هناك اشياء سأفعلها بطريقة مختلفة لو اتيحت لي الفرصة.
التعليقات