اسلام اباد-واشنطن:ذكر الرئيس الاميركي جورج بوش باكستان quot;بمسؤوليتهاquot; في محاربة الارهاب وسماها الى جانب افغانستان والعراق على انها احدى جبهات محاربة التطرف، وذلك في خطاب سيلقيه اليوم الثلاثاء.

وسيأتي هذا الخطاب الذي وزع البيت الابيض نصه امس الاثنين في وقت تكثف فيه الولايات المتحدة حملتها ضد عناصر تنظيم القاعدة وحركة طالبان الذين لجأوا الى المنطقة الحدودية بين باكستان وافغانستان. ويتزامن خطاب بوش مع انتخاب رئيس جديد في باكستان.

وسيقول بوش في هذا الخطاب الذي سيلقيه في جامعة الدفاع الوطني وهي جامعة كبرى للتعليم العسكري quot;من مصلحة باكستان دحر هؤلاء الارهابيين والمتطرفين لانهم يمثلون تهديدا قاتلا لمستقبل باكستان كدولة حرة وديموقراطية. ومن مسؤولية باكستان ايضا دحر هؤلاء الارهابيين والمتطرفين لان من واجب جميع الدول ممارسة سلطتها على اراضيها والسهر على ان لا تصبح ملجأ للارهابquot;.

وسيقول ايضا ان افغانستان والعراق وباكستان quot;تشكل كل منها تحديات فريدة لبلدنا. ولكنها جميعا مسرحا لمعركة واحدة شاملةquot; ضد المتطرفين مؤكدا لكل منها دعم الولايات المتحدة.

14 قتيلا في ضربة صاروخية

ميدانيا، قال مسؤولون باكستانيون وشهود عيان إن ضربة صاروخية نفذتها على ما يعتقد القوات الاميركية قتلت 14 شخصا واصابت 15 آخرين بجراح في المنطقة المحاذية للحدود مع افغانستان.

ويقول هؤلاء إن الضربة نفذتها طائرة آلية بدون طيار استهدفت على ما يبدو دارا ومدرسة تابعة لجلال الدين حقاني احد قادة حركة طالبان. وقد اكد الجيش الباكستاني وقوع الضربة في منطقة وزيرستان الشمالية القبلية.

وتعتبر هذه رابع ضربة تنفذها القوات الاميركية على اهداف في باكستان في اقل من اسبوع واحد، الا ان الامريكيين لم يعترفوا رسميا بتورطهم في هذه الهجمات. وتأتي هذه العمليات بعد اتهامات امريكية مستمرة تقول إن باكستان لم تقم بما ينبغي للقضاء على المخابئ التي يستخدمها تنظيم القاعدة وحركة طالبان في المنطقة الحدودية في باكستان.

وقد اثار تصاعد الضربات قلق الجيش الباكستاني وحكومة اسلام آباد لآثارها السلبية على العمليات التي يقوم بها الجيش لمحاربة المسلحين المتشددين.

وقال شهود من سكان القرى المجاورة لهدف الضربة إن طائرات امريكية آلية (بدون طيار) اطلقت عددا من الصواريخ على منزل ومدرسة اسلامية في منطقة وزيرستان الشمالية القبلية. وقال مسؤولون وشهود عيان إن الهدف تلقى عدة ضربات صاروخية. ونقلت وكالة رويترز عن احد سكان قرية داندي دارباخيل القريبة من مدينة ميران شاه في وزيرستان الشمالية قوله: quot;اطلقت طائرتان آليتان ثلاثة صواريخ.quot;

ولكن تقارير اخرى اوردت ان ثلاث طائرات شاركت في الهجوم. وتقول بعض التقارير إن عدد القتلى بلغ 20، بينهم عدد من المدنيين. ويقول مسؤولون امنيون إن المنزل المستهدف يعود لجلال الدين حقاني، القائد المخضرم في حركة طالبان الذي يقال إنه مقرب من زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن.

ونقلت رويترز عن بدرالدين حقاني، احد اولاد جلال الدين حقاني، قوله إن والده وشقيقه سراج الدين (هو الآخر زعيم في حركة طالبان) لم يكنا في المنزل لحظة وقوع الضربة. وقال بدرالدين حقاني إن احدى خالاته لقيت حتفها في الضربة، كما اصيب عدد من الاطفال والنسوة.

ويقول مراسل بي بي سي في المنطقة محمد الياس خان إن مجمع جلال الدين حقاني قد استهدف عدة مرات في السابق من قبل القوات الباكستانية والاميركية. ويقول مراسلنا إن حقاني واسرته وعشيرته يستخدمون المجمع المستهدف منذ عام 1980.

ويضيف مراسلنا ان مسلحين حاصروا المنطقة فور وقوع الضربة وقاموا بنقل جثث الضحايا الى اماكن اخرى.

ويقول مسؤولون في ميران شاه كبرى مدن وزيرستان الشمالية إنهم لم يعثروا بعد على اية ادلة تثبت اصابة اهداف ذات قيمة عالية في الضربة الاخيرة.

وكانت القوات الاميركية المتمركزة في افغانستان قد واجهت سيلا من الاتهامات مؤخرا بتعمد تصعيد الهجمات ضد اهداف مشتبهة لحركة طالبان على الجانب الباكستاني من الحدود.

وكانت الحكومة الباكستانية قد ادانت في الاسبوع الماضي الهجوم الذي نفذته قوات اجنبية متمركزة في افغانستان على هدف في وزيرستان الجنوبية والذي راح ضحيته 15 شخصا.

وفي الاسبوع نفسه، قتل عشرة اشخاص في ضربتين صاروخيتين امريكيتين على اهداف في وزيرستان الشمالية. وقال مراسلنا في باكستان بكر يونس إن قائد سلاح الجو الباكستاني صرح بأن قواته قادرة على وقف هذه الهجمات الأميركية لكن الحكومة الباكستانية تحول دون ذلك.