اسلام اباد، وكالات: أعلن رحمن مالك وزير الداخلية الباكستانية يوم الإثنين أن باكستان أعادت فتح خطوط إمداد القوات الغربية في أفغانستان. جاء ذلك بعد إغلاق طريق ممر خيبر يوم السبت بعد أيام من غارة شنتها قوات كوماندوس أمريكية على قرية باكستانية. وصرح الوزير بأن الطريق فتح بعد بضع ساعات وان حركة المرور توقفت فقط لاسباب أمنية على الرغم من أن وزير الدفاع قال في وقت سابق ان هذا الاجراء اتخذ ردا على انتهاكات القوات الغربية للاراضي الباكستانية. وقال مالك quot;حدث توقف لبضع ساعات لاسباب أمنية لكن في وقت لاحق استؤنفت الامدادات الى أفغانستان بعد تأمين الطريق.quot;

ويهاجم المتشددون الشاحنات في ممر خيبر في الطريق الى معبر تورخام وهو المعبر الرئيسي على الحدود الباكستانية الافغانية بالقرب من مدينة بيشاور عاصمة الاقليم الحدودي الشمالي الغربي. غير أن التحرك لوقف عربات صهاريج الوقود جاء بعد أن أعربت الحكومة الباكستانية الجديدة عن غضبها ازاء مقتل 20 شخصا من بينهم نساء وأطفال خلال مداهمة لقوات الكوماندوس الامريكية لقرية حدودية نائية في الاراضي القبلية الباكستانية في الثالث من سبتمبر أيلول.

وقال وزير الدفاع تشودري أحمد مختار لمحطة دون التلفزيونية يوم السبت ان طريق امداد الوقود عبر معبر تورخام اغلق quot; لاظهار جديتنا.quot; وباكستان أحد أقرب حلفاء الولايات المتحدة في الحرب ضد الارهاب ولديها عشرات الالاف من الجنود الذين يقاتلون المتشددين غير أنها تمنع عمليات التوغل داخل أراضيها من قبل القوات الاجنبية.

والائتلاف المدني الذي تشكل قبل خمسة أشهر أكثر حساسية للرأي العام من قائد الجيش السابق برويز مشرف الذي أجبر على التنحي عن رئاسة البلاد في أغسطس اب الماضي. وبينما أظهر وقف امدادات الوقود لفترة قصيرة اعتماد الغرب على التعاون الباكستاني لامداد قواته في أفغانستان وهي دولة بلا سواحل الا ان نفوذ باكستان محدود.

وتدفع الولايات المتحدة أموالا لحكومة اسلام اباد للانفاق ودعم النقل والامداد في قتال المتشددين في المنطقة وتحتاج الحكومة الباكستانية الى مليارات الدولارات من المساعدات الاجنبية لتجنب حدوث أزمة تلوح في الافق في ميزان المدفوعات. وينقل معظم الوقود وامدادات أخرى الى القوات الامريكية في أفغانستان على متن شاحنات عبر باكستان وتعبر الحدود عند معبرين هما تورخام وتشامان الى الجنوب الغربي.

وعمل معبر تشامان الذي يستخدم لامداد القوات الاجنبية في جنوب أفغانستان بشكل طبيعي منذ السبت. وفي ابريل نيسان وافقت روسيا على السماح لقوات حلف شمال الاطلسي بنقل امدادات من المواد غير الفتاكة عبر أراضيها الى شمال أفغانستان.

11 قتيلا في اطلاق صواريخ يرجح انها اميركية

ميدانيا ادت صواريخ اطلقتها كما يبدو طائرات اميركية بدون طيار، الاثنين الى مقتل 11 شخصا بينهم امرأتان ورضيع ومقاتلون اسلاميون في شمال غرب باكستان، على ما افاد مسؤولون امنيون في حصيلة جديدة. واطلقت طائرتان بدون طيار العديد من الصواريخ على منزل محاذ لمدرسة قرآنية في قرية باقليم شمال وزيرستان في قلب المناطق القبلية حيث تقول واشنطن ان القاعدة وطالبان قد اعادا تشكيل قواعدهما الخلفية، على ما ذكر ضابط في قوات الامن الباكستانية طلب عدم كشف هويته. وكان اشار في وقت سابق الى مقتل ثلاثة مقاتلين اسلاميين.

وبعد الظهر قال الضابط ان الحصيلة ارتفعت الى 11 قتيلا quot;بينهم اجنبي على الارجح عربيquot; قضى متأثرا بجروحه في المستشفى. ويشير الجيش بعبارة اجنبي الى مقاتلي القاعدة القادمين من دول اخرى خصوصا في الشرق الاوسط والمغرب العربي. واضاف مسؤول امني آخر ان بين القتلى quot;رضيع في الشهر السادس وامرأتانquot; مشيرا الى اصابة 25 شخصا بجروح. واكد مصدر طبي هذه المعلومات.

وهي المرة الرابعة في اقل من اسبوع التي تقوم فيها طائرات بدون طيار ، لا تملكها الا القوات الاميركية المنتشرة في افغانستان المجاور، باطلاق صواريخ على المناطق القبلية الباكستانية.

وكثفت القوات الاميركية في افغانستان وايضا وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) في الاشهر الاخيرة عمليات اطلاق الصواريخ على المناطق القبلية رغم احتجاجات السلطات الباكستانية. وهي تستهدف مقاتلي القاعدة غير انها لا توفر المدنيين.

والمدرسة القرآنية التي استهدفت الاثنين كان تم تشييدها ايام الاحتلال السوفياتي لافغانستان (1979-1989)، على يد جلال الدين حقاني احد قادة المجاهدين الافغان والذي اصبح فيما بعد احد الشخصيات البارزة في نظام طالبان (1996-2001) قبل ان ينضم الى تمردهم الحالي.